Tweet
خواطر من معاناة القلوب!!
• الجندي الخفي وراء فشل الفاشلين؛هو جهلهم أو إن شئت فقل غفلتهم المطبقة عن مراقبة علام الغيوب لهم؛ إذ أن بواعث نياتهم عنده، وخفايا تحركاتهم ظاهرة لديه؛ وعليه فلا يمكنهم تحقيق مكرهم السيئ؛ إلا وقد حسمت كيفية إحقاقه بهم لو بعد حين!! فيسعدون مؤقتاً، ظناً منهم أنهم قد أفلحوا في إلحاق الأذى بالآخرين، فإذا ما أحاطت بهم خطيآتهم ورد الله عليهم مكيالهم؛ علموا أنهم كانوا من المغفلين الخاسرين!! إذ كان الأحرى بهم؛ أن يكونوا لله من المتقين، فيسعدوا بالنجاة من كرب الدنيا، وعذاب يوم الدين.
• لم أكن أعلم جوهر الحقيقة في حث النبي صلى الله عليه وسلم على الزهد في الدنيا؛ وبذل أقصى الجهد للالتصاق بمنبع الأمان (الله) وحده، إلا بعدما خضت غمار تلك الدنيا العفنة بفتنها وتقلباتها؛ إذ لم أجد في ساحتها إلا كلاباً مسعورة أو وحوشاً كاسرة؛ قد أتقنت كيفية التهام فرائسها بكل قسوة وانعدام ضمير، بل وبآلية تجعلك توقن بانعدام الرحمة، أو وجود شيئ يسمى المشاعر أو تأنيب الضمير، فاللهم عذراً إليك وتوبة منك ومغفرة ورحمة!!
• مناط النجاة إنما يكون بامتلاك تلك الجوهرة الخفية التي لا توجد إلا لدى الخواص من عباد الله تعالى، مكنونة بعمق في صميم قلوبهم، إذ تلتهب أشعتها مرجفة منهم القلوب؛ حال اقترابهم من الوقوع في الفواحش؛ حيث تطفيء بلهيبها أشعتها، لهيب الشهوات مهما بلغت ذروتها!! وترجف منهم القلوب؛ حال طول الأمد، وحصول القصور مع تراكم الران الناتج عن صغائر الإثم من العمل، فتجري من عيونهم الدموع مدراراً؛ فترقق منهم المشاعر، وتبعث في قلوبهم رياح التوبة من جديد!! إنها جوهرة الإخلاص النقي الصافي لله الواحد المتعالي!!
• ما وجدت أتعس على القلوب من نفاق العابدين!! ينتشي الواحد منهم من حلاوة عبادته، فيظن أن لديه عند الله رصيداً من الحسنات ينجيه يوم الدين؛ فيسرف على نفسه في المباحات، حتى يلج حدود المكروهات، ومن ثم يقع في المحرمات؛ وهو لا يزال يمني نفسه بالرصيد الزائف من الأعمال الصالحات؛ فتألف نفسه الجميع بين المتضادات، فتنبت في قلبه نبتة نفاق الخلوات، وهو لا يزال يظن أنه على خير حالٍ، بعيداً عن الموبقات، ولا تزال الأماني تهيم به في بحر أوهامه؛ حتى يجد نفسه أسيراً للفواحش والمنكرات!! فيا سجدات الثلث الأخير من الليل أيقظي في قلوب العباد حقيقة الوجل من يوم المعاد، وأوقدي مشاعل الخوف من هول يوم الحساب؛ لعلها تبعث في جنبات قلوبهم صيحة؛ أن كونوا على حذر من خاتمة السوء؛ فقد خاب من تألى على رب العباد!!
• تأدبي أيتها النفس الأمارة بالسوء، فقد أسأت الأدب طويلاً، وقد آن لشرِّك وسوئك أن يلقى حتفه بإذن الله قريباً . . دعوة . . (اعقد العزم على التوبة تنعم . . قبلما تندم)!!
تعليق