إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اخفضوا أصواتكم

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اخفضوا أصواتكم

    للحوار آداب كثيرة وضعها الإسلام للتواصل بين الناس أوضحها القرآن الكريم والسنة النبوية في العديد من التعليمات التي تحث علي خفض الصوت أثناء الحوار ففي وصايا لقمان الحكيم لابنه "واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" (سورة لقمان: آية 19)
    وجاء في تفسير الآية الكريمة أن معني اقصد أي توسط في المشي ما بين الإسراع والإبطاء فيمشي لا مشية البطيء ولا مشيه السريع أما قوله تعالي "واغضض من صوتك" فمعني اغضض أي اخفض وجاء الحرف (من) للتبعيض أي اخفض من صوتك قليلا بحيث لا يكون صوتك مرتفعا فيؤذي ولاهمسا فلا يسمع، ولذلك قال الله تعالي "إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله" أي يجب خفض الصوت في الحوار مع رسول الله صلي الله عليه وسلم وهذا لا يعني أن الصوت لا يسمع لكن الصوت مسموع ومنخفض ثم قال الله تعالي "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" وذلك للدلالة علي أن الصوت المرتفع منكر يشمئز منه الآخرون.
    ولقد أجمل القرآن الكريم العديد من الوصايا الخاصة بآداب الكلام من خلال:
    (1) خلق الله الإنسان في أحسن تقويم وشق له سمعه وبصره وزوده بمعجزة العقل وآتاه وسائل التعلم والاكتساب حيث قال الله تعالي "قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون" كما قال الله تعالي "ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين".
    (2) من سمات اللسان التعبير عن حاجات الإنسان وإيصال المعلومات إلي الغير عن طريق النطق والكلام قال الله تعالي "الرحمن. علم القرآن. خلق الإنسان. علمه البيان".
    (3) أمر الله عز وجل المسلم بمراعاة أقواله كما يراعي أعماله كما أمره بأن يقول الحق الذي يرضيه وأن يراقبه عند كل كلمة تخرج من فيه وقد ورد في الحديث الشريف "إن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيهوي بها في النار سبعين خريفا وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالي ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيرفع بها في عليين".
    (4) يجب علي المسلم أن يتورع في النطق كما يتورع في المأكل والمشرب فيتجنب اللغو وما لا طائل وراءه كما يتجنب المحرمات والشبهات لقوله تعالي " ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"
    وفي الحديث قال صلي الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت).
    (5) اختيار أجمل الكلام وأحسن الألفاظ أثناء مخاطبة الناس كما يختار أطايب الطعام لنفسه والرد علي ما يسمعه منهم بلباقة وتهذيب.
    قال الله تعالي "وهدوا إلي الطيب من القول وهدوا إلي صراط الحميد"، وقال صلي الله عليه وسلم "اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فكلمة طيبة" (الحج: آية 24).
    (6) التمهل في الكلام وبيانه حتي يفهم المستمع المراد من الحديث ويعقل مقصوده وهو مغزاه
    عن عائشة رضي الله عنها قالت : ما كان رسول الله يسرد الحديث كسردكم هذا، يحدث حديثا لوعده العاد لأحصاه)
    (7) مخاطبة المستمع علي قدر فهمه وبما يناسب ثقافته ومستواه العلمي وإلا أساء ظنه وحسب الكلام استهزاء به وتنقيصا له.
    (8) تجنب الخوض في أحاديث لا يعلمها أو غير متأكد من صحتها أو لا يعلم منها إلا الظن فإن الظن أكذب الحديث.
    (9) لزوم قلة الكلام إلا إذا كان جوابا أو نصيحة أو أمرا بالمعروف أو نهيا عن المنكر أودعوة إلي الله قال الله تعالي "لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما".
    وعن ابن عمر رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله تعالي فإن كثرة الكلام بغير ذكر الله تعالي قسوة للقلب وإن أبعد الناس من الله تعالي القلب القاسي.
    (10) تجنب الثرثرة واللغو والكلام الذي لا طائل منه. قال تعالي (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون والذين هم عن اللغو معرضون) سورة المؤمنون
    (11) تعقل الكلام قبل النطق به والتفكر في عواقبه وتجنب إلقاء الكلام دون روية واستيعاب قال الله تعالي "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" (سورة ق: آية 18).
    وعن أنس قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يتكلم بكلام فصل لا هزر ولا نزر ويكره الثرثرة في الكلام والتشدق فيه.
    (12) الصمت لمن هو أعلي مقاما وأرفع قدرا وأغزر علما وأكبر سنا وأعظم فضلا والإصغاء لكلامه والإقبال عليه بالسمع والبصر.
    (13) تجنب مقاطعة أحد أو تصحيح كلامه أو تجريحه أو تخطيه أو السخرية من كلامه قال الله تعالي "وقولوا للناس حسنا" (البقرة: 835)
    وقال الله تعالي "ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن" العنكبوت 46
    (15) خفض الصوت وعدم رفعه أكثر من الحاجة وتجنب الصخب والضجيج والصراخ والانفعال قال الله تعالي "واقصد في مشيك واغصص من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" لقمان آية 19
    (16) التزام الهدوء والابتسام أثناء الكلام وعدم التجهم والعبوس في وجوه الناس عن أبي الدرداء قال كان رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا يحدث حديثا إلا تبسم".
    (17) تجنب الخبيث من الكلام والهجين من الألفاظ لأن المؤمن لا يكون فاحشا ولا بذيئا
    (18) تجنب الحلف والإكثار من القسم أثناء الكلام وعدم الحلف إلا لضرورة.. قال تعالي "واحفظوا إيمانكم" (المائدة: آية 89)
    وصاياه صلي الله عليه وسلم
    وضع النبي صلي الله عليه وسلم آدابا للحوار بين المسلمين فقد كان صلي الله عليه وسلم كما وصفته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (كان خلقه القرآن) وقالت (كان قرآنا يمشي علي الأرض)
    ومن أهم هذه الوصايا:
    (1) قال صلي الله عليه وسلم (من دعا إلي هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيء)
    (2) (ليس المؤمن باللعان ولا بالطعان ولا بالفاحش ولا البذيء)
    (3) "إن من خياركم أحسنكم أخلاقا"
    (4) عن عقبة بن عامر قال قلت يا رسول الله ما النجاة "قال أمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك علي خطيئتك"
    (5) عن حذيفة قال شكوت رسول الله درب لساني قال أين أنت من الاستغفار إني لأستغفر الله في كل يوم مئة مرة)
    (6) قال صلي الله عليه وسلم (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)
    (8) (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت)
    (9) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان كلام رسول الله صلي الله عليه وسم كلاما فصلا يقيسه كل من سمعه)
    من حق الطريق عدم الإزعاج
    وتؤكد الدكتورة آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر أن انتشار الضوضاء شيء مزعج والضوضاء لا تقتصر علي الصوت المرتفع فقط بل تمتد إلي كل سلوكيات المحيطين بنا وسياراتهم وأبواق إنذارهم علي كل شكل ولون ولاشك أن كل هذا يرتبط بسلوك غير قويم سلوك مستهتر لا يعرف آداب الإسلام في الحوار أو حق الطريق أو حق الإنسان الآخر فمن آداب الطريق مثلا عدم السب أو استخدام الألفاظ البذيئة في الحوار وأيضا عدم تضييق الرصيف علي الآخرين بالبضائع التي يفترشها أصحاب المحال التجارية في كل مكان ولا يعطون فرصة للمارة لاستخدام الرصيف ولهذا يجب العودة للسلوكيات الإسلامية القويمة التي حث عليها الله عز وجل في كتابه العزيز وسنة نبيه الكريم صلي الله عليه وسلم حيث شبه الله عز وجل رفع الصوت بصوت الحمير وهو صوت قبيح يتأذي منه من يسمعه لقوله تعالي "إن أنكر الأصوات لصوت الحمير" وذلك تنفيرا للناس من رفع الصوت كما يجب تجنب القول الفاحش البذيء الذي يؤذي مسامع الآخرين ولاشك أن كل هذه السلوكيات تدخل في نطاق الكراهة في الإسلام ويجب علي المسلم الحق الحرص علي السلوك القويم والصوت المنخفض وعدم الإضرار بمن حوله بالأصوات المزعجة.
    ويكمل الدكتور أحمد عبدالرحمن أستاذ علم الأخلاق المتفرغ الحوار السابق قائلا: إن الهدوء مطلوب بل شرعه الإسلام وحبب إليه ونفر من الأصوات المرتفعة حيث قال في كتابه العزيز "لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي" وقال أيضا "إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوي لهم مغفرة وأجر عظيم"
    فالضوضاء شيء منكر ومكروه ولابد للإنسان أن يتخلق بأخلاق الإسلام، ولقد ساهم التليفزيون في زيادة نسبة الضوضاء لدي الأبناء مما سبب خللا في عملية التربية ولقد حرص الإسلام علي عدم رفع الصوت، فالضوضاء مشكلة كبيرة نواجهها داخل بيوتنا من الشوارع المحيطة بالبيوت وإنذار السيارات المستمر ليلا ونهارا وأصوات الجيران المرتفعة التي تبوح بجميع الأسرار والتي نسمعها داخل بيوتنا رغما عنا ولهذا يجب العودة للأخلاق الحميدة للإسلام.

  • #2
    رد: اخفضوا أصواتكم

    جزاك الله خيرا
    اين انت اخونا الكريم
    نفتقد ناطك منذ فترة
    تقبل الله منا ومنك صالح الاعمال

    تعليق

    يعمل...
    X