ينقص المسلم اليوم الإسلام
هل المسلم اليوم يصلح لأن يكون نموذجا للتعبير عن الإسلام ؟
وهل المسلم اليوم يدعو إلى الإسلام الذي يعتنقه ؟
للأسف المسلم اليوم نموذج للتنفير من الإسلام وتشويهه ... فهو تارك للصلاة ، مهمش لها ، يسب ويلعن ويفحش في القول ويجهر بالمحرمات ويستخدم للعنف اللفظي والقولي والفعلي ، والتشفي ظاهر جليّ..
كل هذا يظهر جليا على شخصية المسلم اليوم ومحصلها أنه ليس بسويّ ولا يعبر عن دينه الذي يعتنقه ...
وباختصار شديد (مسلم يناقض تعاليم الإسلام الذي يعتنقه)
ـ لو نظر شخص نظرة على حال المسلمين اليوم وتوجهاتهم لرأى فراغهم من تعاليم دينهم ، فضلا عن قيامهم بالدعوة إليه ...
ـ عقول خاوية فارغة تبحث عن اللهو وتقبل عليه ... لدرجة أن اللهو أصبح دينا والعبادة أصبحت لا ترقى لدرجة الإقبال على اللهو
لو رأيت الشباب يقبلون على المباريات والمقاهي والانترنت وعند الصلاة تجد الفتور والنسيان ...
ولو رأيت الشباب في الطرقات تنتشر المعاكسات ومعاكسة البنات وسب الآباء والأمهات والفحش الشديد في الأقوال والأفعال .
ولو رأيت البنات وانتشار اللباس الضيق والمثير والذهاب والمجيء في الطرقات لساعات وساعات .
ولو رأيت الاقبال الشديد على السجائر والمعسل وارتياد المقاهي والنوادي ودور السينيما لساعات وساعات ...
ولو رأيت اهتمام المرء الشديد بمشاهدة الأفلام والمباريات ...
لعلمت أن المسلمين اليوم ليسو كالمسلمين في السابق ...
ولو سألت أحدا منهم وقلت له : ماذا قدمت لدينك ؟ لقال لك : وانت عاوزني أعمل إيه .. وهذا الرد من المتفاهم معك ، أما الكثير والكثير فيغيب عنهم هذا السؤال بل لو سألته له لاستغرب ولضحك عليك ...
ـ المسلم اليوم هو المسلم الذي جلس وركن إلى الدنيا ، وترك الدعوة إلى الدين لفئة من الناس وجماعات وأحزاب ومسميات ونزاعات لن تحل ولن تتأقلم مع بعضها البعض ...
ـ والمسلم اليوم : هو الذي ثبت عنده في فهمه أن الدعوة للدين إنما هي من العلماء والجماعات في المساجد فقط ، ولا شأن له في الدعوة لدينه ...
ومن هو المسلم ؟
إنه هذا الرجل ...
57- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قال: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْجِدِ دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى جَمَلٍ فَأَنَاخَهُ فِي الْمَسْجِدِ ثُمَّ عَقَلَهُ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ مُحَمَّدٌ؟ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُتَّكِئٌ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ، فَقُلْنَا: هَذَا الرَّجُلُ الأَبْيَضُ الْمُتَّكِئُ، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: يَا ابْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «قَدْ أَجَبْتُكَ» فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ فَمُشَدِّدٌ عَلَيْكَ فِي الْمَسْأَلَةِ، فَلا تَجِدْ عَلَيَّ فِي نَفْسِكَ، فَقَالَ: «سَلْ عَمَّا بَدَا لَكَ». فَقَالَ: أَسْأَلُكَ بِرَبِّكَ وَرَبِّ مَنْ قَبْلَكَ آللَّهُ أَرْسَلَكَ إِلَى النَّاسِ كُلِّهِمْ؟ فَقَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نُصَلِّيَ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ نَصُومَ هَذَا الشَّهْرَ مِنَ السَّنَةِ؟ قَالَ: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». قَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَ هَذِهِ الصَّدَقَةَ مِنْ أَغْنِيَائِنَا فَتَقْسِمَهَا عَلَى فُقَرَائِنَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ نَعَمْ». فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ. (صحيح البخاري)
نعم إنه هذا الرجل ... عرف معنى الإسلام ومعنى المسلم (فَقَالَ الرَّجُلُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، وَأَنَا ضِمَامُ بْنُ ثَعْلَبَةَ أَخُو بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ)...
هذا هو الذي نريد تفعيله بين المسلمين اليوم بعدما اندثر وتناساه المسلمين وقصروه على فئة معينة من الناس ( وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي ) ... إنه الدعوة إلى الدين .