يارب . . أرهقتني ذنوبي!!
مع كل تنهيدة صباح؛ يسيطر على عقلي التفكير فيما يحيط بي من الهموم والمخاطر؛ فيستولي على شعوري نوعٌ من الإحباط والهزيمة؛ لكثرة تلك الهموم والأحزان، فأحاول دفع ذلك عني بالمزيد من الأمل في عون الله تعالى لي، غير أن الشيطان سرعان ما يتخبطني بسؤاله التقنيطي البغيض قائلاً: (وهل تظن حالك هذا يرضي الله الذي ترجو منه العون)؟!
فألتفت تلقائياً إلى ما خلفته ورائي من الذنوب كبيرها وصغيرها، وما أهدرته من أيام عمري في الغفلة والدعة واللامبالاة؛ فينتابني الخوف والهلع من هول ذلك الخطب!! إذ أن حجم المعاصي في ضخامته؛ يجعل اللسان تلقائياً يلهج بالحمد والشكر والثناء على الله؛ لما شملني به حتى هذه اللحظة من جميل ستره!! فما ضيعته من أيام عمري؛ يستوجب عليَّ أن أحتل منصة القضاء قهراً؛ للحكم على نفسي بالإعدام شنقاً ورمياً بالرصاص في آنٍ واحد!!
فكم أنت حليم يا الله؟! وكم أنت رحيم يا رحمن؟! وكم أنت رؤوف يا منان؟!
ربــاه. . حين يستشعر عبدٌ في مثل حقارتي تمام ضعفه وذله وهوانه، ولكنه لفرط زلله؛ لا يستطيع كبح جماح نفسه الأمارة بالسوء عن التقصير في حقك، فماذا أنت فاعلٌ به يا عظيم المن والإحسان، ويا من وسعت رحمته كل شيء؟!
ربــاه. . على الرغم من شدة تقصيري وتفريطي في أمري، إلا أنني لا أفهم من مصطلحات هذه الحياة سوى معنى واحد . . ألا وهو عدم القنوط من واسع رحمتك . . فبهذا الأمل أبدد وساوس الشيطان، وبه أزداد رجاءً في سعة رحمتك يا منان، وبزجرك عن القنوط من رحمتك، تنتابني النشوة للإقبال على فعل الخيرات؛ أملاً في القرب منك يا رحمن!!
ربــاه. . هذه ذنوبي، ووساوس نفسي، وجميع غفلاتي، أضعها كلها بين يديك، كخصم مقيت بغيض أشتكيه إليك، فكن نعم العون لي يا قهار على غلبته وقهره، فأنا الضعيف وأنت القوي، وأنا الفقير وأنت الغني، وأن المغلوب وأنت الغالب القاهر لجميع خلقك!!
فلقد مللّت الحياة بعيداً عن رحابك، وأرهقتني الذنوببالمزيد من عواقب عصيانك، ولم يعد لي أمل في الحياة بدون عفوك وغفرانك، فامنن عليَّ بعفو منك يا أملي، فإنني عبد ضائعفي أودية عصيانك؛ ولكن على الرغم من سوءحالي وهواني، فلن أبرح بابك؛ أملاً في التوبة إليك، ونيل عظيم غفرانك!!
تعليق