إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات في بداية عقد جديد :

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات في بداية عقد جديد :

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
    تنقضي أعمارنا يوماً بعد يوم، وكلما زاد عمر الإنسان نقص عمره في الحقيقة. ها نحن قد ودَّعنا العقد الماضي، وهو عشر سنوات (1421 - 1430هـ) كان فيها ما فيها: من خير وشر، وصلاح وفساد، وأمل وألم. ودخلنا في عقد جديد (1431 - 1440هـ). ولا يعلم ما يكون فيه إلا علاَّم الغيوب.
    من سنن الله الكونية أن الإنسان لا يبقى على حال، وقد أقسم الله في كتابة على هذا، فقال - سبحانه -:
    {فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ * وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ * وَالْقَمَرِ إذَا اتَّسَقَ * لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ}[الانشقاق: ٦١ - ٩١].
    لن تستمر أحوالنا على ما هي عليه الآن إلى آخر العقد، بل ستتغير الأحوال في كل فرد، وفي كل أسرة، وفي كل مجتمع، بل وفي العالم أجمع؛ وهذه سُنة
    الله - تعالى - في خَلْقه. ولنذكر شاهداً من أول التاريخ الإسلامي المشرق؛ ففي
    السنة السادسة من الهجرة وقع الصلح بين المسلمين وكفار قريش في الحديبية، وكانت مدة الصلح عشر سنوات؛ أي: عقداً من الزمان: من سنة 6 للهجرة إلى سنة 15 للهجرة، وكان المسلمون يومئذٍ ألفاً وأربعمائة، ولم يكن يعلم أحد منهم أنه في ذلك العقد من الزمان ستتغير الأحوال بما لا يخطر على البال؛ ففي ذلك العقد فُتحت مكة، ودخل الناس في دين الله أفواجاً ومات النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم تولَّى الخلافة أبو بكر ثم عمر - رضي الله عنهما - وفتح المسلمون فارس والروم، وأعلى الله كلمته، وأعز جنده. من كان يظن أن هذا كله سيحدث في عشر سنوات؟
    شاهد آخر: دخل العقد الرابع الهجري سنة 31 وكلمة المسلمين مجتمعة، ورايات الجهاد في مشارق الأرض ومغاربها مرفرفة، وقد فاضت الأموال، وكثرت الخيرات، وما كان أحد من المسلمين يعلم أنه في ذلك العقد ستتغير الأحـوال بما لا يخطر على البال؛ فقد قُتِل الخليفة عثمان - رضي الله عنه - وماجت الفتن بعد ذلك موجاً، وحصل ما حصل بين المسلمين، وتفرَّقت الأمة، واختلفت الكلمة، ومن كان يظن أن هذا كله سيحدث في عشر سنوات؟
    نماذج لمشاريع مقترحة:
    إذا حفظت في كل يوم نصف صفحة من
    الكتاب العزيز؛ فستحفظه في
    أربع سنوات.
    أما السُّنة فَحِفْظها أسهل، ومن خير ما يُحفظ من السُّنة: كتاب
    رياض الصالحين للنووي وبلوغ المرام لابن حجر، رحمهما الله؛ فلو حفظت كل يوم حديثاً واحداً فقط، فستحفظ أحاديث هذين الكتابين في نحو تسع سنوات؛ أي: نحو ثلاثة آلاف حديث.
    ويستطيع رب الأسرة أن يعلِّم زوجه وأولاده دينهم؛ فيشجعهم على حِفْظ
    القرآن أو ما تيسر منه، وحِفْظ ما تيسر من السُّنة، لا سيما أحاديث الأربعين النووية، وينبغي أن يجمعهم في كل أسبوع مرة على الأقل في أي وقـت مناسـب لهم، وإن رأى منهم إعراضاً، فلا بأس أن يرغِّبهم ويحفِّزهم ببعض الهدايا أو الجوائز.
    تغيُّر الأحوال من آيات
    الله العظيمة، وسننه الحكيمة، قال الله - تعالى -: {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْـخَيْرِ فِتْنَةً وَإلَيْنَا تُرْجَعُونَ}[الأنبياء: ٥٣]. ومعرفة المسلم بهذا تجعله يعتني بما خُلِق له من العبادة، وأن يجعل نيته الــدار الآخــرة البــاقية؛ فعــن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلي الله عليه وسلم - قال: «بادروا بالأعمال الصالحة؛ فستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمناً، ويمسي كافراً، ويمسي مؤمناً ويصبح كافراً، يبيع دينه بعرض من الدنيا»[2].


    [1] للوقوف على نماذج جيدة من النشاط الفقهي المفترض يراجع: المبسوط للسرخسي، وفتح القدير، وشرح فتح القدير لكمال الدين السيواسي، والبحر الرائق شرح كنز الدقائق، لابن نجيم الحنفي.
    [2] رواه مسلم: (181).




  • #2
    رد: وقفات في بداية عقد جديد :

    جزاك الله خيرًا

    تعليق


    • #3
      رد: وقفات في بداية عقد جديد :

      ​وجزاك

      تعليق

      يعمل...
      X