إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أخر كلام " الاستغفار بعد الطاعة "

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أخر كلام " الاستغفار بعد الطاعة "

    الحمد لله العزيز الغفار مكور الليل على النهار ومكور النهار على الليل ... الحمد لله موفق الموحدين لدين الله وهاديهم إلى صراط التوبة الباب الذي فتح لقلوبهم الأمل وأسبغ على أنفسهم السكينة ومطمأن نفوس العباد في زمن الكرب والغربة والصلاة والسلام على حبيب القلوب رسول الله وخاتم الأنبياء الذي أرسله الله تبارك وتعالى بشيراً ونذيراً فبين الدين ونصح ووجه وأرشد ونال من الأذى ما الله به عليم فاللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه ومن تبعه ونهج نهجه إلى يوم الدين أما بعد أيها الأخيار الأطهار الأبرار سلام الله عليكم ورحمته وبركاته فكم من الشوق أحمله لكم تذكرت بيتي ومنتداي الذي بدأت الكتابة فيه وكنت على وشك تحضير خطبة الجمعة وكنت أتسائل عن ماذا أتكلم وقد أنقضت أعظم الأيام أيام العشر وأيام الحج ... تذكرت ما يفعله المسلم بعد الصلاة من أذكار فيبدأها بالاستغفار أي انه الأعمال الصالحة بعد الانتهاء منها تبدأ بالاستغفار .

    تنبَّه لنفسك بعد الطاعة:

    لأن شياطين الإنس والجن يريدون صرفك عن الطاعة, فإن عجزوا ورأوك فعلت الطاعة وسوس لك شيطانك وحدَّثتك نفسك الأمارة بالسوء حديثاً بحيث تعجب بنفسك بعد الطاعة, والإعجاب بالنفس بعد الطاعة يحبط العمل, ورحم الله ابن عطاء السكندري الذي كان يقول: (ربَّ معصية أورثت ذلاً وانكساراً خير من طاعة أورثت عزاً واستكباراً).
    الاستكبار بعد الطاعة شيء خطير قد يحبط العمل, لذلك أقول لك: إذا رأيت نفسك موفَّقاً للطاعة ومشروح الصدر لها, وغيرك لا قدر الله مشروح الصدر للمعصية وتيسرت له أسباب المعصية, فاشكر الله تعالى الذي جعلك مشروح الصدر للإسلام, كما قال تعالى: {فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ}, وسل الله العافية لمن حُرِم هذه النعمة, حيث كان صدره ضيِّقاً حرجاً إذا أقبل على الطاعة, كما قال تعالى: {وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء}.
    احذر الاستعلاء على أهل المعصية, أنكر المنكر, وسل الله لك ولهم العافية, واحذر من نفسك وشيطانك لأنهما لا ييئسان منك بعد العمل, يريدان أن يحبط هذا العمل بالاستكبار والاستعلاء.
    إذا رأيت مفطراً في شهر رمضان, وأنت صائم وموفَّق للصيام والقيام وتلاوة القرآن والاعتكاف, ولصلاة التراويح, وموفَّق للقمة الحلال وغيرك مغموس لا قدر الله بالحرام من مال ربوي أو رشوة أو سرقة, فاحمد الله تعالى على هذه النعمة, وسل الله العافية لك ولغيرك, وكن على حذر كما قلت لك من الاستكبار والاستعلاء.

    إن الاستغفار بعد الأعمال الصالحة مطلب شرعي

    لقد كان نبينا صل الله عليه وسلم يحرص على الاستغفار بعد الطاعة بل وأمر الله تبارك وتعالى نبينا صل الله عليه وسلم بالاستغفار بعد تبليغ دعوته وبعد العمل في الدعوة الى الله قال تعالى: {إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْح * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}.
    أيها الإخوة المؤمنون: إذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يؤمر بالتسبيح والاستغفار بعد رؤية ثمرة طاعته وعبادته, وهو المعصوم المحفوظ من الشيطان, كما جاء في الحديث: (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنْ الْجِنِّ, قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: وَإِيَّايَ, إِلا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ, فَلا يَأْمُرُنِي إِلا بِخَيْرٍ) رواه مسلم, إذا كان هذا مطلوباً من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فنحن من باب أولى وأولى مطلوب منا, بل نحن بحاجة إلى الاستغفار أكثر من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

    كان رسول الله صل الله عليه وسلم يستغفر بعد الصلاة

    (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلاثًا وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ, وَمِنْكَ السَّلامُ, تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ) رواه مسلم, وأيُّ صلاة كان يستغفر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بعدها؟ هي صلاة الخاشعين, بل صلاة سيد الخاشعين.

    الاستغفار بعد الإفاضة من عرفات

    ربُّنا عز وجل يأمر عباده المؤمنين الذين أدوا فريضة الحج أن يستغفر الله تعالى بعد الإفاضة من عرفات, قال تعالى: {ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم}.
    نِعم هذا العبد المؤمن الذي يستغفر بعد الطاعات لأنه قد يوجد فيها بعض الخلل من حيث لا يشعر, يستغفر بعد الطاعة لأنه خائف هل قبل الله عز وجل طاعته أم لا, وقد وصف الله تعالى هؤلاء المتقين بقوله: {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُون}.
    نعم يطلب الاستغفار بعد الطاعة خشية دخول النفس على الطائع من عجب وغرور واستكبار.
    فإذا طُلب هذا من أهل الطاعة فما هو المطلوب من أهل المعصية؟
    لذلك أقول: ارحموا أهل المعاصي والذنوب, هؤلاء لو عرفوا الله تعالى ما اجترؤوا على المعصية, بل كانوا مستغفرين بعد الطاعات والقربات.

    الاستغفار بعد التهجد:

    يا عباد الله, تدبَّروا قول الله تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُون * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِين * كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُون * وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون}.
    هؤلاء العباد الذين كانوا من أهل الإحسان, هؤلاء الذين لم يقتصروا على الفرائض, بل زادوا في النوافل من صلاة وصدقة وتهجد, وبعد كل ذلك يستغفرون, خشية دخول النفس والإعجاب والاستكبار على من حُرم تلك النعمة, لأن عرفوا بأن التوفيق من الله تعالى, قال تعالى: {وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ}.
    فارحم تارك الصلاة والصيام, وارحم المعرِض عن الله تعالى, بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

    اهتموا بقبول العمل أكثر من العمل:

    يا عباد الله: اجعلوا اهتمامكم بقبول العمل أكثر من اهتمامكم بالعمل, وذلك لقول الله تعالى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين} اللهم اجعلنا منهم.
    هذا سيدنا علي رضي الله عنه كان يقول: كونوا لقبول العمل أشدَّ اهتماماً منكم بالعمل, ألم تسمعوا قول الله عز وجل: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}.

    اعلموا ايها الاحباب ان الانسان في هذه الدنيا فى اختبار

    قال: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك: 2}.
    وقال: مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ {آل عمران: 179}.
    ومن سبل هذه الامتحان ما يشير إليه قوله تعالى: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ {آل عمران: 14ـ 15}.
    قال السعدي: يخبر تعالى أنه زين للناس حب الشهوات الدنيوية، وخص هذه الأمور المذكورة، لأنها أعظم شهوات الدنيا وغيرها تبع لها... فلما زينت لهم هذه المذكورات بما فيها من الدواعي المثيرات، تعلقت بها نفوسهم ومالت إليها قلوبهم وانقسموا بحسب الواقع إلى قسمين:

    قسم: جعلوها هي المقصود، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خلقوا لأجله وصحبوها صحبة البهائم السائمة، يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها، ولا يبالون على أي: وجه حصلوها، ولا فيما أنفقوها وصرفوها، فهؤلاء كانت زادا لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب.

    والقسم الثاني: عرفوا المقصود منها وأن الله جعلها ابتلاء وامتحانا لعباده، ليعلم من يقدم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته، فجعلوها وسيلة لهم وطريقا يتزودون منها لآخرتهم ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته، قد صحبوها بأبدانهم وفارقوها بقلوبهم، وعلموا أنها كما قال الله فيها: ذلك متاع الحياة الدنيا ـ فجعلوها معبرا إلى الدار الآخرة ومتجرا يرجون بها الفوائد الفاخرة، فهؤلاء صارت لهم زادا إلى ربهم... وتمام ذلك أن الله تعالى أخبر بعدها عن دار القرار ومصير المتقين الأبرار، وأخبر أنها خير من ذلكم المذكور، ألا وهي الجنات العاليات ذات المنازل الأنيقة والغرف العالية، والأشجار المتنوعة المثمرة بأنواع الثمار، والأنهار الجارية على حسب مرادهم، والأزواج المطهرة من كل قذر ودنس وعيب ظاهر وباطن، مع الخلود الدائم الذي به تمام النعيم، مع الرضوان من الله الذي هو أكبر نعيم، فقس هذه الدار الجليلة بتلك الدار الحقيرة، ثم اختر لنفسك أحسنهما، واعرض على قلبك المفاضلة بينهما.

    يا عباد الله, حافظوا على نعمة الإيمان والعمل الصالح من الزوال, وذلك بكثرة الاستغفار بعد الإيمان والعمل الصالح, لأن هذا هو مظهر العبودية لله تعالى, وسلوا الله أن يعتق رقابنا جميعاً من النار, فالموت لا بدَّ منه, ولكنَّ المهم ما بعد الموت, قال تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور}.

    اللهمَّ أعتق رقابنا ورقاب أصولنا وفروعنا وأزواجنا وأحبابنا والمسلمين من النار يا أرحم الرحمين, أقول هذا القول وكلٌّ منا يستغفر الله فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

    وفي الختام أتأسف على الإطالة ونذكر بالغاية إن الله أبتعثنا ليخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان الى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة .
    فهرس ... سلسلة من غير لماضة ياحمادة
    @@خواطر شاب مسلم متجدد باذن الله @@

    اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمدونذكر بالغاية ان الله ابتعثنا لنخرج من يشاء من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ... وغداًُ تشرق شمس الاسلام فى مصر

  • #2
    ما شاء الله
    بارك الله فيك ونفع بك
    أخي الكريم وجعل طرحك هذا
    في موازين حسناتك

    تعليق


    • #3
      اللهم آمبن
      سعيد جدا لمروركم العطر اخى ووالله اني مشتاق لكم ولساحة الطريق الى الله
      فهرس ... سلسلة من غير لماضة ياحمادة
      @@خواطر شاب مسلم متجدد باذن الله @@

      اللهم صلى وسلم وبارك على نبينا محمدونذكر بالغاية ان الله ابتعثنا لنخرج من يشاء من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الاديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ... وغداًُ تشرق شمس الاسلام فى مصر

      تعليق

      يعمل...
      X