إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات مع معاني الإحسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات مع معاني الإحسان

    وقفات مع معاني الإحسان
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الإحسان لغةً : ضد الإساءة فالمحاسن في الأعمال ضد المساوئ في الأعمال والمحاسن في الأقوال ضد المساوئ في الأقوال وقول الله تعالى :

    { وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ } [الرعد : 22]
    أي يدفعون بالكلام الحسن ما ورد عليهم من سيئ لغيرهم فإذا آذاهم أحد قابلوه بالجميل صبراً واحتمالاً وصفحاً وعفواً كما قال تعالى:
    { ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت : 34]
    وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله عنه في الحديث
    { اتَّقِ اللهَ حيثما كنتَ ، وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسنةَ تمْحُها ، وخالِقِ النَّاسَ بخُلقٍ حسنٍ }

    الراوي: أبو ذر الغفاري و معاذ بن جبل المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 4/127
    خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]


    فأهل الإيمان يدرؤون بالحسنة الأقوال والأعمال والأحوال السيئة فالأحوال كالتوكل والرجاء والإنابة والخوف والخشية هذا في مقام الحسنة وفي مقامات السيئات : الشرك والنفاق والرياء والعجب والبغض والحقد والحسد والغل إلى آخره
    وهذه كلها مقامات وأحوال بين الحسن والسيئ ٠
    وحسنت الشيئ تحسينا أي : زينته وجملته وأحسنت إليه وأحسنت به وروى الأزهري : عن أبي الهيثم أنه قال في قوله تعالى _ في قصة يوسف :

    {وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ}[يوسف : 100]

    قال ( أي قد أحسن إلي )

    معنى الإحسان إصطلاحا
    مراتب الإحسان
    درجات الإحسان

    ميادين الإحسان
    بعض الأحاديث في مقام الإحسان
    مثال عن الإحسان
    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 11-01-2019, 08:45 PM.


  • #2
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحسن الله إليك يا حبيب
    وجزك عنا كل خير
    تقبل الله طاعاتكم
    وكل عامٍ وأنتم بخير
    التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 07-10-2014, 09:26 PM.

    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: وقفات مع معاني الإحسان

      جزاكم الله خيرًا

      تعليق


      • #4
        وقفات مع معاني الإحسان : / معنى الإحسان إصطلاحا :

        معنى الإحسان إصطلاحا
        ويختلف معنى الإحسان إصطلاحا بمختلف السياق الذي يرد فيه لفظ الإحسان فإذا اقترن الإحسان بالإيمان والإسلام كان المراد به الإشارة إلى المراقبة وحسن الطاعة وهذا هو الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه على جبريل عليه السلام (
        الإحسانُ : أنْ تعبدَ اللهَ كأنكَ تراهُ ، فإنْ لم تكنْ تراهُ فإنَّهُ يراكَ )

        الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4777
        خلاصة حكم المحدث: [صحيح]


        أما إن ورد الإحسان مطلقا دون أن يكون مقترنا بالإسلام دون أن يكون مقترنا بالإسلام والإيمان فإن المراد به هو فعل ما هو حسن ٠
        والحسن وصف مشتق من الحسن الذي يراد به إصطلاحا كما يقول الجرجاني : ( ما يكون متعلق المدح في العاجل والثواب في الآجل ) ٠
        وذهب التهانوي وغيره : إلى أن لفظ الحسن يطلق ويراد به اصطلاحا واحدا من أمور ثلاثة :
        الأول : كون الشيئ ملائما للطبع وضده القبح بمعنى كونه منافرا فإذا لائم الشيئ طبعك فهو شيئ حسن ٠
        المعنى الثاني : كون الشيئ صفة كمال وضده القبح وكونه صفة نقصان وذلك كالعلم والجهل فالعلم شيئ حسن والجهل ضده شيئ قبيح ٠
        الأمر الثالث : كون الشيئ يتعلق به المدح وضده القبح بمعنى كونه يتعلق به الذم ٠

        قال المناوي : الإحسان ( إسلام ظاهر يقيمه إيمان باطن يكمله إحسان شهودي ) ٠
        بمعنى أن تشاهد الله حال تعبدك له _تبارك وتعالى_في كل وقت وحين فالإحسان يستغرق الدين كله ٠
        قال الراغب الأصفهاني : ( الإحسان فعل ما ينبغي فعله من المعروف وهو على وجهين :
        أحدهما : الإنعام على الغير (إن أنعمت عليه فهذا إحسان منك إليه) والثاني : الإحسان في فعله (أن تحسن في فعلك أنت) وبذلك إذا علم علما حسنا أو عمل عملا حسنا ومنه قول علي رضي الله عنه : ( إن الناس أبناء ما يحسنون ) ٠
        أي منسوبون إلى ما يعلمون وما يعملونه من الأقوال والأفعال الحسنة ) ٠
        ويأتي الإحسان على درجات متعددة وكلها تنطوي تحت المفهوم الشامل السابق وأعلاها _ أعلى هذه الدرجات _ ما كان في جانب الله تعالى وهو الذي فسره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : ( أن تعبد الله كأنك تراه ) ٠
        التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 09-01-2019, 09:39 PM.

        تعليق


        • #5
          وقفات مع معاني الإحسان / مراتب الإحسان :

          مراتب الإحسان
          للأحسان مراتب سواء في القصد أو في الفعل ٠
          * الأحسان في النية : يعد أمرا مهما إذ لابد أن تنقى النية تنقية سليمة من الشوائب والكدر من الرياء والنفاق والغدر وحب الجاه والصيت ٠٠ إلى آخر ذلك ٠
          * الأحسان في الفعل : أي في المعاملة مع الخلق - فيكون في ما زاد عن الواجب شرعا ٠
          ويدخل في الإحسان جميع الأقوال والأفعال مع سائر أصناف الخلائق إلا ما حرم الشرع الإحسان إليه ٠
          * ومن أدنى وأقل مراتب الإحسان : ما ورد في ( الصحيحين ) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( أن امرأة بغيا رأت كلبا يلهث من العطش - أي يأكل الثرى من شدة العطش - فنزعت موقها - خفها - وهو الذي يلبس في القدم - فاستقت له به فسقته إياه فغفر لها به
          فالإحسان إلى الكلب والحيوان وسائر المخلوقات أدنى مراتب الإحسان ومع ذلك غفر الله عز وجل بهذه المرتبة لبغي !! فإذا كان الله تبارك وتعالى يغفر - برحمته وإحسانه - الذنوب والخطايا للبغايا فكيف يكون إحسان الله مع من وحد رب البرايا ؟
          التعديل الأخير تم بواسطة أبوالدرداء إبراهيم; الساعة 08-10-2014, 09:17 AM.

          تعليق


          • #6
            وقفات مع معاني الإحسان / درجات الإحسان :
            درجات الإحسان
            قال ابن القيم رحمه الله : ( الإحسان على ثلاث درجات :
            الدرجة الأولى : الإحسان في القصد - أي : في النية - بتهذيبه ( أي بتهذيب الإحسان ) علما وإبرامه عزما وتصفيته حالأ ٠
            الدرجة الثانية : الإحسان في الأحوال وهو أن تراعيها غيرة وتسترها تظرفا وتصححها تحقيقا ٠ والمراد بمراعاة الأحوال : حفظها وصونها غيرة عليها أن تحول فإنها تمر مر السحاب ٠ وتكون المراعاة أيضا بدوام الوفاء وتجنب الجفاء ٠
            الدرجة الثالثة : الإحسان في الوقت وهو أن لا تزايل المشاهدة أبدا وأن لا تخالط بهمتك أحدا وتجعل هجرتك إلى الحق سرمدا )
            والمعنى : أن تتعلق همتك بالحق وحده وأن لا تتعلق بأحد غيره سبحانه وتعالى ٠
            والإحسان في صورته العليا صفة رب العالمين فا لله عز وجل موصوف بالإحسان لأن الإساءة - وهي ضد الإحسان - تنتج عن الإساءة والعجز والقصور ٠٠ وما إلى ذلك من أوصاف مستحيلة على الله تعالى ٠٠ والله تحدث عن خلقه وعن صنعه للكون
            فقال :

            {صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ } [النمل : 88 ]
            وقال الله عز وجل :
            {مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ}
            [ الملك : 3 ]
            ثم قال الله :
            {الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ}
            [ السجدة : 7 ]
            ٠
            وقوله : أحسن من الإحسان ٠
            والله سبحانه وتعالى عندما خلق آدم وخلق الخلق من البشر وأناط بهم رسالة الحياة كلفهم لكي يكونوا ربانيين وأن يحسنوا العمل وأن يبلغوا به درجة الكمال وإذا غلبتهم طباعهم الضعيفة ولم يصلوا إلى هذا الشأن من الربانية أمرهم أن يكرروا المحاولات
            قال تعالى :

            {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [ العنكبوت : 69 ]
            ٠
            فالأحسان في كل شيئ حتى مع الحيوان كما في : { صحيح مسلم } من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه قال : ثنتان حفظتهما من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيئ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته } ٠
            ولذلك لما مر النبي صلى الله عليه وسلم على رجل واضع رجله على صفحة شاة على عنقها وهو يحد الشفرة - أي : السكين ليذبحها وقد طرحها أرضا - وهي تلحظ إليه ببصرها قال : ( أفلا قبل هذا ؟ ) أي : هلا كنت حددت شفرتك قبل أن تطرحها أرضا وتراها بهذه الصورة تنظر إليك ؟ ( أتريد أن تميتها موتتين هلا حددت شفرتك قبل أن تضجعها )
            ما أعظم إحسان المصطفى صلى الله عليه وسلم وما أحلمه وأرقه وأرأفه !
            إذا الإحسان يكون في كل شيئ والإحسان يقتضي من المسلم أن يتقن عمله الذي كلف به وأن يعلم علم اليقين أن الله عز وجل ناظر إليه في عمله أيا كان هذا العمل سواء كان العمل لله تبارك وتعالى فهو يتقنه وإن كان العمل للدنيا فهو يتقنه أيضا لأنه إن صحت نيته فعمله للدنيا من العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وفي بضع أحدكم صدقة ) [ أخرجه مسلم ]
            والبضع في اللغة : هو الجماع أو الفرج نفسه ففي جماع الرجل امرأته صدقة إن صحت النية فكل عمل من أعمالك إن كان للدنيا - ما دام العمل حلالا شرعا - إن صحت نيتك فيه فهو طاعة وعبادة لله عز وجل بشرط أن لا يحول هذا العمل الدنيوي بينك وبين حق من حقوق الرب العلي كأن يجلس مثلا رجل في محله فإن سمع الأذان يؤذن ظل في عمله لا يخرج للصلاة ! بدعوى أنه ما زال في العمل وعمله عبادة ! فإذا كان عملك في الدنيا لا يحول بينك وبين حق من حقوق الله تعالى وصحت نيتك فأنت في عبادة وفي طاعة لله - تبارك وتعالى - فالعبادة تسع الحياة كلها فالأحسان شجرة ظليلة والحسنات ثمرات هذه الشجرة في الدنيا قبل الآخرة فأي عمل تحسنه وتصحح فيه النية فهو عبادة لله رب البرية ٠
            فتصحيح النية والقصد من الإحسان - كما ذكرت - بل هي الدرجة الثانية بعد الإحسان مع الله ٠
            فالحسنات شجرة تنبثق من هذه الشجرة الزكية - ألا وهي شجرة الإحسان - فأنت تحصل أيها المحسن ثمرات الإحسان لأي عمل في الدنيا قبل الآخرة ٠
            التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 09-01-2019, 10:08 PM.

            تعليق


            • #7
              وقفات مع معاني الإحسان / معنى الحسنة :
              قال الراغب : ( الحسنة يعبر بها عن كل ما يسر من نعمة تنال الإنسان في نفسه وبدنه وأحواله ) فلا يقتصر المعنى على الثواب فقط ! قال تعالى :
              {وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِندِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِّنْ عِندِ اللَّهِ }
              [النساء : 78]
              والحسنة كما قال جمهور المفسرين :
              {وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ}
              أي خصب ورزق وسعة ونصر ) أما الإحسان فإنه يقال على وجهين أحدهما : الإنعام إلى الغير والثاني : الإحسان في الفعل أو العمل كما روي عن علي ( الناس أبناء ما يحسنون ) أي منسوبون إلى ما يعلمون ويعملونه من الأقوال والأفعال الحسنة ٠
              والعلاقة بين الحسنة والإحسان واضحة لأن من يحسن إلى نفسه بإخلاص التوحيد والعبادة أو إلى غيره بالقول أو الفعل فإن ذلك يثمر له الحسنى فالعلاقة بين الحسنة والإحسان علاقة واضحة مرتبطة قال تعالى :

              {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ } [يونس : 26]
              والحسنى هي : الجنة والزيادة هي : النظر إلى وجه الله تبارك وتعالى ٠
              فمن معاني الحسنى - التي هي ثمرة من ثمار الحسنات - التوحيد وثمرة التوحيد : الجنة قال تعالى :

              {هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن : 60]
              قال عكرمة : ( هل جزاء من قال لا إله إلا الله إلا الجنة ) ٠
              وقال ابن زيد : ( هل جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن الله إليه في الآخرة ) فالمراد بالإحسان في هذه الآية هو قول : لا إله إلا الله ٠
              التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 09-01-2019, 10:40 PM.

              تعليق


              • #8
                رد: وقفات مع معاني الإحسان / مراتب الإحسان :

                وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تقبل الله منا ومنكم وجزاك أخي أبو المعالي وكل عام وأنت بخير

                تعليق


                • #9
                  وقفات مع معاني الإحسان / من معاني الحسنة : النصرة والغنيمة :
                  كما قال تعالى :
                  {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} [آل عمران : 120]
                  فالمراد بالحسنة في هذه الآية : نصر وخصب وتأييد وغنيمة ٠
                  وفي قوله تعالى :

                  {وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة : 195]
                  فقد فسر عدد من أهل العلم الإحسان فيها بالجهاد في سبيل الله فقوله :
                  { وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}
                  أي : بالإعراض عن الجهاد في سبيل الله :
                  {وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}
                  فثمرة هذا الإحسان - بالجهاد - النصر والغنيمة ٠ وهي الحسنة التي ذكرها الله تعالى :
                  {إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ}
                  وهكذا بدأت تتضح هذه المرادفات والإرتباطات الجميلة ٠
                  التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 09-01-2019, 10:55 PM.

                  تعليق


                  • #10
                    وقفات مع معاني الإحسان / من معاني الحسنة المطر والخصب :
                    وهي ثمرة من ثمرات الإحسان قال الله عز وجل في قصة قارون :
                    {وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ} [القصص : 77]
                    ومن معانيها :
                    العافية كما في قوله تعالى :

                    {وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ} [الرعد : 6]
                    فالحسنة - هنا - المراد بها : العافية والسيئة المراد بها : الإنتقام والبلاء ٠
                    ومن معانيها أيضا :
                    المعروف كما في قوله تعالى :

                    {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [فصلت : 34]
                    ومن معانيها :
                    الفضل والعفو كما في قوله تعالى :

                    {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران : 134]
                    فكظم الغيظ إحسان وأعظم منه وأعلى منه : العفو عند المقدرة ٠
                    ومن معانيها - أيضا :
                    فعل الخيرات كما في قوله تعالى :

                    {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام : 160]
                    وهذه الحسنة هي ثمرة الإحسان في قول الله تعالى :
                    {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ ۞ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ ۚ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَٰلِكَ مُحْسِنِينَ} [الذاريات : 15-16]
                    ومن هنا يتضح الارتباط الكامل بين الحسنة والإحسان فالإحسان - كما ذكرت شجرة ظليلة وثمرات هذه الشجرة هي : الحسنات في الدنيا قبل الآخرة ومن ثم أمر الله تبارك وتعالى بالإحسان في آيات كثيرة جدا في القرآن الكريم وقرنه بالعدل فقال تبارك وتعالى :
                    {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل : 90]
                    فالعدالة لابد منها لضبط الأمور وإنصاف بعضهم من بعض والإحسان مقام أعلى من العدل ولذلك لما سأل عمر بن عبد العزيز محمد بن كعب القرضي - رحمهما الله تعالى - قائلا له : يا محمد صف لي العدل ؟ قال : بخ ! سألت عن أمر جسيم ، وهنا يأمره قائلا : كن لصغير الناس أبا ولكبيرهم ابنا وللمثل منهم أخا وللنساء كذلك وعاقب الناس على قدر ذنوبهم ولا تضربن في غضبك سوطا واحدا فتكون من العادين ٠
                    التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 10-01-2019, 07:31 AM.

                    تعليق


                    • #11
                      وقفات مع معاني الإحسان / من معاني الحسنة المطر والخصب :
                      أما الفضل فله سيرة أخرى لعل أقربها ما جاء عن عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : ( ألا أدلك على أكرم أخلاق الدنيا والآخرة : أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك )
                      أخرجه الطبراني في (الأوسط)(٥٥٦٣)٠ ٠٠ وذاك هو الإحسان ٠
                      التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 09-01-2019, 11:41 PM.

                      تعليق


                      • #12
                        دوائر الإحسان :
                        الدوائر التي تبين العلاقة بين الإنسان وأخيه :
                        من تأمل القرآن الكريم الجليل وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة يتضح له بجلاء أن الإحسان يشكل - مع العدل - ويبين جوهر العلاقة بين الإنسان وأخيه ٠
                        دوائر الإحسان :
                        إن دائرة هذا الإحسان تتسع إلى النفس والأسرة بل كل شيئ فالإحسان إلى النفس تتضمن :
                        الدائرة الأولى : إخلاص العبادة وكمال الطاعة قال تعالى :

                        {إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ} [الإسراء : 7]
                        الدائرة الثانية : الإحسان إلى الوالدين قال تعالى :
                        { وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}
                        [الإسراء : 23]
                        الدائرة الثالثة : الإحسان إلى القرابة من الرحم قال تعالى :
                        {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ} [البقرة : 83]
                        الدائرة الرابعة : تتضمن وتشمل المجتمع الإسلامي كله إذ هناك إحسان إلى النفس وإحسان إلى الرحم وإحسان إلى المسلمين جميعا ٠٠ والإحسان هنا ينصب في الأصل على الجانب الضيف في المجتمع الإسلامي من الفقراء والمساكين واليتامى ثم إلى كل مسلم بعد ذلك قال تعالى :

                        { وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ }
                        [النساء : 36]
                        فالإحسان حتى مع ملك اليمين ثم قال تعالى :

                        {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا} [النساء : 36]
                        الدائرة الخامسة : تشمل الإحسان إلى المخالفين في العقيدة ٠
                        فمن أقيمت عليه - من هؤلاء - الحجة لكنه مع ذلك أصر على كفره ، فأنت تحسن إليه بالعفو عنه قال تعالى :

                        {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۖ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة : 256]
                        لكن بهذه الشروط والضوابط التي ذكرتها ؛ لأن بعض أهل الضلال ربما يستدل بهذا الدليل في غير موضعه فيأمر بالإحسان على الإطلاق لأهل الكفر مستدلا بالآية المذكورة ! فنقول هذا دليل ؛ لكنه استدل بالدليل في غير مناطه فأنت تحسن إلى المخالفين في العقيدة إن أقمت الحجة عليهم ولم يحل بينك وبين تبليغهم دين الله حائل فالجيوش جيشت في الإسلام لقتال من صد عن إبلاغ الناس دين الله وسماع الحق ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر لعلي رضي الله عنه حينما أعطاه الراية : ( لأعطين هذه الراية غدا رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسو له ) ولما أخذ علي الراية قال : على ماذا أقاتلهم يا رسول الله ؟ قال : ( حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ٠٠) ٠
                        فهذه هي الغاية : ( حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم ) [ أخرجه البخاري كتاب المغازي باب غزوة خيبر (٤٢١٠) ٠
                        ففي هذه الحالة إن أقمت على المخالف الحجة والدليل والبرهان وبلغته الحق وفهم المراد ومع ذلك قال : لا أسلم حينئذ نقول :

                        {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}
                        لكن ما هي الضوابط الأخرى ؟الضابط الثاني : هو أن يدفع الجزية إن كان قادرا !
                        لأن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أسقط الجزية عن غير القادر ؛ فالإسلام دين عظيم ؛ فلابد من النظر إلى هذه الضوابط ؛ قال تعالى :

                        {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِّنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة : 13]
                        التعديل الأخير تم بواسطة مهاجر إلى الله ورسوله; الساعة 10-01-2019, 12:05 AM.

                        تعليق


                        • #13
                          رد: دوائر الإحسان : الدوائر التي تبين العلاقة بين الإنسان وأخيه :

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          أحسن الله إليك يا حبيب
                          وجزاك عنا كل خير
                          أحبك في الله

                          قال الحسن البصري - رحمه الله :
                          استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
                          [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


                          تعليق


                          • #14
                            رد: دوائر الإحسان : الدوائر التي تبين العلاقة بين الإنسان وأخيه :

                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته جزيت خيرا أخي الحبيب وأحبك الذي أحببتني فيه

                            تعليق


                            • #15
                              رد: وقفات مع معاني الإحسان

                              جزاك الله خيرًا
                              تم دمج المواضيع
                              رحمك الله يا أمي
                              ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                              وظني بكـَ لايخيبُ

                              تعليق

                              يعمل...
                              X