لقد كنت ملتزمًا!!
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ، كان يرددها عليه الصلاة والسلام فكيف بنا نحن ؟!
إذا كان هو يرددها ويقول اللهم يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ؛؛ فماذا عنا نحن ؟!
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ))
(21) سورة النور
- جائتني مكالمة وقد كانت مكالمة خارجية من خارج المملكة فإذا به أحد الشباب يتصل بصوت متهدج متردد وكأنه يعاني الهموم والألام فقال لقد تردد كثيرًا أن أتصل بك والأن لقد فاضت نفسي ولم أتحملها ، أكلمك بكل حياء وخجل ، أكلمك بعد أن أعيتني الحيل، أكلمك بكل ندم وحسرة .. لقد كنت ملتزمًا وأمضيت على استقامتي خمس سنوات ؛؛ خمس سنوات وأنا محافظ على الطاعات ؛؛ خمس سنوات ليتها تعود لقد فرطت فيها لقد تهاونت في الذنوب وخاصةً ذنوب الخلوات ، لقد أتعبني النظر إلى النساء ، لم أستطع غض البصر في السوق ولا القنوات لقد أهلكتني تلك النظرات ؛؛ وبعد كل نظرة كنت أصبر نفسي بالعادة السرية لكن نفسي كانت لا تطيق .... نفسي والهوى والشيطان تدفعني للمزيد ؛؛ حتى بدأ بكائه يزداد ويزداد فقلت له هون عليك يا أُخي فإن الله قريبٌ مجيب؛؛ فقال أنا الأن أكلمك من الشام لقد سافرت ولي الأن قرابة شهرين وأنا في هذه البلد لقد تردت أحوالي ، الصلاة لم أعد أصليها أقولها والله بكل أسى صلاتي لم تعد معي لقد وصل بيَ الحال ولم أتمكن من مقاومة المنكرات لم أتمكن من المقاومة لقد فعلت الفعل المشين لقد ارتكبت الفاحشة ؛؛ لقد ارتكبت الفاحشة ؛؛ لقد زنيت نعم زنيت أعلم أنها كبيرة أعلم أن الذنب كبير فأرجوك والله لم أشعر بحجم مصيبتي إلا بعد جريمتي لقد أصبحت في هذه البلد كالأسير ، أسيرًا لذنوبي أريد الخلاص إن قلبي يحترق من الألم والندم والله إني لا أنام الليل
((وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا))
(29) سورة الفرقان
فكرت في الانتحار فكرت في أن أذهب إلى المحكمة لأنال العقاب بحثًا عن الراحة و الإطمئنان أُريد الخلاص ؛؛ أُريد الخلاص ؛؛ أنا لست كفؤ لطاعة الله أنا عاصي ومذنب ؛؛ فأخذ يبكي ويبكي فقلت ياحسرتاه ؛؛ ياحسرتاه ؛؛ هذه نهاية شبابنا ؛؛ هذه غفلة شبابنا ؛؛ هذه كبوة من تهاون في المحرمات ؛؛ هذه كبوة من أطلق لبصره العنان ولم يتسلح بالخمس صلوات ويبتعد عن مواطن الفتن والشهوات ؛؛ فياحسرتاه ياشباب ؛؛ ياحسرتاه أهكذا تتبعون خطوات الشيطان ؟!
أهكذا تتساهلون في غضب الرحمن ؛ بدأت أهون عليه وهو يبكي ويبكي ؛ فقلت له يا أخي إن باب التوبة مفتوح وإن الله يفرح بتوبتك فعد إلى ربك عد إلى ربك أولًا ثم استعجل الرجوع إلى بلدك وأقبل على ربك من جديد فإن الله قدير ألم تسمع قول الله :
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ )) (54)
سورة الزمر
ياحسرتاه يا شباب لقد عرف الأعداء كيف يهزموننا لقد عرف الأعداء كيف يصطادوننا عبر القنوات عبر النساء ؛؛ عبر التسلية والرياضة والغناء !!
فيا الله ماذا نقول ؟!
ماذا بعد هذا ؟!
أين أنتم يا صحابتنا ؟!
أين أنتم لتشاهدون بعض أحفادكم وهم يفرطون ويتساهلون ؟!
أين عبدالله بن رواحة ليرى كيف انهزمنا أمام الفتن والمغريات ؟!
أين أنت يا أبا سليمان ؟!
يا خالد بن الوليد لترى بعض شباب الالتزام وهم يتساقطون أمام المغريات والملهيات ؟!
ياحسرتاه ياحسرتاه ياحسرتاه على رجال الدعوة والقرآن ؛؛ ياحسرتاه على رجال الهمة والصيام ؛؛ أين ذهب الصيام ؟!
لم نعد نعرفه إلا في رمضان ؟!
أين ذهب القيام ؟!
ياحسرتاه على من كن نظنهم أبطال !!
لو أسمعوا عمر الفاروق نسبتهم **** وأخبروه الرزايا أنكر النسبا
أبواب أجدادنا منحوتة ذهباً **** فها هيا كلنا قد أصبحت خشبا
من زمزم قد سقينا الناس قاطبةً **** وجيلنا اليوم من أعدائنا شربا
الشيخ عائض القرني
((أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) (74) سورة المائدة
نور حياتك بالهدى *** وأسلك طريق التائبين
وأعمر فؤادك بالتقى *** فالعمر محدود السنين
أما آآن اللأوان ؟!
أما آآن اللأوان ؟!
أما آآن اللأوان أن نقف مع أنفسنا ولو لحظات ؟!
أين الذين صبروا أنفسهم على طريق الجنان ؟!
أين عشاق الجنان ؟!
أين المشتاقون إلى الجنة ورؤية الرحمن ؟!
أين شباب الحلقات ؟!
أين شباب القرآن ؟!
أين من ستنتصر الأمة بهم ؟!
أين من يعيد لنا أمجاد الأبطال ؟!
بالقرآن بكلام الرحمن نسطر الانتصارات ؛؛ بالثبات والبعد عن تضييع الأوقات نصل إلى الجنان ؛ اثبتوا يا شباب الصحوة
إن الله قد قذف في قلبك نوراً فلا تطفئه بظلمة المعاصي .
نور حياتك بالهدى *** وأســلك طريق التائبيــــــــن
وأعمر فؤادك بالتقى *** فالعمر محــدود السنيــــــن
وأرضي الاله بطاعة *** تسعدك في دنيا وديــــــــن
وأحمل بصدرك مصحفاً *** يشرح فؤادك كل حيـــن
ودع الغوايــــة فهي ***شقاء كل الغافــــــــــــــلين
الدين مشكاة الحيــــاة *** يضئ درب الحائريـــــــن
المقطع الذي تم تفريغه :
فريق أسود الخير _ مجموعة التفريغ
للإنضمام للفريق يرجى تقديم طلب من خلال قسم _الاقتراحات والشكاوى
تعليق