الخطيب وميسي فى الأيام العشر !!
رقم عشرة ....
رقم عشرة مُحبب إلى كل متابع لكرة القدم ، رقم أُلصق معه انطباع مستمر وثابت ، انطباع بالتألق ، انطباع بالقيادة وحسن الأداء ، انطباع بالإبداع واقتناص الفرص وإيجاد الحلول ، و الخطيب " بيبو " هو رقم عشرة ، وحين ترى الجماهير الخطيب كانت تتهلل وتوقن أن النصر قريب و أن الهدف قادم لا محالة " من وجهة نظرهم " ، كثيرًا ما استمتعت الجماهير بميسي وأهدافه مع " البارصة " ومارادونا ومراوغته وهدفه الشهير في إنجلترا بعد أن راوغ الفريق بأكمله ، ولا أدري إن كان بريق رقم عشرة " لبعد عهدي بالكرة " هو هو عند جماهير الكرة أم لا ؟
ولكن الشاهد أن القميص الذي يحمل رقم عشرة كان هو القميص الذي يحمله الأمهر والأحرف والأكثر شهرة والأحسن أداءًا ولا يرثه من بعده إلا من شابهه أو تفوق عليه.
ولكني لم أتخيل مرة فريق كامل ينزل إلى أرضية الملعب بقمصان عليها من الخلف رقم ( 10 ) ، ولكني تخيلت هذا المعنى في الأيام العشر ، حتى لو لم تكن صاحب القميص رقم عشرة في مباراة الحياة ، في بطولة الوصول إلى الفردوس الأعلى ، فلترتدِه فى هذه الأيام المباركة ، كن قائداً لإخوانك ، كن أحسنهم أداءًا ، وأكثرهم مجهودًا ، أكثرهم تعاونًا وبالطبع أكثرهم إحرازاً للأهداف ، وحرصاً على تحقيق الفوز.
أيام محدودة مثل المباراة ، تنتهي مع صافرة الحكم ولا عزاء للمهزوم ، ولكن مباراتك في الأيام العشر مع نفسك ، فأنت الفريق الضيف وأنت الفريق المستضيف وأنت الحكم، والله المستعان .
انطلقت المباراة وبدأت الأيام العشر ، وعلى شاشة الاستاد ينادي المذيع الداخلى قائلًا ،،، فلينتبه الجميع إلى الشاشة الإلكترونية سنكتب أحاديث هذه المباراة ،،، مباراة الأيام العشر ،،، وعشرنا ليست كأي عشر:
1- هى أفضل أيام الدنيا ← عن جابر قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر ) صحيح الجامع: 1133
تعجبت من حرص المصريين على الوصول لكأس العالم رغم فوزهم بكأس الأمم عدة مرات ، وأنا أعرف السبب ،، لأنها أفضل مسابقات الكرة في الدنيا ، لذا الحسرة تكسو الجميع إذا أخفقوا ، وهذه لعبة فماذا عن الجد والنجاة ،،، قد منّ الله عليك بأفضل أيام الدنيا ، وها أنت تحضرها وتنعم بالحياة فيها ، فماذا أنت فاعل يا رقم عشرة ؟!
سيُكتب فى تاريخك أن الله قد بلغك أعظم أيام الدنيا ، وها هو الفضل الثاني يظهر على الشاشة الإلكترونية وكأنى أرى الجماهير تهتف بالمزيد والثالثة شمال لا تتوقف عن الهتاف !!
2- أن فيها يوم " عرفة " ← عن أبي قتادة - رضى الله عنه - أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت صيام يوم عرفة ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إني أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )) صحيح مسلم :1162
وتأمل في مباراة إذا فزتها تفوز بالدوري الحالي والدوري القادم ،،، يا لها من مباراة !
تأمل إلى صيام يوم واحد يُكفر الله به سنة ماضية وسنة مستقبلة ، أين مجهودك يا نجم النجوم ؟، أين أهدافك يا صاحب العمل الصالح ؟، أين تألقك فى مباراة العمر ؟! ،،، أرأى ربك منك ما يرضيه عنك.
الفضل الثالث : أن الحسنات فيها تضاعف ← عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال : ( كان يُقال فى الأيام العشر بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة ألاف "يعنى فى الفضل" ) .
وقال الإمام الأوزاعي - رحمه الله - : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة.
وقال الحسن البصرى - رحمه الله - : ( صيام يوم من العشر يعدل شهرين).
يا الله تأمل الفضل ...
أرأيت عدالة السماء لم تنزل فى إستاد باليرمو فقط، وإنما هي دائمة النزول ولكن لمن ينتبه.
حياتك يا رقم عشرة ، بعد هذه المباراة أقصد بعد هذه الأيام ستختلف تماماً ، ستولد من جديد ، ستحيا من البداية ، ستودع حياة الهواية وستدخل في عالم الاحتراف ، عالم النجومية والشهرة ، ولكن بين أهل السماء ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل : (( يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه ))، فيحبه جبريل فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ، قَالَ : فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ، قَالَ : وَإِذَا أَبْغَضَ مِثْلَ ذَلِكَ )
أردتُ لك التميز ، لذا طلبتُ منك ارتداء القميص رقم عشرة فى الأيام العشر.
واعلم أن الناس ثلاثة: أصحاب شمال وأصحاب يمين وسابقون ،، ذكرهم الله فى سورة الواقعة .. قال تعالى: { وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } من أخذ كتابه بيمينه ،، { وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة } من أخذ كتابه بشماله نعوذ بالله من النار وأهلها ،، { والسابقون السابقون أولئك المقربون } هم أهل السبق والتميز فى الدنيا ، وهم أهل التميز والسبق فى الآخرة ، فالمعاملة بالمثل.
وتأمل هذه الفرصة التاريخية ،،،
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : (( لكل قرن من أمتى سابقون ))[ السلسلة الصحيحة:2001] ، فالفرصة قائمة أن تكون من أهل الصنف الثالث ، أهل رقم عشرة يا صاحب القميص رقم عشرة..
وعلى طريقة محمود بكر : ( إلى كان بره ولسة داخل وفتح التلفزيون دلوقتي ) ،،، أقول له: أبشرك بدأت مباراة العشر وأنت سترتدي قميص رقم عشرة ، فتحمل مسؤولية " السابقون " ولك عندي أهداف عشر احرص على إحرازها:
1- هدف قراءة القرآن ← قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ )). صحيح الترمذى:2910
2- هدف صلاة الجماعة ← قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )).
3- هدف بيت في الجنة يومياً ← قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة )) [ رواه مسلم ].
4- هدف الذكر ← قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : (( ما من أيام العمل الصالح أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) [رواه أحمد ].
5- هدف الصيام ← قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا )).
6- هدف الحج والعمرة ← قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تامة تامة تامة )) .
تأمل يا رقم " عشرة " ،،، أجر الحج والعمرة وأنت في مكانك ،،، فقط دقائق معدودة بعد صلاة الصبح،، تأمل الفرصة ،، كم هي يسيرة.
7- هدف قناطير الفردوس ← قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِينَ )). [رواه أبوداود:1398]
8- هدف صلة الارحام وبر الوالدين ← قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( الرحم معلقة بالعرش ، تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله )) .
9- الإحسان في العمل ← قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )).
10- هدف الصدقة وإدخال السرور والنفع العام ← قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ).
أخي رقم "عشرة " ...
اعمل وانطلق وفي كل صباح أمامك طريقان للسير ... الأول: { فاذكروني أذكركم } ،،، والثانى: { نسوا الله فنسيهم } ،،، فاختر لنفسك والله الموفق .
وقبل صافرة النهاية أقرأ لك حديثاً ، وهو حوار ملهم دار بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ،،
عن ابن عباس - رضى الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الايام – يعني العشر- ) [حديث صحيح].
وأقف هنا لحظات ... النبى - صلى الله عليه وسلم - تكلم عن " زمن فيه عمل " ، فمن وجهة نظري لو أن هناك تساؤلاً سيكون عن " زمن أيضاً وليس عن عمل " ،، ولكن الصحابة - رضوان الله عليهم - عقلهم الباطن ، عقلهم اللاواعي منشغل بأمر واحد ،، لا يقف عنه التفكير أبداً ، هو شاغلهم الأكبر وهمهم الأعظم ، تأمل عن ماذا سألوا !! قالوا ← " تفكير جماعى " : يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله ، قال: (( ولا الجهاد فى سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ))) [رواه الترمذى:757 ، وصححه الألبانى ].
يقول أهل الإدارة عن الموظف المحترف كلمة واحدة: ( he is always in the mood of work)
وهكذا الصحابة دائماً ما كانوا يحملون نفسية العمل ، نفسية الجهاد ، نفسية التضحية بالروح ، أن الله اشترى منهم كل شيء ولهم الجنة: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة:111] ، لذا كان الجهاد فى حياة الصحابة متن وبقية الأعمال الصالحة نافلة ، ولم لا والنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الأَسْوَدِ )) [ السلسلة الصحيحة: 1068] ، ويقول : (( أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ؟ حَارِسُ الْحَرَسِ فِي أَرْضِ خَوْفٍ ، لَعَلَّهُ أَنْ لا يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ )) [السلسلة الصحيحة:2811] .
أخى رقم " عشرة " ← (( من مات ولم يُحدث نفسه بالغزوات مات ميتة جاهلية )) [رواه مسلم]
فإن لم تجاهد ، فلتعش في الأيام العشر معاني الجهاد ، ولا تنسى أهل الجهاد فى " سوريا " وفى كل مكان ..
آن الآوان أن تنتقل الأمة إلى المحراب الحقيقي ← محراب الجهاد والعمل الصالح ،،، ولنُسمِّ الأمور بأسمائها الحقيقية ،،، فقد كان التدريب يسمى بالمعسكر ، وخط الـ 18 منطقة العمليات ، وهجوم ودفاع وحارس المرمى من السد العالي ، ومصر بتلعب ، والمباراة موقعة ...
أتمنى فى الايام العشر أن تعمل مصر ،،، وتملأ إستاد الوطن بنجوم القميص رقم " عشرة "،،، نجوم الصيام والقيام وتكبيرة الإحرام ،، نجوم الإتقان والعمل وصلة الارحام ،، رجال الإيمان والعمران وأخلاق القرآن ..
وتمتلىء الأمة قمصان من ماركة رقم 10 ..
أخى صاحب الرقم " 10 " ← أهدافك كلها مسجلة وستراها في الإعادة ،، ولكن ليس هنا ،، إنما يوم القيامة ،، فأحسن ها هنا لترى الأحسن هناك..
أخى صاحب الرقم " 10 " ← حان وقت البدء والإنطلاق ..
وعرفنا من شباب الألتراس أن " الدخلة " هى أهم ما في المباراة ، ومن مدربين كرة القدم أن الربع ساعة الأولى هى الأهم ، فأحسن البداية وتألق فى النهاية...
رقم عشرة ....
رقم عشرة مُحبب إلى كل متابع لكرة القدم ، رقم أُلصق معه انطباع مستمر وثابت ، انطباع بالتألق ، انطباع بالقيادة وحسن الأداء ، انطباع بالإبداع واقتناص الفرص وإيجاد الحلول ، و الخطيب " بيبو " هو رقم عشرة ، وحين ترى الجماهير الخطيب كانت تتهلل وتوقن أن النصر قريب و أن الهدف قادم لا محالة " من وجهة نظرهم " ، كثيرًا ما استمتعت الجماهير بميسي وأهدافه مع " البارصة " ومارادونا ومراوغته وهدفه الشهير في إنجلترا بعد أن راوغ الفريق بأكمله ، ولا أدري إن كان بريق رقم عشرة " لبعد عهدي بالكرة " هو هو عند جماهير الكرة أم لا ؟
ولكن الشاهد أن القميص الذي يحمل رقم عشرة كان هو القميص الذي يحمله الأمهر والأحرف والأكثر شهرة والأحسن أداءًا ولا يرثه من بعده إلا من شابهه أو تفوق عليه.
ولكني لم أتخيل مرة فريق كامل ينزل إلى أرضية الملعب بقمصان عليها من الخلف رقم ( 10 ) ، ولكني تخيلت هذا المعنى في الأيام العشر ، حتى لو لم تكن صاحب القميص رقم عشرة في مباراة الحياة ، في بطولة الوصول إلى الفردوس الأعلى ، فلترتدِه فى هذه الأيام المباركة ، كن قائداً لإخوانك ، كن أحسنهم أداءًا ، وأكثرهم مجهودًا ، أكثرهم تعاونًا وبالطبع أكثرهم إحرازاً للأهداف ، وحرصاً على تحقيق الفوز.
أيام محدودة مثل المباراة ، تنتهي مع صافرة الحكم ولا عزاء للمهزوم ، ولكن مباراتك في الأيام العشر مع نفسك ، فأنت الفريق الضيف وأنت الفريق المستضيف وأنت الحكم، والله المستعان .
انطلقت المباراة وبدأت الأيام العشر ، وعلى شاشة الاستاد ينادي المذيع الداخلى قائلًا ،،، فلينتبه الجميع إلى الشاشة الإلكترونية سنكتب أحاديث هذه المباراة ،،، مباراة الأيام العشر ،،، وعشرنا ليست كأي عشر:
1- هى أفضل أيام الدنيا ← عن جابر قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : ( أفضل أيام الدنيا أيام العشر ) صحيح الجامع: 1133
تعجبت من حرص المصريين على الوصول لكأس العالم رغم فوزهم بكأس الأمم عدة مرات ، وأنا أعرف السبب ،، لأنها أفضل مسابقات الكرة في الدنيا ، لذا الحسرة تكسو الجميع إذا أخفقوا ، وهذه لعبة فماذا عن الجد والنجاة ،،، قد منّ الله عليك بأفضل أيام الدنيا ، وها أنت تحضرها وتنعم بالحياة فيها ، فماذا أنت فاعل يا رقم عشرة ؟!
سيُكتب فى تاريخك أن الله قد بلغك أعظم أيام الدنيا ، وها هو الفضل الثاني يظهر على الشاشة الإلكترونية وكأنى أرى الجماهير تهتف بالمزيد والثالثة شمال لا تتوقف عن الهتاف !!
2- أن فيها يوم " عرفة " ← عن أبي قتادة - رضى الله عنه - أن رجلاً قال: يا رسول الله أرأيت صيام يوم عرفة ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إني أحتسب على الله أن يُكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده )) صحيح مسلم :1162
وتأمل في مباراة إذا فزتها تفوز بالدوري الحالي والدوري القادم ،،، يا لها من مباراة !
تأمل إلى صيام يوم واحد يُكفر الله به سنة ماضية وسنة مستقبلة ، أين مجهودك يا نجم النجوم ؟، أين أهدافك يا صاحب العمل الصالح ؟، أين تألقك فى مباراة العمر ؟! ،،، أرأى ربك منك ما يرضيه عنك.
الفضل الثالث : أن الحسنات فيها تضاعف ← عن أنس بن مالك - رضى الله عنه - قال : ( كان يُقال فى الأيام العشر بكل يوم ألف يوم ، ويوم عرفة عشرة ألاف "يعنى فى الفضل" ) .
وقال الإمام الأوزاعي - رحمه الله - : بلغني أن العمل في اليوم من أيام العشر كقدر غزوة في سبيل الله يصام نهارها ويحرس ليلها إلا أن يختص امرؤ بشهادة.
وقال الحسن البصرى - رحمه الله - : ( صيام يوم من العشر يعدل شهرين).
يا الله تأمل الفضل ...
أرأيت عدالة السماء لم تنزل فى إستاد باليرمو فقط، وإنما هي دائمة النزول ولكن لمن ينتبه.
حياتك يا رقم عشرة ، بعد هذه المباراة أقصد بعد هذه الأيام ستختلف تماماً ، ستولد من جديد ، ستحيا من البداية ، ستودع حياة الهواية وستدخل في عالم الاحتراف ، عالم النجومية والشهرة ، ولكن بين أهل السماء ، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل : (( يا جبريل إني أحب فلانا فأحبه ))، فيحبه جبريل فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ ، قَالَ : فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ ، قَالَ : وَإِذَا أَبْغَضَ مِثْلَ ذَلِكَ )
أردتُ لك التميز ، لذا طلبتُ منك ارتداء القميص رقم عشرة فى الأيام العشر.
واعلم أن الناس ثلاثة: أصحاب شمال وأصحاب يمين وسابقون ،، ذكرهم الله فى سورة الواقعة .. قال تعالى: { وكنتم أزواجا ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة } من أخذ كتابه بيمينه ،، { وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة } من أخذ كتابه بشماله نعوذ بالله من النار وأهلها ،، { والسابقون السابقون أولئك المقربون } هم أهل السبق والتميز فى الدنيا ، وهم أهل التميز والسبق فى الآخرة ، فالمعاملة بالمثل.
وتأمل هذه الفرصة التاريخية ،،،
قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : (( لكل قرن من أمتى سابقون ))[ السلسلة الصحيحة:2001] ، فالفرصة قائمة أن تكون من أهل الصنف الثالث ، أهل رقم عشرة يا صاحب القميص رقم عشرة..
وعلى طريقة محمود بكر : ( إلى كان بره ولسة داخل وفتح التلفزيون دلوقتي ) ،،، أقول له: أبشرك بدأت مباراة العشر وأنت سترتدي قميص رقم عشرة ، فتحمل مسؤولية " السابقون " ولك عندي أهداف عشر احرص على إحرازها:
1- هدف قراءة القرآن ← قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ وَالْحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ )). صحيح الترمذى:2910
2- هدف صلاة الجماعة ← قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة )).
3- هدف بيت في الجنة يومياً ← قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ما من عبد مسلم يصلي لله تعالى في كل يوم اثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة )) [ رواه مسلم ].
4- هدف الذكر ← قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم" : (( ما من أيام العمل الصالح أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر ، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) [رواه أحمد ].
5- هدف الصيام ← قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا )).
6- هدف الحج والعمرة ← قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : تامة تامة تامة )) .
تأمل يا رقم " عشرة " ،،، أجر الحج والعمرة وأنت في مكانك ،،، فقط دقائق معدودة بعد صلاة الصبح،، تأمل الفرصة ،، كم هي يسيرة.
7- هدف قناطير الفردوس ← قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ قَامَ بِعَشْرِ آيَاتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِمِائَةِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْقَانِتِينَ ، وَمَنْ قَامَ بِأَلْفِ آيَةٍ كُتِبَ مِنَ الْمُقَنْطِرِينَ )). [رواه أبوداود:1398]
8- هدف صلة الارحام وبر الوالدين ← قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( الرحم معلقة بالعرش ، تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعه الله )) .
9- الإحسان في العمل ← قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه )).
10- هدف الصدقة وإدخال السرور والنفع العام ← قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ).
أخي رقم "عشرة " ...
اعمل وانطلق وفي كل صباح أمامك طريقان للسير ... الأول: { فاذكروني أذكركم } ،،، والثانى: { نسوا الله فنسيهم } ،،، فاختر لنفسك والله الموفق .
وقبل صافرة النهاية أقرأ لك حديثاً ، وهو حوار ملهم دار بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة ،،
عن ابن عباس - رضى الله عنه - عن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال : (( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الايام – يعني العشر- ) [حديث صحيح].
وأقف هنا لحظات ... النبى - صلى الله عليه وسلم - تكلم عن " زمن فيه عمل " ، فمن وجهة نظري لو أن هناك تساؤلاً سيكون عن " زمن أيضاً وليس عن عمل " ،، ولكن الصحابة - رضوان الله عليهم - عقلهم الباطن ، عقلهم اللاواعي منشغل بأمر واحد ،، لا يقف عنه التفكير أبداً ، هو شاغلهم الأكبر وهمهم الأعظم ، تأمل عن ماذا سألوا !! قالوا ← " تفكير جماعى " : يا رسول الله ولا الجهاد فى سبيل الله ، قال: (( ولا الجهاد فى سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ))) [رواه الترمذى:757 ، وصححه الألبانى ].
يقول أهل الإدارة عن الموظف المحترف كلمة واحدة: ( he is always in the mood of work)
وهكذا الصحابة دائماً ما كانوا يحملون نفسية العمل ، نفسية الجهاد ، نفسية التضحية بالروح ، أن الله اشترى منهم كل شيء ولهم الجنة: { إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [التوبة:111] ، لذا كان الجهاد فى حياة الصحابة متن وبقية الأعمال الصالحة نافلة ، ولم لا والنبى - صلى الله عليه وسلم - يقول : (( مَوْقِفُ سَاعَةٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ قِيَامِ لَيْلَةِ الْقَدْرِ عِنْدَ الْحَجَرِ الأَسْوَدِ )) [ السلسلة الصحيحة: 1068] ، ويقول : (( أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِلَيْلَةٍ أَفْضَلَ مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ ؟ حَارِسُ الْحَرَسِ فِي أَرْضِ خَوْفٍ ، لَعَلَّهُ أَنْ لا يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ )) [السلسلة الصحيحة:2811] .
أخى رقم " عشرة " ← (( من مات ولم يُحدث نفسه بالغزوات مات ميتة جاهلية )) [رواه مسلم]
فإن لم تجاهد ، فلتعش في الأيام العشر معاني الجهاد ، ولا تنسى أهل الجهاد فى " سوريا " وفى كل مكان ..
آن الآوان أن تنتقل الأمة إلى المحراب الحقيقي ← محراب الجهاد والعمل الصالح ،،، ولنُسمِّ الأمور بأسمائها الحقيقية ،،، فقد كان التدريب يسمى بالمعسكر ، وخط الـ 18 منطقة العمليات ، وهجوم ودفاع وحارس المرمى من السد العالي ، ومصر بتلعب ، والمباراة موقعة ...
أتمنى فى الايام العشر أن تعمل مصر ،،، وتملأ إستاد الوطن بنجوم القميص رقم " عشرة "،،، نجوم الصيام والقيام وتكبيرة الإحرام ،، نجوم الإتقان والعمل وصلة الارحام ،، رجال الإيمان والعمران وأخلاق القرآن ..
وتمتلىء الأمة قمصان من ماركة رقم 10 ..
أخى صاحب الرقم " 10 " ← أهدافك كلها مسجلة وستراها في الإعادة ،، ولكن ليس هنا ،، إنما يوم القيامة ،، فأحسن ها هنا لترى الأحسن هناك..
أخى صاحب الرقم " 10 " ← حان وقت البدء والإنطلاق ..
وعرفنا من شباب الألتراس أن " الدخلة " هى أهم ما في المباراة ، ومن مدربين كرة القدم أن الربع ساعة الأولى هى الأهم ، فأحسن البداية وتألق فى النهاية...
الدكتور أحمد خليل خير الله
تعليق