لم نُقبل في أيام التوسعة حتى نُقبل في أيام التضييق ..
ـ جلسنا نمدح في الثورة ونقول : لقد وسع الله علينا بعد التضييق .. إذا فلنستغل ذلك في الدعوة والإصلاح ... وهل تم ذلك ؟
1 ـ خصص طلاب العلم الدروس الأسبوعية في المساجد ، ولكن للأسف لم يحضر إلا الأفراد مما اضطرهم إلى إيقافها ..
ـ والبعض الآخر استمر على استحياء وتعجب من عدم الإقبال ...
2 ـ قالوا : بالمدارس الشرعية ودعوة الشباب للإقبال عليها .. فلم يحضر إلا العشرات وسريعا ما توقفت ..
(ولماذا لم تكن المدارس الشرعية متحدة .. فدعوة فلان على حدة ودعوة فلان على حدة ، وجماعة فلان على حدة .. مع أن الكل يدرس نفس المناهج مع اختلاف الكتب .. لله الأمر )
3 ـ خطب المساجد كانت سياسية بحتة ..
4 ـ أقاموا السرادقات في الطرقات بتكلفة عالية .. ليمجدوا ويمدحوا في دعواتهم أو لينشروا أحقادهم وضغائنهم أو ليطلبوا تصفية حساباتهم مع من آذوهم في الماضي وجرحوهم ..
(ـ وما الذي كان يقال في الندوات والمحاضرات والدروس ؟ لا شيء يذكر ويلمس في جانب الحياة المعاصرة ).
5 ـ وأخيرا تركوا جانب الدعوة والعلم وحشدوا بالمال والوقت والجهد المشاركة الحزبية وانقسموا انقسامات بغيضة مشحونة بالتعصب ونسوا الإسهام في العلم والدعوة والتربية ...
كل هذا ونحن ندور في دائرة الأساليب القديمة .. من تدريس ولقاءات وأنشطة ... وليس الحديث عن التجديد للأساليب الدعوية المواكبة للانفتاح الحضاري العالمي والتطور التكنولوجي الرهيب ...
6 ـ وأما عن المعسكرات الدعوية فلا أدري حتى متى تكون ..؟ وما الفائدة منها إذا لم تحرض على هدف معين ينزل به إلى المجتمع ...
ـ ولا ننسى أن ننوه على الجمود الفكري والنظري والعلمي والدعوي لدي شريحة كبيرة من أفراد الجماعات الإسلامية .. والأمثلة موجودة بكثرة للأسف الشديد
ـ ربما نغض الطرف عن كل ما سبق إذا كان الذي حدث من فرد واحد ... لكن العشوائية وعدم وضوح الهدف والدعوة إليه ظهرت من جميع التيارات والدعوات الإسلامية ... فهو المستغرب .. والله المستعان ..
ـ وبهذا العرض السابق نكون قد عرضنا أنفسنا بعرضٍ متواضع ضعيف هزيل لا يقوى على مواجهة التحديات والعقبات .
ـ قلبنا الأمر فصارت السياسة منتهى آمالنا والمناصب أحب ما لدينا فأغرقتنا .. وأذهبت ريحنا ...
والسؤال المطروح : هل نقدر على قيادة أنفسنا قبل أن نفكر في قيادة الأمة !!
__________________
تعليق