الحمد لله رب العالمين
﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [ النحل : 127 ].
والمأمور به في الآية : الاستعانة بالله ورؤية أنه هو المُصبِّر وحده ، وأن صبر العبد بربه لا بنفسه ، وبمشيئة الله ومعونته لا بمشيئته هو وقوته ، فهو لا يرى لنفسه صبرا ولا قوة ولا فضلا ولا عزما ، بل كل ذلك من الله وبفضل الله ، وعندها يعلم حقيقة قوله : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فإن لم يصبِّرك هو فليس إلا الجزع والهلاك ، بل لو لم يصبِّر الله خير خلقه وصفوة رسله محمد ما كان ثبت. قال تعالى : ﴿ وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا ﴾ [ الإسراء : 74 ]
ولذا روى حذيفة عن رسول الله أنه ( كان إذا حزبه أمر صلى ) ليستمد من القوة التي لا تُغلب ، والطاقة التي لا تُحدُّ ، والإله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.