مرحبا بالمصلح
إن محاولة تكرار النماذج المشرقة في تاريخنا لهو الطريق الصحيح للإصلاح ..
المشكلة أننا لا نريد التجربة ، بل لا نقدر عليها ، بل لا نراها مفيدة ... واقتنعنا بما عندنا من العلم والأتباع والمنصب ... وهذا ما ذمه الشرع وحذر منه ... ولكننا نقع فيه ... قال تعالى : (فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (83) ).
( في ناس عارفين طريقهم كويس )
( إيه اللي انت بتعملوه داه ، هو الشيخ فلان أذن لك ، ولا الشيخ فلان فعله الأول ، انت لسه صغير على الكلام داه ولازم من حد تستأذنه الأول )
إن انتظار الصغير محاولة الكبير كلام غير مقبول في الإسلام ... وما قصة معاذ معوذ وقتلهما لأبي جهل عنا ببعيد ... ؟
إن قصة غلام أصحاب الأخدود لم يقصها الله علينا لنضعها في قفص زجاجي في المتاحف ودار التراث ونقول هذا تاريخنا ، وفقط ... لكن لنحفز الشباب على أن يفعلوا مثلها ويضحوا في سبيل الإصلاح وتعمير الأرض ...
هل نقبل من القرآن هذا الشرط ونتحرك ؟
إن القرآن يخاطبك بالتحرك للإصلاح والتضحية ، لكنه يقول لك : لا أقبل إلا الأقوياء ، لذا سيجدون من يستمعون إليّ البلاء ... هذا شرطي ..
قال تعالى : (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) ).
شأن الفاسق والفاجر يقول لك : أنظر واستمع إليّ لأغويك وأفتنك ،
وشأن المصلح يقول لك : استمع إليّ لأرشدك وأقربك إلى الله ...
قال تعالى : (أَفَمَن يَمْشِي مُكِبًّا عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيًّا عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (22).).
وقال تعالى : (أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ).
الفيلم الفلاني : إيراده يوم الأربعاء 2 مليون ، والخميس 1 مليون ، والجمعة 800 ألف ، ...
والفريق الرياضي كذا تمويله من رجل الأعمال الفلاني واشتراه ب ملايين ...
أما نحن فمطلوب منا الإنفاق على الدعوة إلى الله ... نشتري الكتيبات والمطويات والاسطوانات واللافتات والمنشورات والاجتهاد في تنقيح المادة العلمية ............. ثم بعد ذلك يتعرضون لنا بالسب والشتم والتوبيخ والرفض والاعتراض بل وربما الاعتقال .... ومع ذلك نحب هذا الطريق ....
مرحبا بالمصلح ... مرحبا به ثم مرحبا ..
__________________
تعليق