إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

تلمح لذة العاقبة !!!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تلمح لذة العاقبة !!!!

    الحمد لله رب العالمين





    تلمح لذة العاقبة :



    مرارة الصبر شفاء ، لأن الصبر على مرارة الدواء في البداية يورث حلاوة الشفاء في النهاية ، ما أشبه حال المبتلى بذنب بحال المدمن ؛ عافت نفسه الطيِّب ولا صبر له عن الخبيث ، فإن تجرَّع جرعة صبر ، وتحمَّل المشقة حينا ، وأكل من الحلال وداوم عليه إذن لزال أثر السم بالكلية ، ورجعت نفسه تعاف كل كريه كانت تحبه ، وكل معصية كان يلتذ بها ، فالصبر الصبر ، والتفكر في حلاوة العاقبة ، والاعتبار بسوء مصير الهالكين.




    قال الأشعث بن قيس : " دخلتُ على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب  ، فوجدته قد أثر فيه صبره على العبادة الشديدة ليلا ونهارا ، فقلت : يا أمير المؤمنين!! إلى كم تصبر على مكابدة هذه الشدة؟ فما زادني إلا أن قال :

    اصبر على مضض الإدلاج في السَّحَر وفي الرواح إلى الطاعات في البكر
    إني رأيت وفي الأيام تجربة للصبر عاقبة محمودة الأثر
    وقلَّ من جدَّ في أمر يؤمِّله واستصحب الصبر إلا فاز بالظَّفَر
    فحفظتها منه وألزمتُ نفسي الصبر في الأمور ، فوجدت بركة ذلك "
    .


    وتعرَّف إلى أسرار العبادات وأثر الجرعات وفضائل القربات ، واغرق في أنوارها وراجع ما ورد من أحاديثها ، وعندها تطيع أمر الله وتستسلم له ولو كان شاقا وسترى العجب كما سبقه ورآه خليل الرحمن لما صبر. قال ابن القيِّم :

    " وأُنبِّهك على خصلة واحدة مما أكرمه الله به في محنته بذبح ولده ، فإن الله تبارك وتعالى جازاه على تسليمه ولده لأمر الله بأن بارك في نسله وكثرة حتى ملأ السهل والجبل ، فإن الله تبارك وتعالى لا يَتكرَّم عليه أحد وهو أكرم الاكرمين ،


    فمن ترك لوجهه أمرا أو فعله لوجهه بذل الله له أضعاف ما تركه من ذلك الامر أضعافا مضاعفة ، وجازاه بأضعاف ما فعله لأجله أضعافا مضاعفة ، فلما أمر إبراهيم بذبح ولده ؛ فبادر لأمر الله ، ووافق عليه الولد أباه رضاء منهما وتسليما ، وعلم الله منهما الصدق والوفاء فداه بذبح عظيم ، وأعطاهما ما أعطاهما من فضله ، وكان من بعض عطاياه أن بارك في ذريتهما حتى ملؤا الارض ، وجعل النبوة والكتاب في ذريته خاصة وأخرج منهم محمدا " .



    من كالخليل يُرينا خيرَ تضحية جلَّت مواقفها عن كل تبيين
    صحا مع الفجر صوت الوحي يُفزِعه قم يا بني فصوت الله يدعوني
    إني بذبحك قد أُلهمتُ يا ولدي أمرُ السماء فهل تعصي وتُخزيني
    فشمَّر الطفل إيمانا بلا جزعٍ جمِّع قواك أبي خُذْ تلك سكيني
يعمل...
X