إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اننا نقتل فرحة العيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [عاجل] اننا نقتل فرحة العيد

    اخوانى الاحبة

    صدقا احبكم فى الله
    وأسأل الله تعالى ان يجمعنى واياكم بهذا الحب فى جنته ودار مقامته

    سريعا

    تناولت قلمي ؛

    وحاولت أن أخط به تهنئة بعيد الفطر لقرائي الأعزاء ، فإذا بالقلم لم يكن كعادته معي مطيعا ، ومساعدا ، بل أحسست به يتمرد علي ، ويأبى أن يكتب ما يميله عليه عقلي وفكري ، ويعلن عصيانه لأوامري ، وسمعت صرخات تصدر من أعماقه مطالبة لا تكتب تهنئة ، بل اجعلها لمسات ، أرادها أن تكون لمسات معطرة بنفحات رمضان ، وأن يكون مدادها حب يملأ القلب والوجدان .

    فاستجبت لمطلبه وتركت له العنان ليخط ما بدا له ، فإذا هي بكلمات تخرج من القلب فلعلها أن تعبر الآذان لتستقر في القلوب والوجدان

    فكتب لكم القلم ما احمله فى صدرى

    فكانت اول لمسه :



    أننا نقتلُ فرحة العيد ؟!



    ألا ترونَ أننا نُدخِلُ العيدَ قبلَ العيد .. ونقتلُ فرحتهُ قبلَ بدايتهِ باستهلاكِ عباراتِ التهنئةِ والمُعايدة قبلَ ذلك بثلاثةِ أيامٍ أو أربعة ؟!

    فنرى الكثير يهنىء بعضهم بعضا قبل العيد

    لِمَ لا نتركُ ذلكَ في بدايةَ اليومِ الأولِ ؟ حتى نعيشَ فرحتَهُ ، ونستشعِرَ نشوَتهُ ؛ بعدَ قضاءِ شهرٍ كامل مليءٍ بالطاعةِ والعبادة ..




    إننا – أيضاً – نقتلُ فرحةَ العيد بالسهرِ المُتواصلِ طيلةَ ليلتِه ، ثمّ النوم ِ المتأخِّر .. لِتذهبَ بعدَ ذلكَ صلاةُ الفجرِ وشهودِ صلاةِ العيدِ مع المُسلمين ، إضافةً إلى ضياعِ نهارِ هذا اليوم في النومِ والكسل .. وهوَ اليومُ الذي دُعينا فيهِ إلى الفرَحِ والسرورِ والمودة والتواصُل ..



    إننا – كذلك – نقتلُ فرحةَ العيد بتقليبِ المواجعِ والمآسي التي تحيطُ بمجتمعِنا وأمّتنا ليلاً أو نهاراً .. وهذا يُخالفُ هديَ ديننا الذي دعانا إلى إظهارِ الفرَح والبهجةِ والسرور في هذا اليوم .. \" قل بفضلِ اللهِ وبرَحمتهِ فبِذلكَ فلْيفرحوا \" ..

    أنا لا أدعو إلى تجاهُلِ مآسينا أو نسيانها .. لكن دعونا نفرَحُ في ذلكَ اليومِ وفقط ، فرَحاً بفضلِ اللهِ ورحمته ، فرحاً بما منّ اللهُ بهِ علينا من إتمامِ الصيامِ في شهرِ رمضان .



    برغم كل ما يحيط بأمتنا من المآسي ، واحتلال الكثير من أراضيها ، و استباحة مقدساتها من قِبل أعدائها وخير دليل على ذلك استمرار حصار غزة وهذه الحرب الضروس على اخواننا ،
    ولكن برغم من ذلك كله سنبتسم !

    وبرغم أننا نرى الكثير من أبناء أمتنا قد تركوا التمسك بتعاليم دينهم ، و أصبح همهم الشاغل هو طلب الدنيا
    لكننا أيضا سنبتسم !


    وبالرغم من أننا نرى ارتفاع معدلات الفقر والبطالة ، و كذلك ارتفاع الأسعار في العالمين العربي والإسلامي وهذه السنون العجاف التي تحصد العشرات بل المئات من أبناء الأمة وانظر إلى تجويع الصومال المتعمد ،
    لكننا أيضا سنبتسم !


    وبالرغم من أننا نرى أن أمتنا قد تركت موقعها القيادي والريادي التي كانت تتبوؤه منذ انتشار الإسلام ، وأصبحت الآن في ذيل الأمم ، وأصبحت تقتات وتعتمد على ما يصدره لها الغرب لتعيش عليه ،
    لكننا أيضا سنبتسم .


    وبرغم تباطؤ النصر الذي طال انتظارنا له ، حتى أصبح الناس يتساءلون " متى نصر الله " ؟
    إلا أننا سنبتسم وتملؤنا الثقة بأن نصر الله قريب .


    سنبتسم ؛ لأنه عيد الفطر ، ويوم توزع فيها الجوائز من رب العباد على من أحسن الصيام والقيام .
    سنبتسم ؛ فلربما تولِّد فينا البسمة أملا يدفعنا إلى العمل .



    سنبتسم حتى لا يدب اليأس إلى قلوبنا ، لأن المؤمن لا يجد اليأس إلى قلبه سبيلا لأنه يعلم أن القرآن يضع اليأس في مرتبة الكفر " لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ "، و يجعل القنوط دليلا على الضلال . قال تعالى : " قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ .


    سنبتسم ولكننا لن ننسى إخواننا من الدعاء .

    سنظهر الفرحة بالعيد ، ونخفي الألم لواقع المسلمين الأليم في قلوبنا. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب ويرغب في أن يظهر المسلمون السرور والبشر والسعادة وممارسة بعض الألعاب الترفيهية والإنشاد والغناء في ذلك اليوم كما نصت الروايات الصحيحة في البخاري ، بل وتعم الفرحة جميع بيوت الصحابة مع أول عيد في المدينة في السنة الثانية للهجرة ، و بعد مدة قصيرة من الزمن من إخراجهم من ديارهم بمكة وأبنائهم وأموالهم .

    وعن هشام بن عروة عن أبيه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم صافَّ المشركين يوم الخندق، قال: وكان يوماً شديداً لم يلقَ المسلمون مثله قطّ، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وأبو بكر معه جالس، وذلك زمانَ طَلْعِ النخل، قال: وكانوا يفرحون به إذا رأوه فرحاً شديداً ؛ لأنّ عيشهم فيه، قال فرفع أبو بكر رأسه فبصُرَ بطَلْعَةٍ وكانت أول طَلْعة رُئِيت، فقال هكذا بيده: طلعةٌ يا رسول الله من الفرح، قال: فنظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتبسم وقال: "اللهم لا تنزع منا صالح ما أعطيتنا أو صالحاً أعطيتنا ".

    " فهذا فرحٌ نبويٌّ برزق الله.. يفرحُ النبيّ صلى الله عليه وسلم بظهور طلعةِ نخلٍ، ويتبسّم بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، ويقرُّ أبا بكر على فرحتِهِ، مع أنّ الأحزاب يحيطون بالمدينة.. لم يقل عليه الصلاة والسلام: مه يا أبا بكر ! كيف تفرحُ بنخلةٍ والإسلامُ محاصرٌ، وجيوشُ الكفر على الأبواب؟!! "





    إنّنا نقتلُ بهجةَ العيدِ بقضاءِ نهارهِ في اللهوِ المحرّمِ الممنوع ، وقضاءِ ليلهِ في السهرِ على ما يُغضِبُ الله ورسولهِ ؛ ثمّ النوم متأخراً لِتضيعَ بعدَ ذلكَ صلاةُ الفجرِ في جماعة ، بل حتّى يخرُجَ وقتُها ويضيع ..

    إنهُ - بحمدِ الله – لَيوجدُ في زماننا هذا من اللهوِ المُباحِ المُعتدِل ما يُغني عنِ الحرام .. فهلاّ تركنا الحرامَ طاعةً للهِ والْتزاماً بشرعه ؟



    إننا نقتلُ فرحةَ العيدِ بتمزيقِ الأواصِرِ ، وقطعِ الصِّلةِ بالأرحامِ والأقاربِ والأحباب .. ويومُ العيدِ فرصةٌ لتنقيةِ القلوبِ وتصفيةِ النفوسِ مما علِقَ بها طِوالَ العامِ من البغضاءِ والشحناء .. فهلاّ جُدنا بالعفوِ والصفحِ والإحسان \" فمن عفا وأصلحَ فأجرُهُ على اللهِ إنهُ لا يُحبُّ الظالمين \"



    إنّني أدعوكم ونفسي إلى الفرَحِ في هذا اليوم ، وإدخالِ الأنسِ والسعادةِ على قلوبِ الأهلِ والأقاربِ والأصحاب ، ونسيانِ الماضي وما يحملهُ من متاعبٍ وهمومٍ ومشاكل ..

    تقبّلَ اللهُ منِّي ومنكم الصيامَ والقيامَ وصالحَ العمَل ، وكلُّ عامٍ وأنتم بألفِ خير ..



    0000000000000000000000000000000000000000

  • #2
    رد: اننا نقتل فرحة العيد

    جزاك الله خيراً يا شيخنا

    مقال رائع

    موفق إن شاء الله


    تعليق

    يعمل...
    X