أخي توقف قليلا :: لا تزدريه :: إن أكرمكم عند الله أتقاكم

[راجي رحمة الله]

دخل المسجد كعادته يلقي إحدى دروسه الخاصة بالعقيدة في المسجد مرة كل أسبوع باللغة الهندية فهو مسلم هندي .

ما شاء الله يدعو الناس إلى التوحيد الخالص فهو يعلم أن أبناء جلدته يحتاجوا إلى إرشادهم إلى تعاليم الإسلام فناحية اللغة قد تسبب للبعض صعوبة فأراد أن يفهمهم تعاليم الإسلام وأحاديث النبي بلغتهم وبأسلوب سلس محبب .

التفت أحد الأخوة إلى بعض الإخوة وقال لهم ما لقيتم غير هذا تجعلوه يلقي دروسه فهو نحيف وصوته رفيع ووووووهندي !!!!!!!!!!

هكذا نظرت بعضنا إلى البعض قد يصيبها التعالي والفخر بعربيتنا والعصبية البغيضة والتحقير من الإشخاص الذين لربما كانوا عند الله أفضل منا بما لا مناسبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى

فلنتوقف قليلا مع أنفسنا ونرى ما هو تقيمنا للأشخاص الذين نتعامل معهم

قال الله تعالى " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" " الحجرات : 13 "
فالله جل وعلا يزن العبد بميزان التقوى فله الحمد
وكما في الحديث الشريف عن أبى هريرة عبد الرحمن بن صخر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله تعالى لاينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " رواه مسلم

تراه عندما يرى أحد الناس أقل منه في المال والجمال وقد يراه مقطوعة يداه أو قدميه أو أبتلاه الله بمرض معين ... فتجده ينظر نظرة دونية ويحتقر أخوه المسلم ... وهذا أمر لا يرضي الله جل وعلا ... فإنه لا شك قد أصابه مرض في نفسه ولابد أن يبحث عن علاج ...

ولننظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطينا المثل الأعلى فى كمال أخلاقه ونراه يوجه الأمة كلها في شخص الصحابة الكرام أن يقيموا الشخص بميزان صحيح
عن ابن مسعود : ( أنه كان يجني سواكا من الآراك وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه فضحك القوم منه فقال صلى الله عليه وسلم : " مم تضحكون " قالوا : يا نبي الله من دقة ساقيه فقال : " والذي نفسي بيده لهما أثقل في الميزان من أحد )
فكان الصحابة يعرفون من بعدها فضل سيدنا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
عن عبد الرحمن بن يزيد قال سألنا حذيفة
عن رجل قريب السمت والهدي من النبي صلى الله عليه وسلم حتى نأخذ عنه فقال ما أعرف أحدا أقرب سمتا وهديا ودلا بالنبي صلى الله عليه وسلم من ابن أم عبد " يقصد عبد الله بن مسعود رضي الله عنه "

ولقد كان في المسلمين رجل يسكن الصحراء أو البادية ولا يعرف له إنجاز خلد اسمه إلا كلمة النبي له ، ذلك هو زاهر بن حرام – وكان دميما - الذي أتى النبي مرة من خلفه فاحتضنه ، فقال زاهر : أرسلني ، ثم لما عرف أنه رسول الله ألصق ظهره به فصاح النبي في المسلمين : ” من يشتري مني هذا العبد” فقال زاهر : إذن ، تجدني كاسدا يارسول الله . فقال النبي : ولكنك عند الله غال .

رسول الله يقول له ولكنك عند الله غال , فالروح الطاهرة والنفس العابدة الطائعة لله هي الغالية وإن كانت الصورة دميمة فليست ذات شأن عند الله ... ولكن التقوى هي المقياس

وقد كان يهدي النبي صلى الله عليه وسلم من البادية فيجهزه رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج فقال النبي صلى الله عليه وسلم إن زاهرا باديتنا ونحن حاضروه .
حيث كان يأتي للنبي بما لا يوجد في المدينة من الأطعمة والثمار فكان رسول الله يجهزه بما لا يجده هو في البادية

فليراجع كل منا نفسه وليقف قليلا وليسأل نفسه هل أقيم الناس بحسب دينهم أم بحسب خلقتهم وجنسهم

اللهم أغفر لنا وأصلح فساد قلوبنا
وحببنا إلى عبادك الصالحين وحببهم إلينا
اللهم طهر قلوبنا من الكبر
اللهم وأسلل سخيمة صدورنا

[العابدلله]

رد: أخي توقف قليلا :: لا تزدريه :: إن أكرمكم عند الله أتقاكم

جزاك الله خيرا وحياك وبياك اخى الحبيب راجى على هذا الكلام الطيب

نفع الله بك






اللهم أغفر لنا وأصلح فساد قلوبنا
وحببنا إلى عبادك الصالحين وحببهم إلينا
اللهم طهر قلوبنا من الكبر
اللهم وأسلل سخيمة صدورنا

[راجي رحمة الله]

رد: أخي توقف قليلا :: لا تزدريه :: إن أكرمكم عند الله أتقاكم

اللهم آميـــــــن
بارك الله فيك أخي العابد
وجزيتم مثله حبيبي في الله