إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذنوب

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذنوب


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ؛؛ للذنوب أسباب كثيرة منها

    1- ضعف الإيمان.
    2- المعاصي والكبائر إنما تحل بالقلب إذا ضعف الإيمان.
    3- الكبائر لا تخرج من الملة.
    4- وسائل تقويه الإيمان.

    قال ابن الجوزي: مجلس الذكر مأتم الأحزان، هذا يبكي لذنوبه، وهذا يبكى على عيوبه، وهذا يبكي على فوات مطلوبه، وهذا يبكي على إعراض محبوبه.
    إذا كان أهل الدنيا أكبر همهم كيف يحصلون شهوات الدنيا، وكيف يصلون إلى أعلى المناصب فيها، فأهل الإيمان أكبر همهم كيف يستقيمون على طاعة الله عز وجل، وكيف يتوبون من الذنوب وكيف يصلون إلى رضا علام الغيوب. وغفار الذنوب، فليس في الدنيا والآخرة عباد الله شر وداء إلا وسببه الذنوب والمعاصي، فما هي عباد الله أسباب كثرة الذنوب والمعاصي؟ وكيف نفطم النفس عنها؟ ونتوب إلى الله عز وجل منها؟
    وأنا أذكر من ذلك بحسب الاجتهاد لا الحصر والقطع خمسة أسباب،

    أظن أنها من أكثر الأسباب الدافعة إلى معصية الله عز وجل.

    السبب الأول: ضعف الإيمان بالله عز وجل واليوم الآخر.
    السبب الثاني: الجهل بالله عز وجل وأسمائه وصفاته، وأمره ونهيه.
    السبب الثالث: الغرور والأماني.
    السبب الرابع: كثرة الفتن، وكثرة الشبهات والشهوات.
    السبب الخامس: كثرة مخالطة الفاسقين وعدم الفرار بالدين.

    وسوف نتكلم إن شاء الله تعالى في هذه الخطبة عن
    السبب الأول
    لكثرة الذنوب والمعاصي
    وهو ضعف الإيمان بالله عز وجل واليوم الآخر،
    فلا شك في أن الإيمان إذا ضعف لا يقوى على دفع العباد عن معصية الله عز وجل، ولا يقوى على دفعهم إلى طاعة الله عز وجل.
    قال النبي :

    }لا يَزني الزاني حين يَزْني وهو مؤمنٌ ، ولا يَسْرِقُ حينَ يَسْرِقُ وهو مؤمنٌ ، ولا يَشْرَبُ الخمْرَ حينَ يَشْرَبُها وهو مؤمنٌ ، والتوبةُ معروضةٌ بعدُ{

    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4689
    خلاصة حكم المحدث: صحيح


    فمن أهمل شجرة الإيمان في قلبه إذا أقبلت رياح الشبهات أو الشهوات تكاد تقلعها من جذورها، والزاني والسارق وشارب الخمر إذا علم حرمة هذه الكبائر، واعترف بأنه عاص بفعلها لا يكون كافرا عند أهل السنة والجماعة خلافا للخوارج، ولكنه وقت المعصية ضعف الإيمان جدا في قلبه، فتجرأ على هذه الكبائر.
    لما أتى النبي بالرجل الذي كان يشرب الخمر فلعنه أحد الصحابة قال النبي : ((لا تلعنه إنه يحب الله ورسوله ))أخرجه ابن تيمية في مجموع الفتاوى وقال صحيح.
    فأثبت النبي له محبة الله ورسوله مع أنه يشرب الخمر ولا شك في أن الذي لا يفعل هذه المعاصي أكثر حبا لله عز وجل ولرسوله ممن يفعلها.
    فمهما تكامل إيمان العبد أحب أسباب الإيمان، وكره الكفر والفسوق والعصيان.
    قال بعض السلف: إني لا أحب أن أعصي الله.
    أي لا تأتي معه جوارحه إلى معصية الله عز وجل.
    فمقتضى كمال الإيمان أن يحب العبد طاعة الله عز وجل، وأن يبغض معصية الله عز وجل، قال رسول الله : (( ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا ، وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ))
    الراوي: العباس بن عبدالمطلب المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 34
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    .

    وقال : ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار))
    الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح النسائي - الصفحة أو الرقم: 5003
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    .

    فما هي الأسباب عباد الله التي يتقوى بها الإيمان؟

    السبب الأول:
    هو معرفة الواحد الديان

    فمهما ازداد علم العبد بالله عز وجل يزداد حبا لله عز وجل، وخشية من الله عز وجل، وتوكلا على الله.
    قال النبي : ((أنا أعلمكم بالله وأشدكم له خشية))
    الراوي: [أنس بن مالك] المحدث: الألباني - المصدر: غاية المرام - الصفحة أو الرقم: 208
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    ([5]).
    قال الله عز وجل: {إنما يخشى الله من عباده العلماء }[فاطر:28].

    قال عبد الله بن مسعود: كفى بخشية الله علما، وكفى باغترار بالله عز و جل جهلا.
    قيل للإمام الشعبي: يا عالم فقال: إنما العالم من يخشى الله.
    فكلما ازداد علم العبد بربوبية الله عز وجل وأسمائه وصفاته وإلهيته يزداد إيمانا بالله عز وجل، ولذا كان أول واجب على المكلف معرفة الله عز وجل.
    قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} [الذاريات:56].
    وقال تعالى: {فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك }[محمد:19].

    السبب الثاني:
    معرفة النبي :

    قال تعالى:{ قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة} [سبأ:46].
    وقال تعالى:{ أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون} [المؤمنون:69].
    فمعرفة النبي ، وما جبله الله عز وجل عليه من المحاسن والفضائل، وما نزهه الله عنه من القصور والرذائل، وكذا معرفة سيرته ، وكيف أنه لم يغدر مرة واحدة، ولم يكذب ولم يخن، ولم يخلف وعده.

    وكان النبي أحسن الناس، وأشجع الناس، وأصدق الناس، وأكرم الناس، وكان أشد حياء من العذراء في خدرها، كل ذلك مما يزيد إيماننا بصدقة، وكذا معرفة معجزاته ، كحنين الجذع، ونبع الماء من بين أصابعه، وانقياد الشجر له ، وتسليم الحجر عليه، وانشقاق القمر لإشارته، وأكبر معجزاته القرآن المبين، فهو المعجزة الباقية إلى يوم الدين.

    السبب الثالث:
    هو الإكثار من النوافل بعد استكمال الفرائض
    كما في الحديث القدسي:
    ((وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ))
    الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1782
    خلاصة حكم المحدث: صحيح
    .

    السبب الرابع:
    أن يعيش العبد في أجواء إيمانية وأن يتنفس هواء الإيمان
    فحضور دروس العلم، ومجالسة الصالحين، وتشييع الجنائز، وعيادة المرضى، والتردد على الأماكن المقدسة للحج والعمرة وزيارة المسجد النبوي، لا شك في أنه يزيد الإيمان ويقرب إلى الواحد الديان.

    السبب الخامس:
    التفكر في مخلوقات الله عز وجل

    قال تعالى: {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب} [آل عمران:190].
    وقال تعالى: {وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون } [الذاريات:20-21].

    وكان السلف رضي الله عنهم يفضلون تفكر ساعة على قيام ليلة لأن التفكر ساعة قد يثمر في القلب إيمانا أكثر من قيام ليلة.
    وسئلت أم الدرداء عن أكثر عبادة أبي الدرداء فقالت: كان أكثر عبادته التفكر.

    السبب السادس:
    معرفة محاسن الإسلام
    فمهما تدبر المسلم دين الإسلام وجده يأمر بكل خير وبر وصلاح، وينهى عن كل فاحش وقبيح من الأقوال الأفعال.
    {يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات }[المائدة:4].
    {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} [الأعراف:33].

    السبب السابع :
    وهو تدبر القرآن
    قال تعالى:{ أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} [النساء:82].
    فمهما تدبر العبد القرآن علم أنه كلام الله عز وجل ، وقصصه ، وتنزيله ، فمن علامات الإيمان الصادق أن يزداد العبد إيمانا بسماع كلام الله عز وجل قال تعالى:
    { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون }[الأنفال :2].

    وقال تعالى:
    {وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون }[التوبة:124-125].

    السبب الثامن:
    المشاركة في الدعوة إلى الله عز وجل،
    فدين الله عز وجل هو الروح الذي لا حـياة بدونه، وهو النور الذي من التمس الهدي في غيره أضله الله عز وجل، قال عز وجل:
    {أو من كان ميتا فأحييناه وجعنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} [الأنعام:122] ،
    وقال تعالى: {وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }[الشورى :52].

    فمن أحيا قلوب الناس بدين الله عز وجل وبالدعوة إلى الله عز وجل أحيا الله شجرة الإيمان في قلبه، ونضر قلبه وجوارحه، قال النبي : ((نضر الله امرءا سمع منا حديثا فبلغه إلى من لم يسمعه فرب حامل فقه ليس بفقيه، ورُب حامل فقه إلى من هو أفقه منه))

    الراوي: زيد بن ثابت المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 90
    خلاصة حكم المحدث: صحيح



    قال سفيان بن عيينة: لا نجد أحدا من أهل الحديث إلا وفي وجهه نضرة، لدعوة رسول الله .

    كثير الذنوب لا يمكن أن يتقلل من أثقالها إلا بمجاهدة النفس على تركها والتخفف منها , ولكن هذه المجاهدة لها أضرب وطرائق فمن طرائقها : التوبة منها والإكثار من ذكر الله وكذلك الصدقة والصيام وبر الوالدين وصنائع المعروف على إختلافها . . .
    وحتى هذه العبادات لابد أن تكون في إطار الإخلاص والمتابعة والإستحضار التام لعظمة الله عند هذه الأفعال
    مما يصعب في بعض الأوقات حصول الأثر الكامل فيقل أثرها والسبب في ذلك هو أنها واقعه مع حضور الدنيا في القلب وأمام العين فالدنيا هي أعظم داء يفتك بالإيمان ..

    لذلك ظهر توفيق الله لإبن تيمية رحمه الله في هذه العبارة ...حيث أن الجهاد والمصاولة في أرض النزال يجبر العبد أن يكون قلبه خاضعاً لله ويكون أثر تغبير قدمه في تلك السوح رافعاً عن ظهره الأحمال العظام ومطهراً لقلبه من درن الدنيا ... وخير شاهد على ذلك هو قول الله تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) "

    فانظر كيف وصف الله الدنيا بهذا الوصف العجيب .. فالدنيا عدوة الجهاد في سبيل الله ... ولن يخرج عبد للجهاد حتى يطلق الدنيا ويلاعنها ... وهي من يمنع الذهاب للجهاد لأن الجهاد فيه خسارة للملذات الحاضرة الفانية وهذه الملذات تحملها الدنيا في رحمها ... لأجل ذلك وصف الله من لا ينفر للجهاد بأنه متثاقل وهذا التثاقل فيه إشتراك بين ما في الدنيا من ملذات وبين إرادة العبد لها فكان وصف التثاقل مشترك بين الدنيا وصاحبها .... وعلى قدر حرصك على الدنيا تكون ذنوبك .. .. ويعظم الحاجز بينك وبين سوح القتال ... وأرض الجهاد ليس بها دنيا فتكون الذنوب فيها قليل ولا تحملها قدم غبرت في سبيل الله عزوجل
    من أسباب زيادة الإيمان أن يطهر العبد قلبه من الحسد والغش والبغضاء للمؤمنين، فإن الشجرة الطيبة شجرة الإيمان قد يخالطها نبت رديء، فلا بد من تنقية الشجرة حتى تثمر الثمرات الطيبة اليانعة، ومهما أهملت الشجرة لا تبلغ الثمرة نضجها وكمالها،
    ذكّر نفسك وعظها وعاتبها وخوّفها: قل لها: يا نفس توبي قبل أن تموتي ؛ فإن الموت يأتي بغتة، وذكّرها بموت فلان وفلان.. أما تعلمين أن الموت موعدك؟! والقبر بيتك؟ والتراب فراشك؟ والدود أنيسك؟... أما تخافين أن يأتيك ملك الموت وأنت على المعصية قائمة؟ هل ينفعك ساعتها الندم؟ وهل يُقبل منك البكاء والحزن؟ ويحك يا نفس تعرضين عن الآخرة وهي مقبلة عليك، وتقبلين على الدنيا وهي معرضة عنك.. وهكذا تظل توبخ نفسك وتعاتبها وتذكرها حتى تخاف من الله فتئوب إليه وتتوب.
    فنسأل الله عز وجل أن يبارك في شجرة الإيمان في قلوبنا، وأن يمتعنا بالإيمان حتى نلقاه به.


    التعديل الأخير تم بواسطة حفيدالحسين; الساعة 07-06-2014, 08:25 PM.

  • #2
    رد: الذنوب

    جزاك الله خيرا أخي محمد
    موضوع طيب جدا
    بارك الله فيك ونفع بك الإسلام و المسلمين

    تعليق

    يعمل...
    X