إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سلسلة اللحظلت الحاسمة...

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سلسلة اللحظلت الحاسمة...







    اللحظات الحاسمة





    تأليف


    محمد بن عبد العزيز المسند




    بسم الله الرحمن الرحيم


    المقدمة

    الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، أما بعد .. فقد روى البخاري في صحيحه ، عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال : نظر النبيُ صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين – وكان من أعظم المسلمين غناءً عنهم – فقال : " من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا " فتعبه رجل ، فلم يزل على ذلك حتى جُرح ، فاستعجل الموتَ ، فقال بذبابة سيفه ([1]) فوضعه بين ثديين ، فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه ( أي أنه قتل نفسه ) ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إن العبد ليعمل – فيما يرى للناس – عمل أهل الجنة ، وإنه لمن أهل النار ، ويعمل – فيما يرى للناس – عمل أهل النار ، وهو من أهل الجنة ، وإنما الأعمال بالخواتيم " ([2] )
    إن المؤمن حين يقرأ هذا الحديث ليشعره بقشعريرة تسري في كيانه ، يرتجف منها الجنان ، وتهتز لها سائر الجوارح والأركان كيف وقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم : " لن يُدخل أحداً عملُه الجنةَ " ، قالوا : ولا أنت يا رسول الله ؟ ! قال : " ولا أنا إلا أن يتغمدني اللهُ بفضل ورحمةٍ " ( [3] )فتأمل قوله : " ولا أنا " [4] وهو القائل صلى الله عليه وسلم : " إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا " وقارن نفسك يا مسكين بسيد الخلق أجمعين ، عندها ستعرف حقيقة نفسك ، ومدى تفريطك في جنب الله ، وكلنا كذلك – لكنا لا نملك إلا أن نقول كما قال الأبوان عليهما السلام : ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) .
    وبعد : فهذه بعض القصص الواقعية لأناس خُتم لهم بخاتمة السعادة ، وآخرين خُتم لهم بالأخرى ، وهي خاتمة السوء (عياذاً بالله تعالى ) وقد دفعني إلى جمعها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم : " أكثروا ذكرَ هاذمِ اللذات ك الموت " [5] . وغفلة الكثيرين عن هذه الحقيقة العظمى ، والفاجعة الكبرى ، سائلاً المولى عز وجل أن يختم لي ولإخواني المسلمين بخاتمة السعادة ، وأن لا يكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ، ولا إلى أحد سواه .

    قال السهيلي الأندلسي :
    يا من يرى ما في الضمير ويسمعُ
    أنت المُعدُّ لكل ما يُتوقعُ
    يا من يُرجَّى للشدائد كلها
    يا من إليه المشتكى والمَفزعُ
    يا من خزائنُ رزقه في قول كن
    امنن .. فإن الخير عندك أجمعُ
    ما لي سوى فقري إليك وسيلة
    فبالافتقار إليك فقري أدفعُ
    مالي سوى قرعي لبابك حيلة
    فلن رُدِدتُ ، فأي بابٍ أقرعُ ؟
    ومن الذي أدعو وأهتف باسمه ؟
    إن كان فضلك عن فقيرك يُمنعُ
    حاشا لجودك أن تٌقَنِّط عاصياً
    الفضل أجزل ، والمواهب أوسعُ




    [1] ذباب السيف طرفه الذي يُضرب به .

    [2] أخرجه البخاري في كتاب الرقاق ، باب الأعمال الخواتيم .

    [3] أخرجه البخاري في كتاب المرضى ، باب تمنى المريض الموت .

    ( [4]) أخرجه البخاري في كتاب الإيمان ،باب قول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنا أعلمكم بالله ... " وقوله في الحديث ( أنا ) ليس من باب تزكية النفس وإنما له مناسبة .

    ([5] ) أخرجه الترمذي في الزهد ، باب ما جاء في ذكر الموت ، وأخرجه غيره .
    يتبع ان شاء الله

  • #2
    رد: سلسلة اللحظلت الحاسمة...

    جزاك الله خيرا اخى الحبيب ونفع الله بك


    وشكر الله لك على هذا الموضوع الطيب


    ونتابع معك بعون الله وحوله
    اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

    تعليق

    يعمل...
    X