السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما هي حقيقة المسيح الدجال ، ولماذا اختلف الصحابة في شأنه ؟ ولماذا لم يرد ذكره في القرآن الكريم للتحذير من أمره ؟ وكيف يكون يومه كسنة أو كشهر ؟
الجواب :
المسيح الدجال رجل من بني آدم ، خلقه الله تعالى ليكون فتنة للناس في آخر الزمان ، وخروجه علامة من علامات الساعة الكبرى التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يخرج بعد قتال عنيف يدور بين المسلمين وبين الروم وينتصر فيه المسلمون ، ثم يعلمون بعد ذلك بخروج الدجال من ناحية المشرق ، ويتسلط الدجال على مشارق الأرض ومغاربها ، ولا يبقى بلد من البلاد إلاّ وطئه وتسلط عليه باستثناء مكة والمدينة ؛ فإن الملائكة تمنعه من دخولهما ، ولكن يخرج إليه منها كل منافق وكافر .
ومدة مقامه في الأرض أربعون يومًا ، ولكن أيامه الأولى تطول جدًّا ، فيكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة) ، ثم تكون سائر الأيام كأيام الناس ، وهذا الطول ليس على سبيل المجاز كما قد يظن البعض ، بل هو على الحقيقة ، بدليل أن الصحابة ، رضوان الله عليهم ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف نصلي في هذه الأيام ؟ فقال : (اقدروا له) .
وهذا ليس بعجيب إذا علمنا أن اليوم على الأرض ومدته أربع وعشرون ساعة يكون بسبب دوران الأرض حول نفسها ، وهي في مدارها السنوي حول الشمس .
والله تبارك وتعالى الذي أقام الأرض على هذا القانون الكوني هو الذي يأمر الأرض فتتوقف عن الدوران أو تبطئ عن دورانها حتى يطول اليوم إلى سنة ، ثم يكون اليوم الثاني كالشهر ، واليوم الثالث كالأسبوع ، ثم تعود الأرض إلى حركتها العادية في سائر الأيام ، وهو سبحانه الذي يأمر الأرض بعكس حركتها في دورانها فتشرق الشمس من جهة المغرب ، وهذا يكون بعد الدجال ، بدليل انقطاع التوبة وعدم قبولها . قال تعالى : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ) [ الأنعام : 158] .
وقد أخرج البخاري عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ؛ وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ) . ثم قرأ الآية .ويأتي المسيح الدجال بطامات كبرى وخوارق عجيبة ، فيدعي الربوبية ، ويكون معه مثل الجنة والنار ، فمن أطاعه أدخله جنته ، ومن عصاه أدخله ناره ، ويأمر الأرض فتخرج كنوزها وخيراتها ، فيوسع على من تبعه ، ويضيق على من عصاه ، فيا لها من فتنة عظيمة ، لا يصمد أمامها إلاّ من وفقه الله وهداه بالعلم النافع والعمل الصالح والصبر الجميل ، ولهذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منه وذكر لنا صفته وعلمنا كيف ننجو من فتنته ، فقال : (إنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور) .فالدجال ناقص غير كامل بين بني البشر ، ورب العالمين له صفات الكمال والجمال والجلال ، ثم قال : ( مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن) .وذكر لنا قصة العبد الصالح الذي يخرج من المدينة إلى الدجال ليناظره بالعلم النافع ، وأن الدجال يقطع جسده نصفين ، ثم ينادي عليه فيقوم حيًّا ، ومع هذا فإن هذا العبد الصالح يقول له : ( والله ما ازددت فيك إلا يقينًا ، أنت المسيح الكذاب الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقرأ عليه عشر آيات من سورة (الكهف) ، وأمرنا أن نفر منه ما استطعنا ، وأمرنا أن نتعوذ من فتنته في دبر كل صلاة كما نتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر ، ثم ينزل بعد ذلك المسيح الحق عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله ، فيقتل المسيح الدجال ، ويحكم الناس بشريعة الإسلام ، ويجتمع المؤمنون حوله ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية .
أما عن قول السائل : ولماذا اختلف الصحابة في شأنه ؟
فإن الصحابة ، رضوان الله عليهم ، لم يختلفوا في شأن المسيح الدجال ، بل كلهم مجمعون على خروجه ، وعلى أنه علامة من علامات الساعة ، وعلى أن فتنته أشد فتنة على هذه الأمة ؛ لأن الصحابة لا يتصور أن يختلفوا فيما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسمعوه هم بآذانهم ، وبلغوه لمن بعدهم ، ولكن الصحابة ، رضوان الله عليهم ، لعلمهم بقرب الساعة ظنوا أنه يخرج في عصرهم ، وهذا الظن لم ينفه النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان يقول لهم : ( إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ، وإن يخرج ولستُ فيكم فأمرؤ حجيج نفسه ) .
ولهذا ظن بعضهم أن أحد الدجاجلة المعروفين في عصرهم واسمه ابن صياد هو المسيح الدجال ، وكان بعضهم يكاد يجزم بذلك ، بل ويقسم عليه .
وهذا لا يعني أنهم اختلفوا في شأن الدجال كما ذكر السائل ، وإنما يعني أنهم أيقنوا خروجه ، وظنوا أنه رجل كان من الدجاجلة في عصرهم ، وقد مات هذا الرجل على الراجح أو فُقد فانحسم هذا الاختلاف في شأنه .
وأما قول السائل : ولماذا لم يرد ذكره في القرآن الكريم ؟
وقد أجابه الحافظ ابن كثير عن هذا السؤال في نهاية كتابه (البداية والنهاية) عند حديثه عن فتنة المسيح الدجال فقال :
والجواب من وجوه :
أحدها : أنه قد أشير إلى ذكره مجملاً في قوله تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ) الآية [ الأنعام : 158] .وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا : الدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ) [ رواه الترمذي وقال : حسن صحيح ] .
الثاني : أن عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، ينزل من السماء الدنيا فيقتل الدجال ، كما تقدم ، وقد ذكر في القرآن نزوله في قوله تعالى : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) [ النساء : 157 - 159] .والضمير في قوله تعالى : ( قَبْلَ مَوْتِهِ ) يعود على عيسى ، عليه السلام ، حين ينزل إلى الأرض فيتحقق الذين اختلفوا فيه ، فزعموا أنه إله من النصارى والذين طعنوا في نسبه واتهموا أمه من اليهود ، كَذِب ما كانوا يدعون .
وعلى هذا فيكون ذكر نزول المسيح عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، إشارة إلى ذكر المسيح الدجال شيخ الضلال ، وهو ضد مسيح الهدى ، ومن عادة العرب في أساليبهم أنهم يكتفون بذكر أحد الضدين عن ذكر الآخر .
الثالث : أنه لم يذكر بصريح اسمه في القرآن احتقارًا له ؛ حيث يدعي الإلهية ، فكان أمره عند الرب أحقر من أن يُذكر ، ولكن انتصر الرسل ، عليهم السلام ، للرب ، عز وجل ، فكشفوا أمره وحذروا منه ، فإن قال قائل : فقد ورد ذكر فرعون في القرآن مع أنه ادعى الإلهية مثل الدجال ؟ فنقول : إن أمر فرعون قد انقضى وتبين كذبه لكل مؤمن وعاقل ، وقد دحره الله وأغرقه ، فنص عليه للاعتبار بنهايته ، أما الدجال فلم يظهر بعد ، فترك القرآن ذكره احتقارًا له وامتحانًا به . اهـ بتصرف . نهاية (البداية والنهاية)
(ج 10 ص 117 ، 118) .
هذا وبالله الهداية والمعونة والتوفيق .
هذا السؤال ورد فى موقع انصار السنه وهو منقول من الموقع للفائده
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ما هي حقيقة المسيح الدجال ، ولماذا اختلف الصحابة في شأنه ؟ ولماذا لم يرد ذكره في القرآن الكريم للتحذير من أمره ؟ وكيف يكون يومه كسنة أو كشهر ؟
الجواب :
المسيح الدجال رجل من بني آدم ، خلقه الله تعالى ليكون فتنة للناس في آخر الزمان ، وخروجه علامة من علامات الساعة الكبرى التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يخرج بعد قتال عنيف يدور بين المسلمين وبين الروم وينتصر فيه المسلمون ، ثم يعلمون بعد ذلك بخروج الدجال من ناحية المشرق ، ويتسلط الدجال على مشارق الأرض ومغاربها ، ولا يبقى بلد من البلاد إلاّ وطئه وتسلط عليه باستثناء مكة والمدينة ؛ فإن الملائكة تمنعه من دخولهما ، ولكن يخرج إليه منها كل منافق وكافر .
ومدة مقامه في الأرض أربعون يومًا ، ولكن أيامه الأولى تطول جدًّا ، فيكون كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة) ، ثم تكون سائر الأيام كأيام الناس ، وهذا الطول ليس على سبيل المجاز كما قد يظن البعض ، بل هو على الحقيقة ، بدليل أن الصحابة ، رضوان الله عليهم ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف نصلي في هذه الأيام ؟ فقال : (اقدروا له) .
وهذا ليس بعجيب إذا علمنا أن اليوم على الأرض ومدته أربع وعشرون ساعة يكون بسبب دوران الأرض حول نفسها ، وهي في مدارها السنوي حول الشمس .
والله تبارك وتعالى الذي أقام الأرض على هذا القانون الكوني هو الذي يأمر الأرض فتتوقف عن الدوران أو تبطئ عن دورانها حتى يطول اليوم إلى سنة ، ثم يكون اليوم الثاني كالشهر ، واليوم الثالث كالأسبوع ، ثم تعود الأرض إلى حركتها العادية في سائر الأيام ، وهو سبحانه الذي يأمر الأرض بعكس حركتها في دورانها فتشرق الشمس من جهة المغرب ، وهذا يكون بعد الدجال ، بدليل انقطاع التوبة وعدم قبولها . قال تعالى : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ ) [ الأنعام : 158] .
وقد أخرج البخاري عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ؛ وذلك حين لا ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ) . ثم قرأ الآية .ويأتي المسيح الدجال بطامات كبرى وخوارق عجيبة ، فيدعي الربوبية ، ويكون معه مثل الجنة والنار ، فمن أطاعه أدخله جنته ، ومن عصاه أدخله ناره ، ويأمر الأرض فتخرج كنوزها وخيراتها ، فيوسع على من تبعه ، ويضيق على من عصاه ، فيا لها من فتنة عظيمة ، لا يصمد أمامها إلاّ من وفقه الله وهداه بالعلم النافع والعمل الصالح والصبر الجميل ، ولهذا حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم منه وذكر لنا صفته وعلمنا كيف ننجو من فتنته ، فقال : (إنه أعور ، وإن ربكم ليس بأعور) .فالدجال ناقص غير كامل بين بني البشر ، ورب العالمين له صفات الكمال والجمال والجلال ، ثم قال : ( مكتوب بين عينيه كافر يقرؤها كل مؤمن) .وذكر لنا قصة العبد الصالح الذي يخرج من المدينة إلى الدجال ليناظره بالعلم النافع ، وأن الدجال يقطع جسده نصفين ، ثم ينادي عليه فيقوم حيًّا ، ومع هذا فإن هذا العبد الصالح يقول له : ( والله ما ازددت فيك إلا يقينًا ، أنت المسيح الكذاب الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ) .
وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نقرأ عليه عشر آيات من سورة (الكهف) ، وأمرنا أن نفر منه ما استطعنا ، وأمرنا أن نتعوذ من فتنته في دبر كل صلاة كما نتعوذ من عذاب النار وعذاب القبر ، ثم ينزل بعد ذلك المسيح الحق عيسى ابن مريم عبد الله ورسوله ، فيقتل المسيح الدجال ، ويحكم الناس بشريعة الإسلام ، ويجتمع المؤمنون حوله ، ويقتل الخنزير ، ويكسر الصليب ، ويضع الجزية .
أما عن قول السائل : ولماذا اختلف الصحابة في شأنه ؟
فإن الصحابة ، رضوان الله عليهم ، لم يختلفوا في شأن المسيح الدجال ، بل كلهم مجمعون على خروجه ، وعلى أنه علامة من علامات الساعة ، وعلى أن فتنته أشد فتنة على هذه الأمة ؛ لأن الصحابة لا يتصور أن يختلفوا فيما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وسمعوه هم بآذانهم ، وبلغوه لمن بعدهم ، ولكن الصحابة ، رضوان الله عليهم ، لعلمهم بقرب الساعة ظنوا أنه يخرج في عصرهم ، وهذا الظن لم ينفه النبي صلى الله عليه وسلم ، بل كان يقول لهم : ( إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه ، وإن يخرج ولستُ فيكم فأمرؤ حجيج نفسه ) .
ولهذا ظن بعضهم أن أحد الدجاجلة المعروفين في عصرهم واسمه ابن صياد هو المسيح الدجال ، وكان بعضهم يكاد يجزم بذلك ، بل ويقسم عليه .
وهذا لا يعني أنهم اختلفوا في شأن الدجال كما ذكر السائل ، وإنما يعني أنهم أيقنوا خروجه ، وظنوا أنه رجل كان من الدجاجلة في عصرهم ، وقد مات هذا الرجل على الراجح أو فُقد فانحسم هذا الاختلاف في شأنه .
وأما قول السائل : ولماذا لم يرد ذكره في القرآن الكريم ؟
وقد أجابه الحافظ ابن كثير عن هذا السؤال في نهاية كتابه (البداية والنهاية) عند حديثه عن فتنة المسيح الدجال فقال :
والجواب من وجوه :
أحدها : أنه قد أشير إلى ذكره مجملاً في قوله تعالى : ( يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا ) الآية [ الأنعام : 158] .وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسًا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرًا : الدجال ، والدابة ، وطلوع الشمس من مغربها ) [ رواه الترمذي وقال : حسن صحيح ] .
الثاني : أن عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، ينزل من السماء الدنيا فيقتل الدجال ، كما تقدم ، وقد ذكر في القرآن نزوله في قوله تعالى : ( وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158) وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا ) [ النساء : 157 - 159] .والضمير في قوله تعالى : ( قَبْلَ مَوْتِهِ ) يعود على عيسى ، عليه السلام ، حين ينزل إلى الأرض فيتحقق الذين اختلفوا فيه ، فزعموا أنه إله من النصارى والذين طعنوا في نسبه واتهموا أمه من اليهود ، كَذِب ما كانوا يدعون .
وعلى هذا فيكون ذكر نزول المسيح عيسى ابن مريم ، عليه السلام ، إشارة إلى ذكر المسيح الدجال شيخ الضلال ، وهو ضد مسيح الهدى ، ومن عادة العرب في أساليبهم أنهم يكتفون بذكر أحد الضدين عن ذكر الآخر .
الثالث : أنه لم يذكر بصريح اسمه في القرآن احتقارًا له ؛ حيث يدعي الإلهية ، فكان أمره عند الرب أحقر من أن يُذكر ، ولكن انتصر الرسل ، عليهم السلام ، للرب ، عز وجل ، فكشفوا أمره وحذروا منه ، فإن قال قائل : فقد ورد ذكر فرعون في القرآن مع أنه ادعى الإلهية مثل الدجال ؟ فنقول : إن أمر فرعون قد انقضى وتبين كذبه لكل مؤمن وعاقل ، وقد دحره الله وأغرقه ، فنص عليه للاعتبار بنهايته ، أما الدجال فلم يظهر بعد ، فترك القرآن ذكره احتقارًا له وامتحانًا به . اهـ بتصرف . نهاية (البداية والنهاية)
(ج 10 ص 117 ، 118) .
هذا وبالله الهداية والمعونة والتوفيق .
هذا السؤال ورد فى موقع انصار السنه وهو منقول من الموقع للفائده
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تعليق