إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وحملها الإنسان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وحملها الإنسان

    بسم الله الرحمن الرحيم

    لماذا وصفت الآية الإنسان بأنه كان ظلوما جهولا؟!

    (( ظَلُومًا ))
    فلأنه لم يعطِ ويُنفِق وفق الطاقات التي أعطاه الله إياها..
    ففارقٌ هائل بين القدرات المملوكة له والأفعال الملموسة منه.
    بل قد يتجاوز العبد الحد ويعتدي، فينفق في كثير من الأحيان هذه الطاقات في ضد ما خُلِقت له، وهذا من تعريفات الظلم: (وضعُ الشيء في غير مَوْضِعه).
    والعجيب أن غير الإنسان من الجماد لا يظلم ويؤدي ما عليه، فالجنتان التي أخبر عنهما في سورة الكهف آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا، بمعنى أنها أنتجت الثمار كما ينبغي، ولم تحبس خيراتها وإمكاناتها، فأخذت الهواء والماء والغذاء، وأخرجت الثمار الناضجة.
    والدرس البليغ: إنك إن لم تؤدِّ ما عليك بموجب ما منحك الله فسوف تكون ظالما، وإذا أنفقت ما أعطاك في غير موضعه كنتَ أظلم!
    ولأن طاقاته أكبر من إنجازاته ..
    طاقاته التي يملكها لم تملكها السماوات والأرض والجبال..
    فلهذا يحاسب ..
    ويحاسب على أنه لم يستغل طاقاته، ولم يسخِّرها لغاياته التي خلقه الله من أجلها..
    ما دام قادرا على ما لم تقدر عليه السماوات والارض والجبال، فأين إنجازاته؟!
    فأنت يا أخي ..
    كل شيء أودعه الله إياك فحفظته ورعيته وبذلته لأهله كنت فيه حاملا للأمانة، وكل من أودعه الله شيئا فضيَّعه أو ضنَّ به عن أهله، ومنعه عن مستحقه فهو خائن فيه غير حامل له.
    أخي..
    أنت خليفة الله في الأرض!
    أنت أقوى مما تتصور ..
    المشكلة أنك تجهل مواطن قوتك.
    يا من حملت ما لم تُطِق السماوات والأرض والجبال حمله..
    أنت كنز هذا الكون ..
    وحامل بذور المعجزة البشرية.
    فلا تستصغر نفسك، ولا تستضعف قوتك، ولا تستسلم للوهن!
    اللهم صل على محمد
    سيأتي اليوم الذي سترحل عن هذه الدنيا ويبقى خلفك ذكرك واخلاقك واعمالك
    فحسنها وجملها لتلقى الله بما هو حسن وجميل ولعله يتقبل منك
    Abo Nour
يعمل...
X