سنة غفل عنها كثير من الناس وهي أن لكل شئ طاقة للتحمل
فكل مخلوقات الله محدودة في كل شئ
أمثلة ذلك حتى يتضح المقال :الكون الفسيح مع اتساعه الهائل إلا أن له حدود ونهاية
مثال آخر :حديد التسليح الذي يستخدم في البناء له قدرة تحمل لا يتجاوزها
والمهندسون يعرفون لكل قضيب من الحديد قدرته وحدوده في التحمل لا يتعداها ومجاوزة هذا القدر قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه
لكل إنسان منا في داخله شئ من القيم الجميلة والمبادئ والتي تكون لدينا نورا داخليا والذي يسمى أحيانا بالضمير وأحيانا بالوجدان وهذا الضمير هو الذي يحث الإنسان على فعل الخير وينهاه عن أفعال الشر ..إلا أن له قدرة محدودة على الردع والزجر لذا فإن الإنسان الذي يعيش في بيئات يكثر فيها الشر ويعم كبيئة الشهوات الغريزية كالدول الغربية فإن ضمير هذا الإنسان يضعف جدا بل أحيانا ينعدم
لكل إنسان منا أقارب وأصدقاء وهم يقفون معنا في وقت الحاجة ..إلا أنه كما قلنا لكل شئ حدود فلو أن إنسانا قد أثقل على أحد أقاربه في مهمة ليست هينة فإن قريبه في البداية
سيتحمل وسيبذل الخير إلا أنه إن استمر هذا الوضع كثيرا فإن هذا القريب لاشك وأنه سيهرب
من هذه المهمات الثقيلة بل ربما ينقطع نهائيا
^^^^^^^^^^^^
ماذا يعني كل هذا:
1-نحن نحتاج إلى أن نفهم الأمور بشكل أعمق وأن نلتمس مسألة المحدودية في الأشياء
كما نلتمس طاقة كل شئ على التحمل
2-الإعتدال والتوازن يساعدان في مسألة عدم تحميل الأشياء فوق طاقتها فمثلا نحن نطالب الأقرباء بالتعاطف والتحمل لكن في ذات الوقت نطالب الطرف الآخر بأن يقدروا ظروف بعضهم البعض وأن يحاول كل منهم حل مشكلاته الشخصية مع أقل قدر من الإحتياج لأقربائه أو أصدقائه
3-نحن نلاحظ أن الأشياء التي نحملها فوق طاقتها غالبا نخسرها ومثال ذلك حديد التسليح
أو مسائل القرابة والصداقة إلى غيره لذا كان لابد لنا من مراعاة مسألة المحدودية في الأشياء وطاقتها على التحمل حتى لا نخسر الكثير
_______
منقول بتصرف من كتاب كيف نفهم الأشياء من حولنا لكاتبه عبدالكريم بكار
جزاه الله عما قدمه لنا خير الجزاء
دمتم في رعاية الله
ولا تنسوا العبد الفقير من دعوة قد تكون فيها نجاته وصلاحه
تعليق