السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تدبير الحق عز وجل لك خير من تدبيرك :
من العجب إلحاحك في طلب أغراضك وكلما زاد تعويقها زاد إلحاحك. وتنسى أنها قد تمتنع لأحد أمرين،
إما لمصلحتك فربما معجل أذى،
وإما لذنوبك فإن صاحب الذنوب بعيد من الإجابة.
فنظف طرق الإجابة من المعاصي. وانظر فيما تطلبه هل هو لإصلاح دينك، أو لمجرد هواك ؟.
فإن كان للهوى المجرد ،
فاعلم أن من اللطف بك والرحمة لك تعويقه.
وأنت في إلحاحك بمثابة الطفل يطلب ما يؤذيه فيمنع رفقاً به. وإن كان لصلاح دينك ، فربما كانت المصلحة تأخيره، أو كان صلاح الدين بعدمه.
وفي الجملة ؛ تدبير الحق عز وجل لك خير من تدبيرك ،
وقد يمنعك ما تهوى ابتلاء ليبلو صبرك. (( فـَـأرِهِ الـصـــبر الجـــمــيل تَرَ عن قرب ما يــســـر )) ومتى نظفت طرق الإجابة من أدران الذنوب، وصبرت على ما يقضيه لك.
فكل ما يجري أصلح لك.عطاء كان أو منعاً.
ابن الجوزي في كتابه (صيد الخاطر)
تعليق