بسم الله الرحمن الرحيم
ﺑﻴﻦ ﺣﻜّﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ-
ﻭ ﺣﻜّﺎﻡ ﺍﻵﻥ
.
ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼّﺪﻳﻖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻠّﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺼﻴﺒﻪ
ﻟﻜﻦ ﺣﺰﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻷﻧﻬﻢ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﻩ
" ﺃﻭ ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺭّﻃﻮﻩ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﻓﺄﻋﻠﻦ ﻋﺰﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ
ﺣﺘﻰ ﺛﺒّﺘﻮﻩ ﺧﻠﻴﻔﺔ
“ﺍﺳﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻭﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﻳﻘﻮﻝ:
' ﺃﻣَّﺎ ﺑﻌﺪ.. ﻓﺈﻧﻰ ﻗﺪ ﻭُﻟِّﻴﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻟﺴﺖ
ﺑﺨﻴﺮﻛﻢ،
-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﻳﺎ ﺻﺪّﻳﻖ-
ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻓﺄﻋﻴﻨﻮﻧﻰ،
ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺴﺪّﺩﻭﻧﻰ،
ﺃﻃﻴﻌﻮﻧﻰ ﻣﺎ ﺃﻃﻌﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻢ، ﻓﺈﺫﺍ
ﻋﺼﻴﺘﻪ ﻓﻼ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ.
ﺃﻻ ﺇﻥ ﺃﻗﻮﺍﻛﻢ ﻋﻨﺪﻯ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺬ
ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻪ،
ﻭﺃﺿﻌﻔﻜﻢ ﻋﻨﺪﻯ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺬ ﺍﻟﺤﻖ
ﻣﻨﻪ..
ﺃﻗﻮﻝ ﻗﻮﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻰ ﻭﻟﻜﻢ '
ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻭ ﺗﻘﺎﺭﻥ
ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﺣﺘﻀﺮ ﺍﻟﺼﺪّﻳﻖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻭ
ﺷﺎﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﻟّﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺧﻴﺮ ﺭﺟﻞ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺔ
ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎﻭﺭﺓ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄّﺎﺏ
ﻓﺤﺰﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﺣﺰﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ
ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ :
"ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻲ"
ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻰ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ':
(ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﺎﻓﻮﺍ ﺷﺪﺗﻲ ﻭﻫﺎﺑﻮﺍ
ﻏﻠﻈﺘﻲ،
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻘﺪ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻤﺮ ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ
ﺃﻇﻬﺮﻧﺎ،
ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﻟﻴﻨﺎ ﺩﻭﻧﻪ، ﻓﻜﻴﻒ
ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻴﻪ؟!
ﺃﻻ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ!
ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻗﺪ ﺃﺿﻌﻔﺖ -ﺃﻱ:
ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ- ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻟﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺩﻉ ﺃﺣﺪﺍً
ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﺃﻭ ﻳﻌﺘﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ، ﺣﺘﻰ ﺃﺿﻊ ﺧﺪﻩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺿﻊ ﻗﺪﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ
ﺍﻵﺧﺮ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻋﻦ ﻟﻠﺤﻖ، ﻭﺇﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺷﺪﺗﻲ
ﺗﻠﻚ ﻷﺿﻊ ﺧﺪﻱ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻷﻫﻞ
ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ).
ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﻳُﻌﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻳﺮﻯ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﻪ ﺳﻴﺎﺟًﺎ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻣﺼﻴﺪﺓ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻻ ﺑﺎﺑًﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻄﺮ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ.
ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﺩﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻯ ﺧﻂ ﻣﺼﺎﺭﻉ
ﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺣﻂ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
(ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﻋﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ
ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ)”
ﺑﻴﻦ ﺣﻜّﺎﻡ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻢ-
ﻭ ﺣﻜّﺎﻡ ﺍﻵﻥ
.
ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼّﺪﻳﻖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﺍﻷﻣﺔ ﻛﻠّﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﺼﻴﺒﻪ
ﻟﻜﻦ ﺣﺰﻥ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ، ﻷﻧﻬﻢ ﺍﺧﺘﺎﺭﻭﻩ
" ﺃﻭ ﺃﻗﻮﻝ ﻭﺭّﻃﻮﻩ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ-
ﻓﺄﻋﻠﻦ ﻋﺰﻝ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﺮﺗﻴﻦ ﻣﺘﺘﺎﻟﻴﺘﻴﻦ
ﺣﺘﻰ ﺛﺒّﺘﻮﻩ ﺧﻠﻴﻔﺔ
“ﺍﺳﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﺑﻰ ﺑﻜﺮ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻭﻟﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ
ﻳﻘﻮﻝ:
' ﺃﻣَّﺎ ﺑﻌﺪ.. ﻓﺈﻧﻰ ﻗﺪ ﻭُﻟِّﻴﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﻟﺴﺖ
ﺑﺨﻴﺮﻛﻢ،
-ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻚ ﻳﺎ ﺻﺪّﻳﻖ-
ﻓﺈﻥ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﻖ ﻓﺄﻋﻴﻨﻮﻧﻰ،
ﻭﺇﻥ ﺭﺃﻳﺘﻤﻮﻧﻰ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺴﺪّﺩﻭﻧﻰ،
ﺃﻃﻴﻌﻮﻧﻰ ﻣﺎ ﺃﻃﻌﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻴﻜﻢ، ﻓﺈﺫﺍ
ﻋﺼﻴﺘﻪ ﻓﻼ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻰ ﻋﻠﻴﻜﻢ.
ﺃﻻ ﺇﻥ ﺃﻗﻮﺍﻛﻢ ﻋﻨﺪﻯ ﺍﻟﻀﻌﻴﻒ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺬ
ﺍﻟﺤﻖ ﻟﻪ،
ﻭﺃﺿﻌﻔﻜﻢ ﻋﻨﺪﻯ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﺁﺧﺬ ﺍﻟﺤﻖ
ﻣﻨﻪ..
ﺃﻗﻮﻝ ﻗﻮﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﻭﺃﺳﺘﻐﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻰ ﻭﻟﻜﻢ '
ﻭ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺄﺗﻴﻚ ﺍﻟﺪﻣﻮﻉ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺘﺬﻛﺮ ﻭ ﺗﻘﺎﺭﻥ
ﺛﻢ ﻟﻤﺎ ﺍﺣﺘﻀﺮ ﺍﻟﺼﺪّﻳﻖ -ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ- ﻭ
ﺷﺎﺭﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻭﻟّﻰ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﺧﻴﺮ ﺭﺟﻞ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺔ
ﺑﻌﺪ ﻣﺸﺎﻭﺭﺓ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ
ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄّﺎﺏ
ﻓﺤﺰﻥ ﺍﻟﻔﺎﺭﻭﻕ ﺣﺰﻧﺎ ﺷﺪﻳﺪﺍ
ﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ :
"ﺭﺣﻤﻚ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﺑﻜﺮ ، ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ ﺑﻲ"
ﻭﺟﺎﺀ ﻓﻰ ﺧﻄﺒﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ':
(ﺑﻠﻐﻨﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺧﺎﻓﻮﺍ ﺷﺪﺗﻲ ﻭﻫﺎﺑﻮﺍ
ﻏﻠﻈﺘﻲ،
ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ: ﻟﻘﺪ ﺍﺷﺘﺪ ﻋﻤﺮ ﻭﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻴﻦ
ﺃﻇﻬﺮﻧﺎ،
ﻭﺍﺷﺘﺪ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻭﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﻭﺍﻟﻴﻨﺎ ﺩﻭﻧﻪ، ﻓﻜﻴﻒ
ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺇﻟﻴﻪ؟!
ﺃﻻ ﻓﺎﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻳﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ!
ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﺪﺓ ﻗﺪ ﺃﺿﻌﻔﺖ -ﺃﻱ:
ﺗﻀﺎﻋﻔﺖ- ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﺃﻣﺎ ﺃﻫﻞ
ﺍﻟﺴﻼﻣﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺍﻟﻘﺼﺪ ﻓﺄﻧﺎ ﺃﻟﻴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ
ﻣﻦ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻟﺴﺖ ﺃﺩﻉ ﺃﺣﺪﺍً
ﻳﻈﻠﻢ ﺃﺣﺪﺍً ﺃﻭ ﻳﻌﺘﺪﻱ ﻋﻠﻴﻪ، ﺣﺘﻰ ﺃﺿﻊ ﺧﺪﻩ
ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺃﺿﻊ ﻗﺪﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺧﺪﻩ
ﺍﻵﺧﺮ؛ ﺣﺘﻰ ﻳﺬﻋﻦ ﻟﻠﺤﻖ، ﻭﺇﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺷﺪﺗﻲ
ﺗﻠﻚ ﻷﺿﻊ ﺧﺪﻱ ﺃﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻷﻫﻞ
ﺍﻟﻜﻔﺎﻑ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﻔﺎﻑ).
ﺭﺟﻞ ﻣﻦ ﺻﻤﻴﻢ ﺍﻷﻣﺔ ﻳﻄﻠﺐ ﺃﻥ ﻳُﻌﺎﻥ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺃﻥ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻳﺮﻯ
ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﻪ ﺳﻴﺎﺟًﺎ ﻟﻠﻤﺼﺎﻟﺢ
ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻻ ﻣﺼﻴﺪﺓ ﻟﻠﻤﻨﺎﻓﻊ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻭﻻ ﺑﺎﺑًﺎ
ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻄﺮ ﻭﺍﻟﻄﻐﻴﺎﻥ.
ﺫﻟﻚ ﻫﻮ ﺃﺩﺏ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺍﻟﺬﻯ ﺧﻂ ﻣﺼﺎﺭﻉ
ﺍﻟﺠﺒﺎﺑﺮﺓ ﻓﻰ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ
ﻭﺣﻂ ﻣﻨﺎﺯﻟﻬﻢ ﻓﻰ ﺍﻵﺧﺮﺓ.
ﺁﺧﺮ ﻛﻼﻣﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
(ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﻧﺠﻌﻠﻬﺎ ﻟﻠﺬﻳﻦ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ
ﻋﻠﻮﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﻻ ﻓﺴﺎﺩﺍ ﻭﺍﻟﻌﺎﻗﺒﺔ
ﻟﻠﻤﺘﻘﻴﻦ)”
تعليق