بسم الله الرحمن الرحيم
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺘﻔﻨﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻳﻨﺸﺌﻮﻥ
ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ..ﻭﻣﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻷﺩﺏ ( ﻓﻦ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ) ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﻮﺍ:
( ﻟﻜﻞ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻘﺎﻝ)!!!
ﻓﺬﺍﻙ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺫﺍﺕ
ﻣﺮﺓ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻥ..ﻓﺴﺄﻝ ﻭﺯﻳﺮﻩ
ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ:ﻣﺎ ﻫﺬﻩ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ:ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ.
ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻥ؟
ﻷﻥ ﺃﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ
(ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻥ) ﻓﺎﻟﻮﺯﻳﺮ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻃﺐ
ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺗﺤﻠﻰ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ..
ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺳﺄﻝ ﺍﺑﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ:ﻣﺎ
ﺟﻤﻊ ﻣﺴﻮﺍﻙ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻭﻟﺪﻩ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ: ﺟﻤﻊ ﻣﺴﻮﺍﻙ
ﻫﻮ ( ﺿﺪ ﻣﺤﺎﺳﻨﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ )..
ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﻮﻟﺪ ( ﻣﺴﺎﻭﻳﻚ ) ﻷﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻗﻮّﻡ
ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺣﻠّﻰ ﻃﺒﺎﻋﻪ..
ﻭﻟﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ:
ﺃﻧﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻗﺎﺋﻼ:" ( ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻲ .. ﻭﺃﻧﺎ
ﻭﻟﺪﺕ ﻗﺒﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ )
ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﻤﻘﺎﻡ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻀﻤﻦ
ﺟﻴﻼً "ﺭﺍﻗﻴﺎً" ﻓﻲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ..
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻣﻦ ﺭَﻓَﻖَ ﺑﻌﺒﺎﺩِ ﺍﻟﻠﻪ ﺭَﻓَﻖَ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ،* ﻭﻣﻦ
ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺭﺣﻤﻪ،* ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ
ﺇﻟﻴﻪ، ﺍﻟﻠﻪ*
(ﺍﻟﻮﺍﺑﻞ ﺍﻟﺼﻴﺐ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ )
"
ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻳﺘﻔﻨﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﺏ ﻭﻳﻨﺸﺌﻮﻥ
ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻋﻠﻴﻪ..ﻭﻣﻦ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻷﺩﺏ ( ﻓﻦ
ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ) ﺣﺘﻰ ﻗﺎﻟﻮﺍ:
( ﻟﻜﻞ ﻣﻘﺎﻡ ﻣﻘﺎﻝ)!!!
ﻓﺬﺍﻙ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﺭﺃﻯ ﻓﻲ ﺑﻴﺘﻪ ﺫﺍﺕ
ﻣﺮﺓ ﺣﺰﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻥ..ﻓﺴﺄﻝ ﻭﺯﻳﺮﻩ
ﺍﻟﻔﻀﻞ ﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ:ﻣﺎ ﻫﺬﻩ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ:ﻋﺮﻭﻕ ﺍﻟﺮﻣﺎﺡ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ.
ﺃﺗﺪﺭﻭﻥ ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﻟﻪ ﺇﻧﻬﺎ ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻥ؟
ﻷﻥ ﺃﻡ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺍﻟﺮﺷﻴﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﺳﻤﻬﺎ
(ﺍﻟﺨﻴﺰﺭﺍﻥ) ﻓﺎﻟﻮﺯﻳﺮ ﻳﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﻳﺨﺎﻃﺐ
ﻓﻠﺬﻟﻚ ﺗﺤﻠﻰ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ..
ﻭﺃﺣﺪ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﺳﺄﻝ ﺍﺑﻨﻪ ﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻻﺧﺘﺒﺎﺭ:ﻣﺎ
ﺟﻤﻊ ﻣﺴﻮﺍﻙ؟
ﻓﺄﺟﺎﺑﻪ ﻭﻟﺪﻩ ﺑﺎﻷﺩﺏ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ: ﺟﻤﻊ ﻣﺴﻮﺍﻙ
ﻫﻮ ( ﺿﺪ ﻣﺤﺎﺳﻨﻚ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ )..
ﻓﻠﻢ ﻳﻘﻞ ﺍﻟﻮﻟﺪ ( ﻣﺴﺎﻭﻳﻚ ) ﻷﻥ ﺍﻷﺩﺏ ﻗﻮّﻡ
ﻟﺴﺎﻧﻪ ﻭﺣﻠّﻰ ﻃﺒﺎﻋﻪ..
ﻭﻟﻤﺎ ﺳﺌﻞ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ ﻭﻋﻦ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﺃﺟﻤﻌﻴﻦ:
ﺃﻧﺖ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ
ﻭﺳﻠﻢ؟
ﻓﺄﺟﺎﺏ ﺍﻟﻌﺒﺎﺱ ﻗﺎﺋﻼ:" ( ﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻲ .. ﻭﺃﻧﺎ
ﻭﻟﺪﺕ ﻗﺒﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ )
ﻣﺎ ﺃﺟﻤﻠﻬﺎ ﻣﻦ ﺇﺟﺎﺑﺔ ﻓﻲ ﻗﻤﺔ ﺍﻷﺩﺏ ﻟﻤﻘﺎﻡ
ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ
ﻓﻌﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻌﻴﺮ ﺍﻫﺘﻤﺎﻣﻨﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻣﻦ
ﺍﻟﺨﻠﻖ ﻭﺍﻷﺩﺏ ﻓﻲ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﺣﺘﻰ ﻧﻀﻤﻦ
ﺟﻴﻼً "ﺭﺍﻗﻴﺎً" ﻓﻲ ﻓﻨﻮﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ..
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ:
ﻣﻦ ﺭَﻓَﻖَ ﺑﻌﺒﺎﺩِ ﺍﻟﻠﻪ ﺭَﻓَﻖَ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ،* ﻭﻣﻦ
ﺭﺣﻤﻬﻢ ﺭﺣﻤﻪ،* ﻭﻣﻦ ﺃﺣﺴﻦ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﺃﺣﺴﻦ
ﺇﻟﻴﻪ، ﺍﻟﻠﻪ*
(ﺍﻟﻮﺍﺑﻞ ﺍﻟﺼﻴﺐ ﻻﺑﻦ ﺍﻟﻘﻴﻢ )
"
تعليق