إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التجارة فطنة وذكاء ، أم مهارة وشطارة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التجارة فطنة وذكاء ، أم مهارة وشطارة





    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم


    أمـا بعــد..

    ففي عالم الدنيا وصراعاتها المتزايدة واستحداث أساليب التفوق المتطورة، تَتطور مفاهيم الإقتصاد المؤدي لقوة الدول والأفراد، ثم تُفرض السيطرة!!

    يتصارع بعض الناس على البقاء في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وهى لابقاء لها،
    فيتصارعون لجمع الأموال بحساب المكسب والخسارة، ويهرعون إلى التجارة،
    و التِّجَارَة هى تَقْليبُ المال لِغَرَض الرِّبح، والتِّجَارَة أيضا هى حِرفةُ التَّاجِر بقاعدة إقتصادية رئيسية قائمة على مبدأ جُبنِ رأس المال

    ولأن رأس المال جبان كمفهوم إقتصادي إيجابي مبني على الإحتمالات، مما يدفع المستثمر إلى البحث عن أفضل طرق الربح والمكسب متجنبا طرق الخسارة،
    فإنه لا يُقدم على شيئ إلا بعد دراسة متأنية حذرة، وصولا للهدف المخطط في دراسته للجدوى، وبحسب قدرته ومهارته على إدارة الأموال




    وكما قالو في الأمثال: التِّـجَــارَة شَـطَــارَة


    والشطارة بمعجم اللغة العربية المعاصر، تعني:
    حُسن تصرّف ومهارة في تدبُّر الأمور ، وقدرة على التخلّص من المشاكل

    إذن وبمقاييس الدنيا الخادعة؛ فإن مهارة التاجر من شأنها نمو تجارته وزيادة أمواله!!

    لكن الأمر يختلف تماما لمن أسلم نفسه لله، وآمن به وحده سبحانه؛ فحارب نفسه وهَـواهُ
    وآمن بأن الأمر كله بيدهِ جَـلَّ في عُـلَاه، مُقّسِّم الأرزاق ومُعْطِي كُلَّ عبدٍ حَسْبَ مَسْعَاهُ







    فليس هناك شطارة ولا مهارة ولا قدرة ولا تدبر لأي أمر في الدنيا لدى الإنسان؛
    عند التاجر بأي حال، ولا عند كَائِنٍ من كان.. أيَّاً ما كان، من أول الخلق ولآخر الزَّمان
    فالأمر كله لله وحده وبيده سبحانه مدبر الأمر وخالق الأكوان


    هو الذي بغير حساب يرزق ويهب بفضله من يشاء
    فيمنع عمن يشاء ويعـز من يشاء ويذل من يشـاء
    هو الله كريم الجود كبير الإحسـان وواهب العطاء
    سبحـانه مالك الملك وحده، رب الأرض والسماء



    ولأن التجارة شطارة؛ كما قالوا فيما لا يفقهوا
    فإنها كل الشطارة لمن علموا وتيقنوا وتفقهوا



    وهى كل الشطارة بحسن التصرف والمهارة
    لمن فطنوا وأدركوا حقيقتها وسعـوا بجدارة
    بتوفيق ربهم يرزقهم ويزيدهم دون خسارة
    رابحة حقا مع الله سبحانه هي تلك التجارة













    هى التجارة الرابحة، تجارة مع الله رب العالمين





    فالتِّجارة الرَّابحة تجارةٌ ليست ككلِّ تجارةٍ
    هي تجارة لا تعرف الخسارة، وصاحبها دائمًا في زيادةٍ
    هِيَ تِجَارَةٌ الرَّابِحُ فيها طَرَفٌ واحِدٌ؛ وهُو العبدُ إذَا كَانَ مِن أهلِهَا



    هى التجارة الرابحة، تجارة مع الله رب العالمين





    هي تجارة مع ملك الملوك وأغني الأغنياء ومن بيده خزائن كلِّ شيءٍ
    القائل في كتابه الكريم:

    {
    إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ } التَّوبة: 111

    تلك هي (التِّجارة الرَّابحة) تجارة الحسنات، تجارة لا تعرف الدِّينار والدِّرهم!


    فهـل نحـن مـن أهـلـهــا؟!





    قال الله تعالى:

    { الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا } الكهف: 46

    قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: "إنَّها كلُّ عملٍ صالحٍ من قولٍ أو فعلٍ يبقي للآخرة".



    هى التجارة الرابحة، تجارة مع الله رب العالمين






    هِيَ التِّجَارَةُ الَّتِي لَنْ تَبُوَر ، رَابِحَةٌ بِأَمْرِ اللهِ الْمُجِيبُ الْغَفُور

    القائل في كتابه العزيز:

    {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّـهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ } فاطر: 29

    يقول الإمام القرطبي -رحمه الله- موجزا:
    هذه آية القُراء العَامِلين العَالمِين الذين يقيمون الصلاة الفرض والنفل , وكذا في الإنفاق


    ونقلا عن الإمام السعدي رحمه الله (بتصرف):
    يتَّبِعونَ الله في أوامره فيَمْتثِلُونَها، وفي نواهيه فَيتْرُكُونَها، ويتلون أيضا ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتَتَّبُعِهَا واستخراجها
    يُقيمون الصلاة التي هي عماد الدين، ويُنفقون على الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم،
    يرجون تجارة لن تَكْسَدَ وتَفْسَد، ومِن أَجَلِّ التِّجارات وأعَلَاها وأفضلها،
    ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، مُخلصون بأعمالهم


    هى التجارة الرابحة، تجارة مع الله رب العالمين




    فالتُّجَارُ نَوعَان: مُتَاجِرٌ يَنْشُدُ دُنْيَا، ومُتَاجِرٌ مَعَ اللهِ يَأْمَلُ الْأَمَان

    وَكُلٌّ يَخْتَلِفُ قَصْدهُ وَغَايَاتهُ، وكُلٌّ عِنْدَهُ مُعْطَياتُه، وَوُهِبَ الْبَيَان

    فَالُمُعْطَيَاتُ رأَسُ مَالِ الإثْنَان، لَكِنَّ بَينَهُما فَارِقٌ كَبيرٌ وَشَتَّان

    فَتَاجَرُ الدُنْيا رأسُ مالُه جبان؛ مُهَددٌ ومُعَرضٌ لهلاكٍ وفُقْدَان

    وَتاجرٌ مَعَ الله رأس مَالُهُ إيمَان؛ يَرزقُهُ اللهُ زِيادَةً بِلا نُقْصَان

    إذا ماصَبَر وشَكَر ودَاوَمَ على عَمَلٍ صَالِحٍ يَرزقُهُ بهِ الرَّحْمَن

    فلا سَبيِلَ لعبدٍ يَرومُ فوزاً برضا ربِّهِ، ويَأْمَلُ بُلوغَاً لأعلَى الجِنَان

    سِويَ الدعاءَ؛ خالصاً بقَلبهِ شَاكِراً لربِّهِ حَامِداً لِفَضْلِه، وبِهِ اسْتَعَان

    ليعيش دُنياهُ تَارِكاً شَهْواهُ مُتَزَوِّداً بالطَّاعةِ، وكُلُّ مُنَاهُ زيَادةَ الإيمان

    يحذَرُ معاصِي وذُنوب ودائما لرَّبهِ يتَوب، راجياً لعفوٍ ونَيْلٍ للغفران

    فلا نجاةَ لنا إلا بتحقيقِ الإيمان، فَضْلاً وتوفيقاً من ربنا الُمسْتَعَان

    ولا سبيلَ لدينا سِوَي الدُّعَاء الخالِص لرَّبنا السَّميعُ الُمجيبُ المنَّان


    والإيمان نصفه صبر ونصفه شكر، كما قال الإمام بن القيم رحمه الله في كتاب الفوائد :

    وإنما كان الصبر والشكر سببا لانتفاع صاحبهما بالآيات , لأن الايمان يبنى على الصبر والشكر,
    فنصفه صبر ونصفه شكر, فعلى حسب صبر العبد وشكره تكون قوة إيمانه











    إنها حقا هى التجارة الرابحة

    التجارة مع الله رب العالمين؛ ولا تتحق إلا بتحقيق الإيمان




    فَتِجَـارَةُ عَبْـدٍ رَابِحَـةٍ هِيَ الْعِـزُّ والثَّـرّاء

    بِتَمَـامِ إيمَـانِهِ حُبَّاً وقُرْبَاً، وسَعْيَاً لِرَجَاء

    الصَّبْـــرِ؛ وَالصَّبْرُ بُشْرَىَ لِمُطْئَنٍ بِقَضَاء

    وَالشُّكُرِ للهِ وَحْدَهُ؛ والشُّكْرُ زِيَادَةٌ ونَمَاء

    فَحَمْدُ اللهِ عِبَادَةً ، وَالْحَمْـدُ أَفَضَلَ دُعَاء












    أدام الله علينا وعليكم نعمه ظاهرة وباطنة، ورزقنا وإياكم تمام الإيمان كما يحب ويرضى عنا
    وأدام علينا وعليكم نعمة حمده وشكره وحسن عبادته

    فضلاً، تابعوا هذا الموضوع عن نعمة حمد الله تعالى وشكره، وفقني الله بفضله في نقله وتجميعه راجيا عفوه ومغفرته ورحمته،
    سائلكم الدعاء وتحمل الإطالة حتى نهاية الموضوع، عسى أن تجدوا فيه فائدة ونفعا بإذن الله تعالى:

    سبحان من وهب لنا نعمة الحمد والدعاء ، وكفى بها نعمة من رب الأرض والسماء



    إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
    والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
    يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

    الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

  • #2
    رد: التجارة فطنة وذكاء ، أم مهارة وشطارة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
    جزاك الله خيراً أخي الحبيب
    وفقك الله لما يُحِب ويرضى

    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: التجارة فطنة وذكاء ، أم مهارة وشطارة

      المشاركة الأصلية بواسطة أبوساجد الشامي مشاهدة المشاركة
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
      جزاك الله خيراً أخي الحبيب
      وفقك الله لما يُحِب ويرضى

      اللهم آمين آمين، ولك بمثل
      بارك الله فيك أخي وحبيبي في الله وجزاك خير الجزاء

      إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
      والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
      يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

      الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

      تعليق


      • #4
        رد: التجارة فطنة وذكاء ، أم مهارة وشطارة

        جزاك الله خيراً اخي الحبيب


        اللهمّ صلّ على محمد
        عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
        اللهم اغفر لي ولأبي ولأمي ولجميع المسلمين والمسلمات


        تعليق


        • #5
          رد: التجارة فطنة وذكاء ، أم مهارة وشطارة

          المشاركة الأصلية بواسطة ابواسية مشاهدة المشاركة
          جزاك الله خيراً اخي الحبيب


          وجزاك ربي خير الجزاء وبارك فيك يا حبيبي في الله


          إنّ من جملة الهجر أن يهجر المرء الإعتقاد الفاسد إلى الإعتقاد الصحيح،
          والسلوك الفاسد إلى السلوك الصحيح، والفقه الفاسد إلى الفقه الصحيح،
          يهجُر البدعة إلى السنة، ويهجر المعصية إلى الطاعة.

          الشيخ/ أبو اسحق الحويني ، حفظه الله

          تعليق

          يعمل...
          X