أين أثرك؟
جرت سُنة الحياة أن كلَّ مَن سكن هذه الأرض سيأتي عليه يوم ويغادرها،
قد يغادرها كما وُجِد عليها، دون أن يُضِيف شيئًا،
فيبقى رقمًا زائدًا، لا يشعر بوجوده حتى مَن حوله
وعلى العكس -النقيض- مؤمن حق، يعلم أنه وُجِد في هذه الحياة ليكون سِفرًا،
فلم يرضَ أن يكون على هامش الحياة، ولم يرضَ بالدون،
فسعى لأن يكون خليفة في الأرض:
شمس تُشرِق، ونجم يَسطَع، يَهتدِي به الحائر
ذلك المؤمن الذي جعل عالي الفردوس غاية له، ومضى في هذه الأرض يُجدُّ السير،
مُخلِّف الدعة والراحة؛إعمارًا ونفعًا لنفسه وللأمة كلها،
فترى فيه ما يعانق الجبال شموخًا، ويلمس عزة ورسوخًا
وضوح أهدافه، وسلامة غاياته، تُنبئك عن عِظَم تلك الغاية التي يخوض في هذه اللجج من أجله،
فلما غادر هذه الحياة، بقي بعده أثره، ذلك الأثر الذي نبحث عنه وندعو إليه
مات وما ماتت فضائله، فسطر بحروف من نور صفحات سماء الدنيا، فأنار القلوب،
ألا تستحق الحياة أن تضيف عليها شيئًا جديدًا لم يضفه الآخرون؛ لنعيش ونجسد معنى خلفاء الأرض
وكن رجلاً إذا أتوا بعده، يقولون: مَرَّ وهذا هو الأثر
منقول مع التطوير
كن في الدنيا كعابر سبيل
واترك ورائك كل اثر جميل
فما نحن فيها الا ضيوف
وما على الضيف الا الرحيل
تعليق