إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين, وبعد:
    لا تتركِ الداء يسري في مرابعنا---وتنعت الأعداء بالتقصير والخللِ
    * إن أساس ذلنا وهواننا وعجزنا عن إنقاذ إخواننا المضطهدين في شتى بقاع الأرض ليس من أعدائنا بل هو من أنفسنا وممن ضيعوا الأمة عن التمسك الحق بالدين الذي هو سبيل العز والتمكين وتحقيق النصر الشامل لأمتنا, قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلاً لا يرفعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم) صحيح الجامع 423. وعندما تكون الأمة الإسلامية أمة الحق محققة لشرط التمكين فلن تعجز عن إنقاذ إخوانها وتأديب المعتدين, ولن تستطيع منعها من ذلك أي قوة أياً ما كانت, قال تعالى: (إن تنصروا الله ينصركم) "محمد:7", بل وقتها لن يتجرأ الأعداء على دمائنا وأعراضنا ومقدساتنا كما يتجرؤون الآن.
    وأتألم كثيراً من كثرة اللوم منا على أعداء الأمة -سواءً الفاعلين أو المتآمرين أو الساكتين- عندما يأتي الحديث عن مآسينا والواقع المؤلم والعجز المفجع بدون أن نُركز بشكل كافٍ على أن أساس المشكلة هو في عجزنا نحن عن إنقاذهم, والذي حصل من ذنوبنا وتقصيرنا في حق الله, فكنا بذلك سبباً هاما في استمرار ذبحهم واستئساد أعداء الدين عليهم وعلى أمتنا, وكان من يضيعنا عن طريق الحق قائماً بخيانة عظمى لنا ولأمتنا, ودوره أخطر من دور أعداء الدين الواضح مكرهم وكيدهم وخطرهم.
    إننا بمثل هذا الطرح قد نخدع أنفسنا وأمتنا وكأننا نتغاضى عن تقصيرنا وعن تقصير من أوصلونا لهذا الحال بإبعادهم مجتمعات المسلمين عن التمسك الحق بالدين وقيمه ومبادئه. ويكفي مثالاً صارخا لذلك ما يحدث في وسائل الإعلام والقنوات التي تجاهر العظيم سبحانه بالليل والنهار بالطامات مما لا يرضاه ومما يفسد ويضيع, ويجعل الأمة تعيش في لهو وانشغال بالدنيا, بل بانشغال فيما يحرم ولا يجوز ويؤخر عودة العز لأمة الإسلام.

    * والنهج الذي يربينا عليه ديننا هو أن نهتم بأخطائنا أكثر من اهتمامنا بأعدائنا وكيدهم ومكرهم؛ قال تعالى: (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا) " آل عمران:120",... نعم لا بد من فضح الأعداء ومؤامراتهم, ولكن لا نجعلها الأساس وننسى الداء الأهم من تقصيرٍ منا وممن ضيعوا ويضيعون الأمة عن الحق والهدى, والذين هم كما ذُكر أخطر علينا من أعدائنا, وإن كانوا هم بأفعالهم صنيعة أعداء الدين وإن تكلموا وخدعونا بأنهم منا وحريصون على الخير لأمتنا.
    بل إننا عندما ننتهج التركيز على الأعداء فكأننا نحمي من ضيعوا الأمة من النقد, وكأني بالماكرين من أعداء الدين -ممن يحركون أيدٍ خفية لتضييع المسلمين- يقفون فرحين بهذا النهج الذي يؤدي بشكل غير مباشر إلى إبعاد الأمة عن مكمن الداء وحماية أيديهم الخفية من المسؤولية تجاه هذا الواقع المؤلم المشين الخطير الذي تعيشه أمتنا في عصرنا الحاضر من هوان وذل وعجز وخذلان بلغ حداً لا يكاد يوصف.

    * أيضاً إلى متى ونحن مع كل مأساة ومذابح نعيشها نقول لأفراد أمتنا فقـــــط تصدقوا وادعوا لإخوانكم المذبحين والذين يبادون شر إبادة في شتى أرجاء الأرض بــــدون أن نحفزهم ونذكرهم بالواجب الأساس على كل فرد مسلم في إصلاح حال نفسه وأمته ليعود عز الأمة ومجدها فتُنقذ مباشرةً أبناءها المضطهدين. والتحرك بالصدقة والدعم والدعاء أمر مهم جداً بلا شك, ولكـــن أن يكون هذا فقط هو جُلُّ تركيزنا وطرحنا على مدى عشرات السنين بدون أن نركز ونشير إلى الواجب الأساس وبدون تذكير المسلمين بحقيقة سبب مأساة الهوان والعجز الذي نعيشه يعتبر نقصاً يؤدي إلى أننا من ناحية ننقذ أمتنا ومن ناحية أخرى نطيل معاناتها إذ لم نعالج المرض الذي منه نتجت وتنتج كل الأعراض.

    * ومن الماضي وتاريخنا تُستلهم العبر؛ فإن النهج الذي سلكه المصلحون في منهجهم الإصلاحي في الفترة التي سبقت وكانت سبباً في ظهور صلاح الدين وجيله الذين تحقق النصر على أيديهم واسترجعوا وقتها عز الأمة وقدسها, كان نهجاً يقوم على نقد الذات أكثر من التركيز على نقد الأعداء أو التخوف والتخويف من قوتهم وعداوتهم؛ انظر كتاب "هكذا ظهر جيل صلاح الدين وهكذا عادت القدس" للدكتور ماجد الكيلاني.
    ولو انتقدنا أعداءنا مهما انتقدنا, ولو فضحنا شرهم مهما فضحنا بدون الإصلاح الذي يؤدي إلى النصر فإننا لا نكون حققنا الأولويات, بل من أسباب استمرار أعداء الدين في ضلالهم وجبروتهم وطغيانهم وشتى انحرافاتهم هو هذا الواقع المتناقض الذي أُبعِدت فيه أمتنا عن الحماس الكبير لدينها والتزامها الحق به ونشرها له في العالمين ليهتدي حتى من يريدون القتل والكيد بنا. فبعض من يذبحون أمتنا حالياً ربما كانوا من المسلمين لو كانت الأمة على ما ينبغي ان تكون عليه؛ أمةً قائدة هادية مصلحة للأمم والشعوب, بدلاً من أن تُجعل أمة لهوٍ وتُخدر بمعاصٍ ومنكرات تُلهيها عن الحماس لدينها والعمل له.

    * وأختم بهذه الأبيات لشاعر الأمة د عبدالرحمن العشماوي من قصيدته الرائعة "عتابٌ إلى أمتي!" التي ركزَّ فيها ببلاغة عن الداء الذي أوصلنا لهذا الحال الذي لم يمرعلى أمتنا مثله على مدى تاريخها من ناحية درجة الذل واستمرار العجز, خاصةً أننا نرى الذبح والإبادة الشديدين جداً أمام أعيننا على مدى أعوام وأعوام:

    يا أمة الإسلام ، كنــــتِ عزيزة --- بالأمسِ ، لم تقفي على الأعتابِ
    ماذا جرى حتــــى غدوتِ ذليلةً --- مكســـــورة النظرات والأهدابِ
    لا ، لا تجيبي ما سألتُكِ طالبــاً --- منك الجوابَ، فقد عرفتُ جوابي
    فرطتِ في الإِسلام، هذا كل ما --- في الأمر ، لم تسترشدي بكتابِ
    لم تجعلــي للدين وزناً صادقــاً --- وغرقـــــتِ في رُتَبٍ وفي ألقابِ .
    د مهدي قاضي 9/3/1435
    المشرف على موقع عودة ودعوة
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة -لطفي-; الساعة 02-03-2014, 11:54 PM. سبب آخر: إضافة سند حديث
    رحمك الله يا أمي
    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
    وظني بكـَ لايخيبُ

  • #2
    رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

    بارك الله أخي الحبيب ابراهيم
    وسلمت يداك يا غالي
    اللهمّ صلّ على محمد
    عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
    اللهم اغفر لي ولأبي ولأمي ولجميع المسلمين والمسلمات


    تعليق


    • #3
      رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

      يجب فعلا العودة
      والتركيز
      علي أخطاءنا
      واصلاحها
      بدل انتقاض العدو
      اللهمّ صلّ على محمد
      عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
      اللهم اغفر لي ولأبي ولأمي ولجميع المسلمين والمسلمات


      تعليق


      • #4
        رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        ما شاء الله .. اللهم بارك
        من أجمل ما قرأت في الأيام الأخيرة هذا المقال الرائع
        جزاك الله خيراً أخي الحبيب أبا الدرداء
        ولا تبخل علينا بمثل هذه الموضوعات ..

        وأسأل الله أن يرفع غضبه ومقته عنا
        وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اتباعه

        وفقك الله لما يُحب ويرضى

        التعديل الأخير تم بواسطة -لطفي-; الساعة 02-03-2014, 11:55 PM.

        قال الحسن البصري - رحمه الله :
        استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
        [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


        تعليق


        • #5
          رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

          اللهم آآمين
          ولكم بالمثل وزيادة
          جزاكم الله جنتان ذواتا أفنان
          رحمك الله يا أمي
          ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
          وظني بكـَ لايخيبُ

          تعليق


          • #6
            رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

            و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
            ما شاء الله حبيبي في الله أبو الدرداء
            موضوع مميز و رائع و قيم
            جزاكم الله كل خير يا غالي

            تعليق


            • #7
              رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

              للتثبيت

              تعليق


              • #8
                رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

                المشاركة الأصلية بواسطة لطفيATTOU مشاهدة المشاركة
                للتثبيت
                جزيت خيراً أخي الحبيب
                مفيش رساله مع التثبيت :)
                رحمك الله يا أمي
                ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                وظني بكـَ لايخيبُ

                تعليق


                • #9
                  رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

                  المشاركة الأصلية بواسطة ابوالدرداء ابراهيم السلفى مشاهدة المشاركة
                  جزيت خيراً أخي الحبيب
                  مفيش رساله مع التثبيت :)
                  لو ما كانت هذه الرسالة لما دخلت الموضوع ثانية
                  أحبك في الله يا غالي

                  تعليق


                  • #10
                    رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

                    المشاركة الأصلية بواسطة لطفيATTOU مشاهدة المشاركة
                    لو ما كانت هذه الرسالة لما دخلت الموضوع ثانية
                    أحبك في الله يا غالي
                    معقول بجد ماشي
                    أحبك الذي أحببتني من أجله
                    رحمك الله يا أمي
                    ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                    وظني بكـَ لايخيبُ

                    تعليق


                    • #11
                      رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

                      فعلا اخى ابراهيم هو من عند انفسنا نسال الله ان يستعملنا ولا يستبدلنا وان يرشدما جميعا للدلااله الخلق اليه وجزاك الله خيرا اخى الحبيب

                      تعليق


                      • #12
                        رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

                        نعيب زماننا وغيرنا والعيب فينا .
                        إن أصلحنا من أنفسنا بداية سيتغير كل شيئ وسينصرنا الله .
                        بارك الله فيك
                        موضوع قيم

                        تعليق


                        • #13
                          رد: لا تكثروا لوم الأعداء...فتُخدر الأمة عن الداء!

                          المشاركة الأصلية بواسطة وليد الزنارى مشاهدة المشاركة
                          فعلا اخى ابراهيم هو من عند انفسنا نسال الله ان يستعملنا ولا يستبدلنا وان يرشدما جميعا للدلااله الخلق اليه وجزاك الله خيرا اخى الحبيب
                          المشاركة الأصلية بواسطة الفاتح المصري مشاهدة المشاركة
                          نعيب زماننا وغيرنا والعيب فينا .
                          إن أصلحنا من أنفسنا بداية سيتغير كل شيئ وسينصرنا الله .
                          بارك الله فيك
                          موضوع قيم
                          جزاكم الله الجنة وزيادة
                          بوركم فيكم وفي تعقيبكم الطيب
                          رحمك الله يا أمي
                          ألا يستقيم أن نكون إخوانًا وإن لم نتفق!".الشافعي رحمه الله
                          وظني بكـَ لايخيبُ

                          تعليق

                          يعمل...
                          X