الرحمة ليست مجرد عاطفة عارضة أو شفقة وقتية مرتبطة
بموقف معين وإنما هي بطبيعتها ينبغي أن تكون خلقا ثابتا
ومتأصلا في النفس الإنسانية وشاملا لكل قيم السلوك الفاضل
في التعامل مع البشر ومع كل الكائنات الأخري في هذا الوجود
ومن هنا كانت الرحمة هي الهدف الأسمي والغاية العظمي
للرسالة الإسلامية كما جاء ذلك في القرآن الكريم في قول الله
لنبيه : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الأنبياء 107
وتأكيدا لذلك وترسيخا لهذه القيمة العظيمة في النفوس تكرر
مفهوم الرحمة مئات المرات في القرآن الكريم وفي الأحاديث
النبوية وفي أول كل سورة من سور القرآن الكريم وفضلا عن
ذلك فإن كل عمل يبدؤه المسلم يفتتحه في العادة بالقول " بسم
الله الرحمن الرحيم " وهذا بالتأكيد من شأنه أن يجعل قيمة
الرحمة حاضرة باستمرار في وعي الناس حتي يكون التعامل
فيما بينهم قائما علي هذا الأساس فالله هو الرحمن الرحيم
ورحمته وسعت كل شيء والله يحب من عباده أن يكونوا علي
صفته وأن يتخلقوا بأخلاقه وما دامت الرحمة من أبرز صفاته
فينبغي أن يكونوا رحماء فيما بينهم ولكننا للأسف الشديد نفتقد
هذه القيمة العظيمة في كثير من تعاملاتنا اليومية فالقسوة قد
حلت محل الرحمة في كثير من علاقات الناس اليومية
وتعاملاتهم الحياتية والأمثلة على ذلك كثيرة : فهناك الأب الذي
يقسو علي أبنائه والأولاد الذين يقسون علي آبائهم ويتنكرون
لكل ما قدموه لهم والزوج الذي يقسوعلي زوجته والزوجة التي
تقسو علي زوجها والرئيس في العمل الذي يقسو علي
مرؤوسيه والموظف الذي يقسو علي المواطنين وقد شبه الله
قلوب هؤلاء الذين قست قلوبهم ونزعت منها الرحمة بأنها
"كالحجارة أو أشد قسوة " البقرة 74 وهذه ظواهر غريبة علي"
مجتمعنا المعروف بالإعتدال علي مدى تاريخه الطويل فتقاليده
الدينية منذ التاريخ القديم تنطلق من قيم التسامح والمحبة
والرحمة ومن هنا نفهم لماذا كان تركيز الإسلام علي هذه القيمة
بالذات أكثر من تركيزه علي أي قيمة أخري لأنها المفهوم
الجامع لكل قيم الحق والخير في هذا الوجود ومن أجل ذلك أكد
عليها النبي تأكيدا واضحا في العديد من الأحاديث النبوية ومن
"ذلك قوله : " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
رواه الترمذي وقوله : " الراحمون يرحمهم الرحمن " رواه
الأمام أحمد في مسنده كما أكد في الوقت نفسه علي التمسك
بهذا الخلق في التعامل مع الحيوان في قوله : " اتقوا الله في
هذه البهائم العجماوات " رواه أبو داود لأنها لا تستطيع أن
تفصح عما في نفسها أو تعبر عما تشعر به
والرحمة هي الخلق الذي يمثل سياجا منيعا لحماية الحياة في
شتي صورها من مختلف الأخطار
منقول
بموقف معين وإنما هي بطبيعتها ينبغي أن تكون خلقا ثابتا
ومتأصلا في النفس الإنسانية وشاملا لكل قيم السلوك الفاضل
في التعامل مع البشر ومع كل الكائنات الأخري في هذا الوجود
ومن هنا كانت الرحمة هي الهدف الأسمي والغاية العظمي
للرسالة الإسلامية كما جاء ذلك في القرآن الكريم في قول الله
لنبيه : " وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين " الأنبياء 107
وتأكيدا لذلك وترسيخا لهذه القيمة العظيمة في النفوس تكرر
مفهوم الرحمة مئات المرات في القرآن الكريم وفي الأحاديث
النبوية وفي أول كل سورة من سور القرآن الكريم وفضلا عن
ذلك فإن كل عمل يبدؤه المسلم يفتتحه في العادة بالقول " بسم
الله الرحمن الرحيم " وهذا بالتأكيد من شأنه أن يجعل قيمة
الرحمة حاضرة باستمرار في وعي الناس حتي يكون التعامل
فيما بينهم قائما علي هذا الأساس فالله هو الرحمن الرحيم
ورحمته وسعت كل شيء والله يحب من عباده أن يكونوا علي
صفته وأن يتخلقوا بأخلاقه وما دامت الرحمة من أبرز صفاته
فينبغي أن يكونوا رحماء فيما بينهم ولكننا للأسف الشديد نفتقد
هذه القيمة العظيمة في كثير من تعاملاتنا اليومية فالقسوة قد
حلت محل الرحمة في كثير من علاقات الناس اليومية
وتعاملاتهم الحياتية والأمثلة على ذلك كثيرة : فهناك الأب الذي
يقسو علي أبنائه والأولاد الذين يقسون علي آبائهم ويتنكرون
لكل ما قدموه لهم والزوج الذي يقسوعلي زوجته والزوجة التي
تقسو علي زوجها والرئيس في العمل الذي يقسو علي
مرؤوسيه والموظف الذي يقسو علي المواطنين وقد شبه الله
قلوب هؤلاء الذين قست قلوبهم ونزعت منها الرحمة بأنها
"كالحجارة أو أشد قسوة " البقرة 74 وهذه ظواهر غريبة علي"
مجتمعنا المعروف بالإعتدال علي مدى تاريخه الطويل فتقاليده
الدينية منذ التاريخ القديم تنطلق من قيم التسامح والمحبة
والرحمة ومن هنا نفهم لماذا كان تركيز الإسلام علي هذه القيمة
بالذات أكثر من تركيزه علي أي قيمة أخري لأنها المفهوم
الجامع لكل قيم الحق والخير في هذا الوجود ومن أجل ذلك أكد
عليها النبي تأكيدا واضحا في العديد من الأحاديث النبوية ومن
"ذلك قوله : " ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
رواه الترمذي وقوله : " الراحمون يرحمهم الرحمن " رواه
الأمام أحمد في مسنده كما أكد في الوقت نفسه علي التمسك
بهذا الخلق في التعامل مع الحيوان في قوله : " اتقوا الله في
هذه البهائم العجماوات " رواه أبو داود لأنها لا تستطيع أن
تفصح عما في نفسها أو تعبر عما تشعر به
والرحمة هي الخلق الذي يمثل سياجا منيعا لحماية الحياة في
شتي صورها من مختلف الأخطار
منقول
تعليق