Tweet
[بقلمي] الفرق بين المداراة و المداهنة من كتاب منَّة رب الأرض وسمائها بفضل الحكمة وكيفية اكتسابها
** الفرق بين المداراة و المداهنة:
قال القاضي حسين([1])×: والفرق بين المداراة والمداهنة، أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا وهي مباحة وربما استحسنت، والمداهنة بذل الدين لصلاح الدنيا، وتبعه علي ذلك القرطبي([2]).([3])
وقال ابن بطال ([4])×: المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول وذلك من أقوى أسباب الألفة، وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط، لأن المداراة مندوب إليها والمداهنة محرمة، والفرق أن المداهنة من الدهان وهو الّذي يظهر على الشيء ويستر باطنه، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، والمداراة هي الرّفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهى عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك([5]).
وقال الإمام الغزالي([6]) ×: في إحياء الفرق بين المداراة والمداهنة بالغرض الباعث على الإغضاء فإن أغضيت للأمة دينك ولما ترى فيه من إصلاح أخيك بالإغضاء فأنت مدار وإن أغضيت لحظ نفسك واجتلاب شهواتك وسلامة جاهك فأنت مداهن([7]).
وقال الرازي ×: والفرق بين المداراة والمداهنة يرجع إلى القصد , فما قصد به غرض سوى الله فهو المداهنة , وما قصد به أمر يتعلق بالدين فهو المداراة , وقال ابن برجان ([8]): الإدهان والمداهنة : الملاينة في الأمور والتغافل والركون إلى التجاوز([9]) .
وبتلك الأقوال من أهل العلم يتضح لك الفرق بين المداراة، والمداهنة.
[1])) هو حسين بن محمد بن أحمد، أبو علي، العلامة، شيخ الشافعية، بخراسان، تفقه عليه خلق كثير، منهم: إمام الحرمين، ومحيي السنة، توفي سنة 462هـ.
ينظر: شذرات الذهب (3/ 310).
[2])) هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الله القرطبي، الإمام العالم الجليل، الفقيه المفسر المحدث، وكان من عباد الله الصالحين، والعلماء الزاهدين في الدنيا، المشتغلين بأمور الآخرة، توفي سنة 671هـ.
ينظر : شذرات الذهب (5/ 335).
[3])) المواهب اللدنية بالمنح المحمدية لأحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري، أبو العباس، شهاب الدين (المتوفى: 923هـ) (2/ 109)، ط: المكتبة التوفيقية، القاهرة- مصر.
[4])) هو علي بن خلف بن عبد الملك، الإمام أبو الحسن، الحافظ، الفقيه، الشهير بابن بطال المالكي، من أهل قرطبة، كان من أهل الفهم والعلم والمعرفة، عني بالحديث وأتقنه، وحدث عنه جماعة من العلماء، وخرج إلى بلنسية، وتوفي سنة 449هـ.
ينظر : شذرات الذهب (3/283)، تذكرة الحفاظ (3/1127).
[5])) فتح الباري لأحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني (المتوفي: 852هـ) (10/ 528) ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي, قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب, عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز, ط: دار المعرفة - بيروت، 1379هـ
[6])) هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي الشافعي، أبو حامد، الملقب بحجة الإسلام، فقيه شافعي أصولي، متكلم، متصوف، رحل إلى بغداد، فالحجاز، فالشام، فمصر، وعاد إلى طوس, ورجع فى أخر حياته إلى منهج أهل السنة وشغل بحفظ الصحيحين، وذم علم الكلام والإشتغال به, توفي سنة 505هـ.
ينظر: شذرات الذهب (4/ 10).
[7])) تفسير روح البيان لإسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي(10/ 110) ، ط: دار الفكر - بيروت.
[8])) هو الشيخ، الإمام، العارف، القدوة، أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن ابن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن اللخمي، المغربي، الإفريقي، ثم الأندلسي، الإشبيلي، شيخ الصوفية المعروف بابن برجان، توفى: 536 هـ
ينظر: سير أعلام النبلاء (20/ 72)
[9])) نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور لبرهان الدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر البقاعى(7/ 425)، ط: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة الثانية / 2002م ـ 1424 هـ .** الفرق بين المداراة و المداهنة.
قال القاضي حسين([1])×: والفرق بين المداراة والمداهنة، أن المداراة بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معا وهي مباحة وربما استحسنت، والمداهنة بذل الدين لصلاح الدنيا، وتبعه علي ذلك القرطبي([2]).([3])
وقال ابن بطال ([4])×: المداراة من أخلاق المؤمنين، وهي خفض الجناح للناس ولين الكلمة وترك الإغلاظ لهم في القول وذلك من أقوى أسباب الألفة، وظن بعضهم أن المداراة هي المداهنة فغلط، لأن المداراة مندوب إليها والمداهنة محرمة، والفرق أن المداهنة من الدهان وهو الّذي يظهر على الشيء ويستر باطنه، وفسرها العلماء بأنها معاشرة الفاسق وإظهار الرضا بما هو فيه من غير إنكار عليه، والمداراة هي الرّفق بالجاهل في التعليم وبالفاسق في النهى عن فعله، وترك الإغلاظ عليه حيث لا يظهر ما هو فيه، والإنكار عليه بلطف القول والفعل، ولا سيما إذا احتيج إلى تألفه ونحو ذلك([5]).
وقال الإمام الغزالي([6]) ×: في إحياء الفرق بين المداراة والمداهنة بالغرض الباعث على الإغضاء فإن أغضيت للأمة دينك ولما ترى فيه من إصلاح أخيك بالإغضاء فأنت مدار وإن أغضيت لحظ نفسك واجتلاب شهواتك وسلامة جاهك فأنت مداهن([7]).
وقال الرازي ×: والفرق بين المداراة والمداهنة يرجع إلى القصد , فما قصد به غرض سوى الله فهو المداهنة , وما قصد به أمر يتعلق بالدين فهو المداراة , وقال ابن برجان ([8]): الإدهان والمداهنة : الملاينة في الأمور والتغافل والركون إلى التجاوز([9]) .
وبتلك الأقوال من أهل العلم يتضح لك الفرق بين المداراة، والمداهنة.
[1])) هو حسين بن محمد بن أحمد، أبو علي، العلامة، شيخ الشافعية، بخراسان، تفقه عليه خلق كثير، منهم: إمام الحرمين، ومحيي السنة، توفي سنة 462هـ.
ينظر: شذرات الذهب (3/ 310).
[2])) هو محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح الأنصاري الخزرجي، أبو عبد الله القرطبي، الإمام العالم الجليل، الفقيه المفسر المحدث، وكان من عباد الله الصالحين، والعلماء الزاهدين في الدنيا، المشتغلين بأمور الآخرة، توفي سنة 671هـ.
ينظر : شذرات الذهب (5/ 335).
[3])) المواهب اللدنية بالمنح المحمدية لأحمد بن محمد بن أبى بكر بن عبد الملك القسطلاني القتيبي المصري، أبو العباس، شهاب الدين (المتوفى: 923هـ) (2/ 109)، ط: المكتبة التوفيقية، القاهرة- مصر.
[4])) هو علي بن خلف بن عبد الملك، الإمام أبو الحسن، الحافظ، الفقيه، الشهير بابن بطال المالكي، من أهل قرطبة، كان من أهل الفهم والعلم والمعرفة، عني بالحديث وأتقنه، وحدث عنه جماعة من العلماء، وخرج إلى بلنسية، وتوفي سنة 449هـ.
ينظر : شذرات الذهب (3/283)، تذكرة الحفاظ (3/1127).
[5])) فتح الباري لأحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني (المتوفي: 852هـ) (10/ 528) ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي, قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه: محب الدين الخطيب, عليه تعليقات العلامة: عبد العزيز بن عبد الله بن باز, ط: دار المعرفة - بيروت، 1379هـ
[6])) هو محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي الشافعي، أبو حامد، الملقب بحجة الإسلام، فقيه شافعي أصولي، متكلم، متصوف، رحل إلى بغداد، فالحجاز، فالشام، فمصر، وعاد إلى طوس, ورجع فى أخر حياته إلى منهج أهل السنة وشغل بحفظ الصحيحين، وذم علم الكلام والإشتغال به, توفي سنة 505هـ.
ينظر: شذرات الذهب (4/ 10).
[7])) تفسير روح البيان لإسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي(10/ 110) ، ط: دار الفكر - بيروت.
[8])) هو الشيخ، الإمام، العارف، القدوة، أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن ابن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن اللخمي، المغربي، الإفريقي، ثم الأندلسي، الإشبيلي، شيخ الصوفية المعروف بابن برجان، توفى: 536 هـ
ينظر: سير أعلام النبلاء (20/ 72)
[9])) نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور لبرهان الدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر البقاعى(7/ 425)، ط: دار الكتب العلمية ـ بيروت، الطبعة الثانية / 2002م ـ 1424 هـ .** الفرق بين المداراة و المداهنة.
وأرجو منك النصح الدائم لا تمل 
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الدين النصيحة"
تعليق