تزوجت وأنجبت ولم أنساها.. 9سنوات حب وعذاب
الأخت الفاضلة السيدة عواطف، مشكلتي تكمن في أنني جئت إلى الإمارات وعمري 18 عام هرباً من الخدمة بالجيش وقد أنهيت وقتها المرحلة الثانوية وقد اشتغلت بكل الشغلات وكان همي كله أن ادخر مصارى لأجل دفع البدل ومرت حوالي خمس سنوات وكنت أرسل لأهلي المصارى للإعاشة وكنت باراً بأمى وأبى وإخوتي وكنت اعمل بمحل بأحد المولات لبيع العطور ودخلت مجموعه من الفتيات بعمر 18 تقريبا ومن بينهن فتاة لا أعرف ماذا حدث لي عندما سمعت صوتها وأقسم لكي بالله أنى لم ارتكب بعمري أي شيئا يسيء لديني فالحمد لله كنت متابع لصلاتي ومجالسي كلها مع شباب نقى ومتقى لله.
وكانت هذه الفتاة كأنها أول فتاة تراها عيني مختلفة عن كل رفيقاتها بنعومتها وحياءها وطلبت عطر طيب مثلها تماماً وطلبت منى أن أهتم بالهدية ومظهرها لأنها هدية لإنسانة غالية على قلبها وطلبت منى أكتب لها الكارت المصاحب للهدية بخطى لأني قلت لها أن خطى منسق وعرفت أنها تدرس بالجامعة هنا وسألتها لحالك فردت يعنى إيه لحالي؟ قلت لها لوحدك فضحكت وقالت مع أهلى ومشيت ولأول مرة أهتم بها ليست أجمل الفتيات بل فيها سحر غريب جذبني إليها ووجدت حالي أذهب حيث جامعتها وانتظرها ووجدتها بيوم وتقربت من سيارتها فعرفتني وألقت السلام ولا أعرف كيف تجرأت وتحدثت معها كأني أتيت إلى هنا من أجلها فانتبهت وطلبت منها هاتفها فرفضت لأنها ببيت أهلها وأعطيتها رقم بيتي ورجوتها تحدثني بالمساء وبدأنا قصة معا وكنت صريح معها بكل شيء وتمادت علاقتنا إلى أن صارت معروفه للجميع من رفقائها.
وكان أهلها هنا على درجة من الرقى المادي والاجتماعي بنت أكابر وكانت مصرية وضلت قصتنا 3 سنوات، و وكانت على وشك أن تنتهي من دراستها الجامعية ويعلم الله أن قلبي كان يتمنى لها كل خير وهى أيضا وكان على أن أتقدم لخطبتها فجئت بأمي هنا لخطبتها من أهلها وللأسف اعتذروا عن الموافقة ووقفت هي لجانبي بكل قوتها لإتمام الزواج ، ورجعت أمي لسوريا واستمرت علاقتي بها نقية وواجهت أهلها عدة مرات ورفضوا رفضاً قاطعاً وأرجعوها للقاهرة ومر عام تتصل بي واتصل بها وتبكى وتطلب منى أن نتزوج، وأنا هنا أطلب كل يوم من أبيها أن يوافق ورفض وألحت أمي على بالزواج وهددتني وبكيت كثيراً وخطبت إلى ابنة خالتي فتاه فى السابعة عشر من عمرها ويوم عرسي كنت أبكى بغرفتي وأتذكر حبيبتي وأين هي الآن ورضيت من خارجي بالنصيب وتزوجت وأنجبت ثلاث أولاد الأكبر عمره سبع سنوات و جرحى بقلبي لم يندمل للآن سيدتي اذهب وحدي للبحر ليلاً حيث كنا نتلاقى وابكيها واحترق وحدي وأعود لبيتي وبالصباح اشتغل كالآلة أتذكرها وأنا أمر بالجامعة وببيت أهلها وبمكتب أبوها وبكل مكان كنت أذهب معها إليه، ويعلم الله أنى لم ألمس منها غير يدها وتلقائيات الشباب.
وكتبت إليك سيدتي لأني بعد 9 سنوات من الفراق رغماً عنى وعنها وجدتها أمامي وأنا بأحد المولات هى كأنها لم تتغير، لم تراني ولكنى تابعتها ووجدتها خرجت واستقلت سيارتها وجلست أقسم بالله بنفس مكاننا وهى موجودة هنا تعمل مع والدها وأصبحت أراها وعرفتني وسلمت على ودمعت عيونها، وعرفت أنها مازالت آنسة لم تتزوج للآن، وتمنت لي الخير ومشت لم أقل لها أنى لم أنساها يوم، أنا رب للأسرة أرعى الله في أسرتي وزوجتي لم أحبها ولكن أحسنت عشرتها وقلبي يحب رغماً عنى، وكتبت إليك لأني رجال لا أقبل أن أبكى أمام غيري وأحكى له قصتي فمن يراني غير أمي وإخوتي يتخيل لهن أنى قاسى القلب لم أشعر يوماً بالحب، ولكنى عشته كما لم يحس به شاب من قبل عمري الآن 35 عام ولم ينعم الله على بنسيانها، وهى لم تنساني فهي لم تتزوج رغم أن أخو ها الأصغر تزوج وأختها تزوجت وأنجبت، تزوجت وأنجبوا، وهى الأكبر ما زالت آنسة أتمنى ممن سيعلق أن لا يقسو على لأنني أكتب لمجرد أن أفرغ ما بي وأعرف أنها لن تقبل أن تتزوجني لأنها أنعم فتاه رأتها عيني، أراها من بعيد كل يوم وقلبي يحبها طوال تلك السنوات، ولن تقبلني زوجاً أعرف ذلك لأنها لن تقبل أن تحزن زوجتي لزواجي وقالتها لي لا تفكر في كزوجة أنا راضية بحياتي هكذا عانس برغبتي، يكيفني أنى لم أنخدع فيك ولم تجرح قلبي بخيانة، أحبها وأخاف من فراقها لو رجعت لبلدها، أرجو ممن سيعلق أن لا يقسو على قصتي فأنا بقلبي جرح شاركوني ولا تعنفوني فلست مراهق ولا أسعى لأخرى لمجرد العبث شكرا وعذراً للإطالة.
فادي – سوري مقيم في أبو ظبي
فارق كبير أخي الفاضل بين الحب الحقيق البريء المنزه من الاغراض وبين النزوات الدالة علي فراغة العين وعدم الرضا بالواقع، وقصتك تدل عليك، وعلي معدنك الطيب، ومعدن هذه الفتاة أيضاً، ورغم ندرة هذا النوع من الحب في زمننا هذا الذي يتم كل شيء فيه بسرعة الحب بسرعة والزواج بسرعة والطلاق أيضاً بسرعة، رغم غرابة قصتك فقد صدقتها وصدق كلماتك التي كتبتها، لذلك أخي الفاضل فالصدق أقصر الطريق نحو الحلول السليمة، هذا الصدق الذي سيجنبك اللوم والتقريع، وحاشا لله أن نقسو عليك ولن يقسو عليك إلا من قد قلبه من صخر، فأنت لم تقل في رسالتك ما يدينك أو يشينك أو يشين هذه الفتاة الرائعة، فليس في الحب الطاهر النقي ما يدين صاحبه بالعكس إنه يسمو به فوق البشر ويجعل له صفات ملائكية، فالقلوب بيد مقلبها يقلبها
كيف يشاء، ومقلب القلوب أيضاً هو الذي قسم الأرزاق وجعل الزواج رزق ونصيب، وقد قدر الله أن تتزوج وتنجب بعد أن أعيتك الحيل في الزواج من هذه الفتاة، وقضي الأمر، وأنت تقول إنك لن تستطيع الزواج منها وهي لن ترضي بك زوجاً في كل الأحوال، ورغم كل ذلك فأنت تحبها وتخشي فراقها رغم أنك بالفعل مفترق عنها.
في الحقيقة أنا لن أسألك هنا لماذا تعذب نفسك كل هذا العذاب وتعذبها معك وتعذب طرف ثالث لا ذنب له وهو زوجتك، لكنني أسألك وماذا بعد؟ ليس من العقل أن تظل هكذا ما حييت لأنك في هذه الحالة ستكون كما سيزيف في الاسطورة الإغريقية الشهيرة الذي أخطأ فحكمت عليه الألهة بأن يصعد إلي الجبل حاملاً صخرة كبيرة وكلما اقترب من وضع الصخرة علي الجبل تدحرجت الصخرة إلي السفح مرة أخري وعاد سيزيف يكرر المحاولة وهكذا إلي مالا نهاية.
سيدي أنت لست سيزيف وليس عليك حكم تنفذه، إنما أنت بشر مثلما لك قلب فلك أيضاً عقل يفكر ويعمل، ويعرف أن لكل مشكلة مهما عظمت حل، إذا كانت حالتك ميئوس منها بهذا الشكل فكيف لك أن تستكمل الحياة وماذا عساك أن تفعل فيما بعد، قد تتزوج في يوم من الأيام لأنها لا تعيش هكذا بلا أمل ماذا ستفعل وقتها، أنا لن أسألك لماذا تخليت عنها طالما أنك تحبها كل هذا الحب وهي أيضاً، وقد كان من الممكن أن تحارب في سبيل هذا الحب بلا استسلام، لكن إذا كان هذا هو قدرك وإرادة الله فماذا تفعل؟
لو فكرت ستجد أنه إما أن تسلم لله أمرك وتقنع من الدنيا بما حصلت عليه وترضي بقدرك، أو أن تتزوج من هذه الفتاة إذا سمحت لك ظروفك، لان البكاء وجرح القلب ليس هو الحل، أنت تقول إنك رجل يعز عليه أن يبكي والرجل ايضاً لا يقف مكتوف الأيدي أمام رغبة شريفة نظيفة، إن كانت ظروفك وظروفها تسمح لك بالزواج فلماذا التردد؟ إن كنت تري في نفسك القدرة المادية والنفسية علي الزواج باثنتين مع اشتراط العدل فلماذا لا تقنعها مرة أخري وتقنع أهلها بالزواج منها؟ لماذا تسلم بالفشل والهزيمة مرة أخري و حتى بعد أن جاء لقاؤك بها ثانية، فقد يكون حان الوقت ليجتمع الشمل بعد الفراق، ويصدق فيكما قول الشاعر:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما.. يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
أخي الفاضل إذا كانت ظروفك تسمح بزواجك من هذه الفتاة، ولن يؤثر ذلك علي زوجتك وأولادك، فتوكل علي الله ولا تدخر جهداً في سبيل الزواج بها، ولا داعي للتردد والشتات، أما إذا كانت ظروفك لن تسمح بالزواج بأي الأحوال، فليس أمامك سوي الحل القاسي الذي قد لن تتقبله مني وهو أن تنساها وتبعد عن طريقها لأنك بذلك قد تظلمها وهي لم تتزوج بعد فسوف تتعلق بك أكثر وتضيع عليها فرص كثيرة في الزواج، فهذا هو أقل ما يمكن أن تفعله لأجلها إن كنت فعلاً تحبها وتتمني لها الخير والسعادة، فلا أقل من أن تضحي من أجلها إما بزواجك منها أو بابتعادك عنها، لكن أن يظل الموقف بينكما معلق بهذا الشكل فهذا مالا يقبله عقل أو يرضاه دين أو شرع.
عواطف عبد الحميد
الأخت الفاضلة السيدة عواطف، مشكلتي تكمن في أنني جئت إلى الإمارات وعمري 18 عام هرباً من الخدمة بالجيش وقد أنهيت وقتها المرحلة الثانوية وقد اشتغلت بكل الشغلات وكان همي كله أن ادخر مصارى لأجل دفع البدل ومرت حوالي خمس سنوات وكنت أرسل لأهلي المصارى للإعاشة وكنت باراً بأمى وأبى وإخوتي وكنت اعمل بمحل بأحد المولات لبيع العطور ودخلت مجموعه من الفتيات بعمر 18 تقريبا ومن بينهن فتاة لا أعرف ماذا حدث لي عندما سمعت صوتها وأقسم لكي بالله أنى لم ارتكب بعمري أي شيئا يسيء لديني فالحمد لله كنت متابع لصلاتي ومجالسي كلها مع شباب نقى ومتقى لله.
وكانت هذه الفتاة كأنها أول فتاة تراها عيني مختلفة عن كل رفيقاتها بنعومتها وحياءها وطلبت عطر طيب مثلها تماماً وطلبت منى أن أهتم بالهدية ومظهرها لأنها هدية لإنسانة غالية على قلبها وطلبت منى أكتب لها الكارت المصاحب للهدية بخطى لأني قلت لها أن خطى منسق وعرفت أنها تدرس بالجامعة هنا وسألتها لحالك فردت يعنى إيه لحالي؟ قلت لها لوحدك فضحكت وقالت مع أهلى ومشيت ولأول مرة أهتم بها ليست أجمل الفتيات بل فيها سحر غريب جذبني إليها ووجدت حالي أذهب حيث جامعتها وانتظرها ووجدتها بيوم وتقربت من سيارتها فعرفتني وألقت السلام ولا أعرف كيف تجرأت وتحدثت معها كأني أتيت إلى هنا من أجلها فانتبهت وطلبت منها هاتفها فرفضت لأنها ببيت أهلها وأعطيتها رقم بيتي ورجوتها تحدثني بالمساء وبدأنا قصة معا وكنت صريح معها بكل شيء وتمادت علاقتنا إلى أن صارت معروفه للجميع من رفقائها.
وكان أهلها هنا على درجة من الرقى المادي والاجتماعي بنت أكابر وكانت مصرية وضلت قصتنا 3 سنوات، و وكانت على وشك أن تنتهي من دراستها الجامعية ويعلم الله أن قلبي كان يتمنى لها كل خير وهى أيضا وكان على أن أتقدم لخطبتها فجئت بأمي هنا لخطبتها من أهلها وللأسف اعتذروا عن الموافقة ووقفت هي لجانبي بكل قوتها لإتمام الزواج ، ورجعت أمي لسوريا واستمرت علاقتي بها نقية وواجهت أهلها عدة مرات ورفضوا رفضاً قاطعاً وأرجعوها للقاهرة ومر عام تتصل بي واتصل بها وتبكى وتطلب منى أن نتزوج، وأنا هنا أطلب كل يوم من أبيها أن يوافق ورفض وألحت أمي على بالزواج وهددتني وبكيت كثيراً وخطبت إلى ابنة خالتي فتاه فى السابعة عشر من عمرها ويوم عرسي كنت أبكى بغرفتي وأتذكر حبيبتي وأين هي الآن ورضيت من خارجي بالنصيب وتزوجت وأنجبت ثلاث أولاد الأكبر عمره سبع سنوات و جرحى بقلبي لم يندمل للآن سيدتي اذهب وحدي للبحر ليلاً حيث كنا نتلاقى وابكيها واحترق وحدي وأعود لبيتي وبالصباح اشتغل كالآلة أتذكرها وأنا أمر بالجامعة وببيت أهلها وبمكتب أبوها وبكل مكان كنت أذهب معها إليه، ويعلم الله أنى لم ألمس منها غير يدها وتلقائيات الشباب.
وكتبت إليك سيدتي لأني بعد 9 سنوات من الفراق رغماً عنى وعنها وجدتها أمامي وأنا بأحد المولات هى كأنها لم تتغير، لم تراني ولكنى تابعتها ووجدتها خرجت واستقلت سيارتها وجلست أقسم بالله بنفس مكاننا وهى موجودة هنا تعمل مع والدها وأصبحت أراها وعرفتني وسلمت على ودمعت عيونها، وعرفت أنها مازالت آنسة لم تتزوج للآن، وتمنت لي الخير ومشت لم أقل لها أنى لم أنساها يوم، أنا رب للأسرة أرعى الله في أسرتي وزوجتي لم أحبها ولكن أحسنت عشرتها وقلبي يحب رغماً عنى، وكتبت إليك لأني رجال لا أقبل أن أبكى أمام غيري وأحكى له قصتي فمن يراني غير أمي وإخوتي يتخيل لهن أنى قاسى القلب لم أشعر يوماً بالحب، ولكنى عشته كما لم يحس به شاب من قبل عمري الآن 35 عام ولم ينعم الله على بنسيانها، وهى لم تنساني فهي لم تتزوج رغم أن أخو ها الأصغر تزوج وأختها تزوجت وأنجبت، تزوجت وأنجبوا، وهى الأكبر ما زالت آنسة أتمنى ممن سيعلق أن لا يقسو على لأنني أكتب لمجرد أن أفرغ ما بي وأعرف أنها لن تقبل أن تتزوجني لأنها أنعم فتاه رأتها عيني، أراها من بعيد كل يوم وقلبي يحبها طوال تلك السنوات، ولن تقبلني زوجاً أعرف ذلك لأنها لن تقبل أن تحزن زوجتي لزواجي وقالتها لي لا تفكر في كزوجة أنا راضية بحياتي هكذا عانس برغبتي، يكيفني أنى لم أنخدع فيك ولم تجرح قلبي بخيانة، أحبها وأخاف من فراقها لو رجعت لبلدها، أرجو ممن سيعلق أن لا يقسو على قصتي فأنا بقلبي جرح شاركوني ولا تعنفوني فلست مراهق ولا أسعى لأخرى لمجرد العبث شكرا وعذراً للإطالة.
فادي – سوري مقيم في أبو ظبي
فارق كبير أخي الفاضل بين الحب الحقيق البريء المنزه من الاغراض وبين النزوات الدالة علي فراغة العين وعدم الرضا بالواقع، وقصتك تدل عليك، وعلي معدنك الطيب، ومعدن هذه الفتاة أيضاً، ورغم ندرة هذا النوع من الحب في زمننا هذا الذي يتم كل شيء فيه بسرعة الحب بسرعة والزواج بسرعة والطلاق أيضاً بسرعة، رغم غرابة قصتك فقد صدقتها وصدق كلماتك التي كتبتها، لذلك أخي الفاضل فالصدق أقصر الطريق نحو الحلول السليمة، هذا الصدق الذي سيجنبك اللوم والتقريع، وحاشا لله أن نقسو عليك ولن يقسو عليك إلا من قد قلبه من صخر، فأنت لم تقل في رسالتك ما يدينك أو يشينك أو يشين هذه الفتاة الرائعة، فليس في الحب الطاهر النقي ما يدين صاحبه بالعكس إنه يسمو به فوق البشر ويجعل له صفات ملائكية، فالقلوب بيد مقلبها يقلبها
كيف يشاء، ومقلب القلوب أيضاً هو الذي قسم الأرزاق وجعل الزواج رزق ونصيب، وقد قدر الله أن تتزوج وتنجب بعد أن أعيتك الحيل في الزواج من هذه الفتاة، وقضي الأمر، وأنت تقول إنك لن تستطيع الزواج منها وهي لن ترضي بك زوجاً في كل الأحوال، ورغم كل ذلك فأنت تحبها وتخشي فراقها رغم أنك بالفعل مفترق عنها.
في الحقيقة أنا لن أسألك هنا لماذا تعذب نفسك كل هذا العذاب وتعذبها معك وتعذب طرف ثالث لا ذنب له وهو زوجتك، لكنني أسألك وماذا بعد؟ ليس من العقل أن تظل هكذا ما حييت لأنك في هذه الحالة ستكون كما سيزيف في الاسطورة الإغريقية الشهيرة الذي أخطأ فحكمت عليه الألهة بأن يصعد إلي الجبل حاملاً صخرة كبيرة وكلما اقترب من وضع الصخرة علي الجبل تدحرجت الصخرة إلي السفح مرة أخري وعاد سيزيف يكرر المحاولة وهكذا إلي مالا نهاية.
سيدي أنت لست سيزيف وليس عليك حكم تنفذه، إنما أنت بشر مثلما لك قلب فلك أيضاً عقل يفكر ويعمل، ويعرف أن لكل مشكلة مهما عظمت حل، إذا كانت حالتك ميئوس منها بهذا الشكل فكيف لك أن تستكمل الحياة وماذا عساك أن تفعل فيما بعد، قد تتزوج في يوم من الأيام لأنها لا تعيش هكذا بلا أمل ماذا ستفعل وقتها، أنا لن أسألك لماذا تخليت عنها طالما أنك تحبها كل هذا الحب وهي أيضاً، وقد كان من الممكن أن تحارب في سبيل هذا الحب بلا استسلام، لكن إذا كان هذا هو قدرك وإرادة الله فماذا تفعل؟
لو فكرت ستجد أنه إما أن تسلم لله أمرك وتقنع من الدنيا بما حصلت عليه وترضي بقدرك، أو أن تتزوج من هذه الفتاة إذا سمحت لك ظروفك، لان البكاء وجرح القلب ليس هو الحل، أنت تقول إنك رجل يعز عليه أن يبكي والرجل ايضاً لا يقف مكتوف الأيدي أمام رغبة شريفة نظيفة، إن كانت ظروفك وظروفها تسمح لك بالزواج فلماذا التردد؟ إن كنت تري في نفسك القدرة المادية والنفسية علي الزواج باثنتين مع اشتراط العدل فلماذا لا تقنعها مرة أخري وتقنع أهلها بالزواج منها؟ لماذا تسلم بالفشل والهزيمة مرة أخري و حتى بعد أن جاء لقاؤك بها ثانية، فقد يكون حان الوقت ليجتمع الشمل بعد الفراق، ويصدق فيكما قول الشاعر:
وقد يجمع الله الشتيتين بعدما.. يظنان كل الظن أن لا تلاقيا
أخي الفاضل إذا كانت ظروفك تسمح بزواجك من هذه الفتاة، ولن يؤثر ذلك علي زوجتك وأولادك، فتوكل علي الله ولا تدخر جهداً في سبيل الزواج بها، ولا داعي للتردد والشتات، أما إذا كانت ظروفك لن تسمح بالزواج بأي الأحوال، فليس أمامك سوي الحل القاسي الذي قد لن تتقبله مني وهو أن تنساها وتبعد عن طريقها لأنك بذلك قد تظلمها وهي لم تتزوج بعد فسوف تتعلق بك أكثر وتضيع عليها فرص كثيرة في الزواج، فهذا هو أقل ما يمكن أن تفعله لأجلها إن كنت فعلاً تحبها وتتمني لها الخير والسعادة، فلا أقل من أن تضحي من أجلها إما بزواجك منها أو بابتعادك عنها، لكن أن يظل الموقف بينكما معلق بهذا الشكل فهذا مالا يقبله عقل أو يرضاه دين أو شرع.
عواطف عبد الحميد
تعليق