بسم الله الرحمن الرحيم
من هو فرعون موسى
هل فرعون هو رمسيس الثانى
إن تحديد من هو فِرْعَوْن موسى
يزيد من فهمنا لقصة موسى عليه السلام
وقد وضعت نظريات بلغت عشرا ليس هنا مجال سردها
ولكن يمكن استبعاد ثمانٍ منها بالضرورة
على أساس أن فراعين هذه النظريات الثمانية
كانوا يحكمون من طِيبة فى أقصى جنوب مصر القديمة
فى حين أن بنى إسرائيل كانوا يقطنون فى أرض جاسان
( محافظة الشّرقية حالياً )
ويستحيل بهذا أن يوضع التابوت الذى كان به موسى
فى مجرى النّهر النّازل إلى شمال الوادى المنخفض
فيلتقطه آل فِرْعَوْن القاطنون فى أرض الجنوب المرتفعة
وهذه الحقيقة الجغرافية وحدها تؤكّد
أن فِرْعَوْن موسى هو أحد فراعين الأسرة التاسعة عشرة
وأن حدث الإلتقاط قد حدث بالتحديد
بعد أن بنى رمسيس الثانى عاصمته الجديدة ررعمسيس
قرب قرية فاقوس الحالية في شمال الوادي
*
وتُجْمِعُ آراء الأثريّين المختصّين
على أن فِرْعَوْن الذي سخّر اليهود هو رمسيس الثانى
ولكن الخلاف يحتدم
حول ما إذا كان رمسيس الثانى هو نفسه فِرْعَوْن الخروج والغرق ؟
أم أن مرنبتاح هو الذى غرق ؟
ولكل نظرية مؤيّديها
ويستند مؤيدو نظرية مرنبتاح إلى مايسمى بلوح مرنبتاح
وهو لوحٌ مسجّل عليه قصيدة فخار بالنّصر
الذى أحرزه مرنبتاح على الليبيين فى السنة الخامسة من حكمه
وفيه ذكر دول الشرق الأدنى التى هزمها
ومن ضمنها قال :
وإسرائيل قد خربت وليس لها بذر
أى أنه أباد بذرة إسرائيل
*
وزعموا فيه أن بنى إسرائيل إنتهزوا فرصة الإضطراب
الذى ساد البلاد عند موت رمسيس الثانى
فخرجوا من مصر خروجا سلميا ليس فيه مطاردة
حتى شنّ مرنبتاح حملة فى فلسطين فى السنة الخامسة من حكمه
وكما يدّعى أباد بذرتهم
ولكن الثابت في القرآن الكريم وفي التّوراة أيضاً
أن الفِرْعَوْن الذى طارد بنى إسرائيل قد غرق أثناء مطاردتهم
ويستحيل بذلك إذن أن يكون مرنبتاح هو الذى طاردهم
لأن مرنبتاح عاش 3 سنوات بعد المطاردة المزعومة !
وحتى بفرض أنه قد قاد حملة إلى فلسطين
فى السنة الخامسة من حكمه
فإن بنى إسرائيل قد عاشوا بمنطقة سيناء فى فترة التّيه
ويستحيل وجودهم تاريخياً فى فلسطين
فى وقت كتابة لوح مرنبتاح
كما أن مجرد ذكر اسم إسرائيل في اللوحة
هو إعتراف من مرنبتاح أنهم قد خرجوا قبل عهده
أى فى أواخر حكم رمسيس الثانى وبهذا يكون الأخير
هو فِرْعَوْن الخروج والغرق
*
والحقيقة أن العبرة تكون أوضح وأبلغ وأشدّ تأثيراً
إذا كان الفِرْعَوْن الذى سخّر وعذّب هو نفسه الذى أغرق
عمّا إذا مات ميتة طبيعية فى سريره
وكان الغرق من نصيب إبنه
فالفِرْعَوْن الذى إلتقط موسى من النهر هو نفسه الذى غرق
ومن يقرأ الآيات من سورة القصص بتمعّن يدرك تماماً هذا المعنى
فقوله تعالى :
" فالتقطه آل فِرْعَوْن ليكون لهم عدوّا وحزنا "
هو إستعارة تهكّمية لأنهم إلتقطوه رجاء المنفعة
فإذا به يصبح عدوّا لهم
وهل هناك أدعى للحزن من أن يدرك فِرْعَوْن
أن هذا الطّفل المُبارك بالذّات
كان سبب هلاكه !!
*
ويلخّص القرآن الكريم القصّة فى سطرين :
" وفى موسى إذا أرسلناه إلى فِرْعَوْن بسلطان مبين
فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون
فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم وهو مليم "
( 4 ) الذّاريات
وفى الآية ( 25 ) من سورة النازعات يقول تعالى :
" فأراه الآية الكبرى فكذّب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى
فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى "
*
والآثار المصرية تزخر بأدلّة كثيرة تؤكّد
أن رمسيس الثانى هو الفِرْعَوْن الذى ألّه نفسه حال حياته
ففرض على الناس عبادته وتقديم القرابين لتماثيله
" وقال فِرْعَوْن يا أيها الناس ماعلمت لكم من إله غيرى "
( 38 ) القصص
وهناك رسوم على جدران المعابد الفرعونية
تبيّن قارع الطّبل وهو يتعبّد لرمسيس الثانى
وتصوّر الوزير ( رَعْ حُتُبْ ) وهو يتعبّد له ويقول :
رمسيس حاكم الحكّام والإله الأكبر وسيّد السّماء
ورمسيس الثاني هو الوحيد الذي وضع إسمه فى محراب الآلهة
و حشَر تمثاله بينها بصفته إلها
حدث ذلك فى معبد السّبوعة ومعبد أبى سمبل الكبير
كما أنه نحت عشرات التماثيل التى تجمعه مع الآلهة
بصفته إلهاً مثلها
*
كما أن وصف
" و فِرْعَوْن ذى الأوتاد "
الذى جاء فى القرآن الكريم
ينطبق تماماً على شخص رمسيس الثانى بالذّات
إذ أن الأوتاد
هى هذه الإبر الصخرية العظيمة
التى سماها العرب خطئاً مسلاّت
تماماً مثلما أخطأوا حين ظنّوا المعابد في مدينة طيبة قُصورا
فسمّوا المدينة بالأقْصُر
وهى فى حقيقتها معابد
ولو وضعنا وتَداً بجانب صورة مسلّة مقلوبة
لوجدنا تشابهاً تامّاً فى الأبعاد والشّكل والمنظر
فلو علمنا أن رمسيس الثانى قد أقام في فترة حُكمه
مايزيد على 35 مسلّة
فى حين أن جميع الفراعين العشرة الذين سبقوه
قد أقاموا مجتمعين 33 مسلّة فقط
لأدركنا أنه الفِرْعَوْن صاحب أكبر عدد من الأوتاد
فاستحقّ الوصف بأنه
" و فِرْعَوْن ذي الأوتاد "
*
و رمسيس الثانى هو أيضاً الفِرْعَوْن الذى ينطبق عليه
قوله تعالى في القرآن الكريم :
" ودمّرنا ماكان يصنع فِرْعَوْن وقومه وماكانوا يعرشون "
( 137) الأعراف
إذ أنه هو الفِرْعَوْن الوحيد الذى حدث دمار فى آثاره أثناء حياته
وليس بفعل القِدم أو مرّ الأزمنة والعصور
وقد حدث ذلك فى أثرين كان رمسيس الثانى يعتز بهما أيّما إعتزاز
فمعبد أبى سنبل الكبير الذي يعتبره علماء الآثار أعظم بناء
أقامه إنسان فى ذلك العصر
قد أقامه رمسيس الثانى ليُقيم فيه إحتفالاتٍ ضخمة
بمناسبة مرور ثلاثين عاما عليه فى الحكم
ولم تمُر بضعة أشهر على الإحتفال الكبير
حتّى ضرب زلزال شديد المنطقة فأحدث دماراً كبيراً فى المعبد
!!!!
نقطة أخيرة ومعجزة وهى قوله تعالى :
" فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية "
( 92) يونس
فتأكيداً لما قاله المفسّرون عن معجزة الإبقاء
على بدن هذا الفرعون ناجيةً من الإغراق مرّة
ومن التّلف على يد الزّمن مرّات
نرى أن الآية الحقيقية المقصودة هى تلك اليد اليسرى
لمومياء رمسيس الثانى التى ارتفعت وحدها و تلقائياً
عند قص لفائف الكتان التى كانت تضمّها إلى الصّدر
إذ أن العِلْم لم يستطِع أن يفسّر لنا
كيف أن ذراعا محنّطة ومشدودة بقوّة إلى الصدر
لفترة تزيد على 3200 سنة
لاتزال تحتفظ بخاصية مرونة ومطّاطية العضلات
بحيث أنها ترفع اليد إلى الأعلى
في هذا الوضع المُغاير لجميع مومياوات الفراعنة الآخرين
هذه الأدلّة كلّها تُشير لنا و بوضوح
إلى أن رمسيس الثانى هو فِرْعَوْن الخروج
وأنه هو فِرْعَوْن الذى غرق وهو يطارد بنى إسرائيل
والله أعلم
من هو فرعون موسى
هل فرعون هو رمسيس الثانى
إن تحديد من هو فِرْعَوْن موسى
يزيد من فهمنا لقصة موسى عليه السلام
وقد وضعت نظريات بلغت عشرا ليس هنا مجال سردها
ولكن يمكن استبعاد ثمانٍ منها بالضرورة
على أساس أن فراعين هذه النظريات الثمانية
كانوا يحكمون من طِيبة فى أقصى جنوب مصر القديمة
فى حين أن بنى إسرائيل كانوا يقطنون فى أرض جاسان
( محافظة الشّرقية حالياً )
ويستحيل بهذا أن يوضع التابوت الذى كان به موسى
فى مجرى النّهر النّازل إلى شمال الوادى المنخفض
فيلتقطه آل فِرْعَوْن القاطنون فى أرض الجنوب المرتفعة
وهذه الحقيقة الجغرافية وحدها تؤكّد
أن فِرْعَوْن موسى هو أحد فراعين الأسرة التاسعة عشرة
وأن حدث الإلتقاط قد حدث بالتحديد
بعد أن بنى رمسيس الثانى عاصمته الجديدة ررعمسيس
قرب قرية فاقوس الحالية في شمال الوادي
*
وتُجْمِعُ آراء الأثريّين المختصّين
على أن فِرْعَوْن الذي سخّر اليهود هو رمسيس الثانى
ولكن الخلاف يحتدم
حول ما إذا كان رمسيس الثانى هو نفسه فِرْعَوْن الخروج والغرق ؟
أم أن مرنبتاح هو الذى غرق ؟
ولكل نظرية مؤيّديها
ويستند مؤيدو نظرية مرنبتاح إلى مايسمى بلوح مرنبتاح
وهو لوحٌ مسجّل عليه قصيدة فخار بالنّصر
الذى أحرزه مرنبتاح على الليبيين فى السنة الخامسة من حكمه
وفيه ذكر دول الشرق الأدنى التى هزمها
ومن ضمنها قال :
وإسرائيل قد خربت وليس لها بذر
أى أنه أباد بذرة إسرائيل
*
وزعموا فيه أن بنى إسرائيل إنتهزوا فرصة الإضطراب
الذى ساد البلاد عند موت رمسيس الثانى
فخرجوا من مصر خروجا سلميا ليس فيه مطاردة
حتى شنّ مرنبتاح حملة فى فلسطين فى السنة الخامسة من حكمه
وكما يدّعى أباد بذرتهم
ولكن الثابت في القرآن الكريم وفي التّوراة أيضاً
أن الفِرْعَوْن الذى طارد بنى إسرائيل قد غرق أثناء مطاردتهم
ويستحيل بذلك إذن أن يكون مرنبتاح هو الذى طاردهم
لأن مرنبتاح عاش 3 سنوات بعد المطاردة المزعومة !
وحتى بفرض أنه قد قاد حملة إلى فلسطين
فى السنة الخامسة من حكمه
فإن بنى إسرائيل قد عاشوا بمنطقة سيناء فى فترة التّيه
ويستحيل وجودهم تاريخياً فى فلسطين
فى وقت كتابة لوح مرنبتاح
كما أن مجرد ذكر اسم إسرائيل في اللوحة
هو إعتراف من مرنبتاح أنهم قد خرجوا قبل عهده
أى فى أواخر حكم رمسيس الثانى وبهذا يكون الأخير
هو فِرْعَوْن الخروج والغرق
*
والحقيقة أن العبرة تكون أوضح وأبلغ وأشدّ تأثيراً
إذا كان الفِرْعَوْن الذى سخّر وعذّب هو نفسه الذى أغرق
عمّا إذا مات ميتة طبيعية فى سريره
وكان الغرق من نصيب إبنه
فالفِرْعَوْن الذى إلتقط موسى من النهر هو نفسه الذى غرق
ومن يقرأ الآيات من سورة القصص بتمعّن يدرك تماماً هذا المعنى
فقوله تعالى :
" فالتقطه آل فِرْعَوْن ليكون لهم عدوّا وحزنا "
هو إستعارة تهكّمية لأنهم إلتقطوه رجاء المنفعة
فإذا به يصبح عدوّا لهم
وهل هناك أدعى للحزن من أن يدرك فِرْعَوْن
أن هذا الطّفل المُبارك بالذّات
كان سبب هلاكه !!
*
ويلخّص القرآن الكريم القصّة فى سطرين :
" وفى موسى إذا أرسلناه إلى فِرْعَوْن بسلطان مبين
فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون
فأخذناه وجنوده فنبذناهم فى اليم وهو مليم "
( 4 ) الذّاريات
وفى الآية ( 25 ) من سورة النازعات يقول تعالى :
" فأراه الآية الكبرى فكذّب وعصى ثم أدبر يسعى فحشر فنادى
فقال أنا ربكم الأعلى فأخذه الله نكال الآخرة والأولى "
*
والآثار المصرية تزخر بأدلّة كثيرة تؤكّد
أن رمسيس الثانى هو الفِرْعَوْن الذى ألّه نفسه حال حياته
ففرض على الناس عبادته وتقديم القرابين لتماثيله
" وقال فِرْعَوْن يا أيها الناس ماعلمت لكم من إله غيرى "
( 38 ) القصص
وهناك رسوم على جدران المعابد الفرعونية
تبيّن قارع الطّبل وهو يتعبّد لرمسيس الثانى
وتصوّر الوزير ( رَعْ حُتُبْ ) وهو يتعبّد له ويقول :
رمسيس حاكم الحكّام والإله الأكبر وسيّد السّماء
ورمسيس الثاني هو الوحيد الذي وضع إسمه فى محراب الآلهة
و حشَر تمثاله بينها بصفته إلها
حدث ذلك فى معبد السّبوعة ومعبد أبى سمبل الكبير
كما أنه نحت عشرات التماثيل التى تجمعه مع الآلهة
بصفته إلهاً مثلها
*
كما أن وصف
" و فِرْعَوْن ذى الأوتاد "
الذى جاء فى القرآن الكريم
ينطبق تماماً على شخص رمسيس الثانى بالذّات
إذ أن الأوتاد
هى هذه الإبر الصخرية العظيمة
التى سماها العرب خطئاً مسلاّت
تماماً مثلما أخطأوا حين ظنّوا المعابد في مدينة طيبة قُصورا
فسمّوا المدينة بالأقْصُر
وهى فى حقيقتها معابد
ولو وضعنا وتَداً بجانب صورة مسلّة مقلوبة
لوجدنا تشابهاً تامّاً فى الأبعاد والشّكل والمنظر
فلو علمنا أن رمسيس الثانى قد أقام في فترة حُكمه
مايزيد على 35 مسلّة
فى حين أن جميع الفراعين العشرة الذين سبقوه
قد أقاموا مجتمعين 33 مسلّة فقط
لأدركنا أنه الفِرْعَوْن صاحب أكبر عدد من الأوتاد
فاستحقّ الوصف بأنه
" و فِرْعَوْن ذي الأوتاد "
*
و رمسيس الثانى هو أيضاً الفِرْعَوْن الذى ينطبق عليه
قوله تعالى في القرآن الكريم :
" ودمّرنا ماكان يصنع فِرْعَوْن وقومه وماكانوا يعرشون "
( 137) الأعراف
إذ أنه هو الفِرْعَوْن الوحيد الذى حدث دمار فى آثاره أثناء حياته
وليس بفعل القِدم أو مرّ الأزمنة والعصور
وقد حدث ذلك فى أثرين كان رمسيس الثانى يعتز بهما أيّما إعتزاز
فمعبد أبى سنبل الكبير الذي يعتبره علماء الآثار أعظم بناء
أقامه إنسان فى ذلك العصر
قد أقامه رمسيس الثانى ليُقيم فيه إحتفالاتٍ ضخمة
بمناسبة مرور ثلاثين عاما عليه فى الحكم
ولم تمُر بضعة أشهر على الإحتفال الكبير
حتّى ضرب زلزال شديد المنطقة فأحدث دماراً كبيراً فى المعبد
!!!!
نقطة أخيرة ومعجزة وهى قوله تعالى :
" فاليوم ننجّيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية "
( 92) يونس
فتأكيداً لما قاله المفسّرون عن معجزة الإبقاء
على بدن هذا الفرعون ناجيةً من الإغراق مرّة
ومن التّلف على يد الزّمن مرّات
نرى أن الآية الحقيقية المقصودة هى تلك اليد اليسرى
لمومياء رمسيس الثانى التى ارتفعت وحدها و تلقائياً
عند قص لفائف الكتان التى كانت تضمّها إلى الصّدر
إذ أن العِلْم لم يستطِع أن يفسّر لنا
كيف أن ذراعا محنّطة ومشدودة بقوّة إلى الصدر
لفترة تزيد على 3200 سنة
لاتزال تحتفظ بخاصية مرونة ومطّاطية العضلات
بحيث أنها ترفع اليد إلى الأعلى
في هذا الوضع المُغاير لجميع مومياوات الفراعنة الآخرين
هذه الأدلّة كلّها تُشير لنا و بوضوح
إلى أن رمسيس الثانى هو فِرْعَوْن الخروج
وأنه هو فِرْعَوْن الذى غرق وهو يطارد بنى إسرائيل
والله أعلم
تعليق