في يوم من الأيام
كان محاضر يلقي محاضرة عن التحكم بضغوط وأعباء الحياة لطلابه.
فرفع كأساً من الماء وسأل المستمعين
ما هو في اعتقادكم وزن هذا الكأس من الماء؟
وتراوحت الإجابات بين 50 جم إلى 500 جم
فأجاب المحاضر:
لا يهم الوزن المطلق لهذا الكأس، فالوزن هنا يعتمد على المدة التي أظل ممسكاً فيها هذا الكأس
فلو رفعته لمدة دقيقة
لن يحدث شيء
و لو حملته لمدة ساعة
فسأشعر بألم في يدي
و لكن لو حملته لمدة يوم
فستستدعون سيارة إسعاف.
الكأس له نفس الوزن تماماً، ولكن كلما طالت مدة حملي له كلما زاد وزنه.
فلو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات
فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة،
فالأعباء سيتزايد ثقلها.
وما يجب علينا فعله هو أن نضع الكأس ونرتاح قليلا قبل أن نرفعه مرة أخرى.
فيجب علينا أن نضع أعباءنا من وقت الى اخر لنتمكن من إعادة النشاط و مواصلة حملها مرة أخرى.
فعندما تعود من العمل يجب أن تضع أعباء و مشاكل العمل و لا تأخذها معك إلى البيت، لأنها ستكون بانتظارك غداً و تستطيع حمله.
كلمات أعجبتني فنقلتها لكم
كلمات تحمل معانٍ كثيرة وهامة
وحقــــــــــــــــاً
لو حملنا مشاكلنا وأعباء حياتنا في جميع الأوقات فسيأتي الوقت الذي لن نستطيع فيه المواصلة، والأعباء سيتزايد ثقلها
فالأعباء والهموم والمشاكل التي نتعرض لها في الحياة،
إما أن نغوص فيها وتجرنا إلى مالا يحمد عقباه،
أو تدفعنا إلى الأمام، بتركها غير عابئين بها؛ بعد تفويض الأمر كله لله
فما أجمل أن نملأ قلوبنا بتفويض الأمر كله لما يقضيه الله
وبترك التصرف له وحده جلَّ في عُلاه
بـِـمــَـــا شـَـــــــــاء..، وَكَـيْـفَـمَـــــا شـَــــــــاء..، وَقْــــتَ مـَـــــــا شـَــــــــاء
سُبْـحَــانَــهُ هُـــوَ الْمَـالِــكُ الْمُـتَـصَــــــرِّفُ فِي جَـمِـيـــــعِ الْأَشْــيــَـــــــــاء
سُــبْـــحَــــــــانَــــــــهُ الْــقـَـــائـِــــلُ فِي كِـتـَـــــابـِــــــهِ:
{ إِنَّ اللَّـهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ }
سُــبْـــحَــــــــانَــــــــهُ
مَشِيئَتُـهُ نَافِذَة ، وإرادَتُهُ شَامِلَة ، وحُكْمُهُ لا يُـعـَــقـِّــــبَ عَلَيْهِ مُـعَــقـِّــب
ففَوِضّ أمرك إلى الله، كما قال:
{ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ }
فَالْجَأ إِلَيْهِ وَأعْتَصِمْ، وَأَلْقِي أُمُورَكَ كُلُّهَا لَدَيْه
يَدْفَعُ عَنْكَ الضَّرَرَ، وفِي كُلِّ مَصَالِحِكَ تَوَكَّلْ عَلَيْه
هيا بنا ومعاً جميعاً
فَلْنُحَافِظ عَلَى أوْقَاتِنَا ولا تَشْغَلْنَا هُمُومَنَا، ويَتْرُك كُلٌّ مِنَّا أَحْزَانَه
وَلْنَسْتَـجِـبْ عِبَـادَ اللهِ لَهُ سَبْحَـانَـهُ، وَنُفَــوِّضُ الْأَمَـرَ إلْيَـهِ نَرْجُـو رِضْـوَانَه
لِحِكْمَةٍ ارْتَضَاهَا لَلْعِبَادِ، نَالُوا بِهَا سَعَادَةً فِي الدُّنّيَا والآخَرَةِ وعَظِيمَ غُفْرَانَه
تعليق