1 ـ كان من المفترض على الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح ، وحزب النور ، وجميع الأحزاب الإسلامية أن تقف موقف المصلح للمجتمع ، ولا تنحاز لطرف الإخوان المسلمين (كما فعلت التيارات الاسلامية) ، أو طرف السلطة الآن (كما فعل حزب النور) ..
2 ـ إن المظلوم مخطيء في إدارة البلاد ، ولم يستطع أن يلبي مطالب الشعب ... نعم هو جاء بالشرعية الديموقراطية ، لكن الأمر أكبر من أن يتولى المسئولية جماعة الإخوان المسلمين ...
3 ـ إن النظرة لا بد أن نكون أفقية ، وليس تحت القدم ...
4 ـ إن وحدة الصف التي نطلبها هي وحدة الصف الوطني كله ، وليس وحدة صف التيار الإسلامي فحسب ...
5 ـ إن اختلاف التيار الإسلامي في وقت الفتنة غير معتد به ..
6 ـ إن الذي قال بأن الجماعات الإسلامية بأسرها تقصد بعملها رضا الله عز وجل ... لا بد أن يستمر في قولها ولا يخون ويسب ويلعن فصيل من فصائلها ( وإن أخطأ في وجهة نظره).
7 ـ وحينما يؤدي الرسول والنبي البلاغ المبين الذي لا لبس فيه ولا غموض ، ويُعرض عنه قومه بعد ذلك ، يأتي الحساب الإلهي ... قال تعالى : (فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ).
وهذا لا ينطبق على ما نحن فيه الآن من اعتداء شديد على التيار الإسلامي بحجة الإرهاب ، ذلك لأن السعة التي أتيحت لنا لم نستغلها أحسن استغلال ، وقمنا بالسب واللعن والشتم والتعنيف والتهديد في القنوات الإسلامية ـ والتي نزعم أنها إسلامية ـ ولم نبلغ للناس البلاغ المبين ، فكل حزب بما لديه من العلم فرح بما أخذ في الانتخابات والمقاعد والرئاسة والتحزب وكمية المساجد المسيطر عليها ...
8 ـ وكل حزب يريد أن يصنع بكفاءاته المتواضعة دولة متكاملة وهذا هو المتشبع بما لم يعطه .
9 ـ لذا فلم يتواجد بوضوح البلاغ المبين الخالص الصافي الذي يُعرَض للناس ويستمعون إليه ،
إلا أن هناك استعجالا بالغا لدى البعض من المشائخ والدعاة ... قولوا نعم للتعديلات الدستورية فسينتصر الإسلام بذلك ، وقولوا نعم لدستور 2012 فبها سينتصر الإسلام ، وقولوا نعم لحازم أبي اسماعيل ثم لأبي الفتوح ثم لمرسي فهذا سينصر الإسلام .... ثم وثم وثم ... فهل يُسمى هذا العرض بلاغا مبينا !!!
10 ـ وأين العلماء وأين دروس العلم وأين التربية وأين الدعوة وأين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .... لم يوجد منهج متكامل للعوام إلا أن هناك قوة في السيطرة ونصرة المشائخ والأحزاب والدعاة ، وليس نصرة الحق والإسلام ...
11 ـ إذن لا نبكي ونُوَلْوِل على هذه الفترة السابقة ، بل لنستفد منها معرفة الأخطاء ومعرفة كيفية البلاغ المبين ، وانشغال كل صاحب خبرة بخبرته وعدم منازعته للآخر في خبرته ، وإلا فسد الحال كما نحن عليه الآن ...
12 ـ ومن أعجب العجب سماع نداءات من بعض المشائخ أن الرئيس مرسي ـ فك الله أسره ـ بداية مؤشر لظهور المهدي المنتظر ورجوع الدولة الإسلامية ، وقد غفل هؤلاء المشائخ عن أن الدولة الإسلامية ليس سهلا إرجاعها ...
قال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ ).
13 ـ وهل بعد قتل بني إسرائيل للأنبياء ضيع الحق .. كلا بل جاء بعده أنبياء آخر ،
وهل بعد إخراج لوط من قريته ضاع الحق كلا بل جاء بعده أنبياء آخر ... ففي القرآن : ( ثم بعثنا ، ثم أرسلنا ، ثم ، وثم ، وثم ) ...
إلى أن جاءت شريعة أكمل الشرائع وأحفظها وأتمها وخاتمة كل الشرائع ..
14 ـ إن الاستماع والحوار أقوى من الرصاص والعنف والتخريب والدمار ..
15 ـ إنهم مهما كتبوا من نصوص صريحة وليست محتملة لإبطال الشريعة الإسلامية سيفضحهم الله بها وسيجعل كيدهم وهم ـ أي فاعلوا ذلك ـ في تضليل .
إن الشيطان يزين لهم أن يبدؤوا بالأشياء المحتملة ثم يزيدون فيها .. إلى أن يتحكموا هم في الشريعة فيحلون ويحرمون على أهوائهم ، وهم لا يعلمون بل لا يشعرون أن هذه الشريعة لم يضعها التيار الإسلامي ولا الجماعات الإسلامية ، بل وضعها الله عز وجل وشرعها لنا ، فإنهم بأفعالهم هذه يدخلون في حرب خاسرة مع الله عز وجل ..
16 ـ إن أقصى ما لديهم فعله أن يبيدونا ويسحقونا ويقتلونا هذا أقصى ما لديهم وأقصى ما يقدرون عليه ، ولكن الله سيبيدهم ومكرهم جميعا ، والحق محفوظ ولن يضيع ...
إنها ليست معركة أنفس تزهق ، لكنها معركة حق منتصر ، فلم الدخول في المعركة من قِبلهم ( ما أشد جهلهم ).
17 ـ قال تعالى : ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً ). ما عملوا من عمل بصيغة الماضي أي عملوه فرغوا منه ووفقوا له فجعله الله هباءا منثورا وحسرة عليهم ...
قال تعالى : ((أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ(1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ(2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ(4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ(5))).
فكيدهم ومكرهم ... مبيت ونافذ ... ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ... فكيدهم وهم باطل وهالك ... وليس كيدهم فقط بل وأصحاب الكيد مع كيدهم خاسر وهالك ...
(وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ(3) ) سبحان الله ، من جنود الله الطير يرسلها على قوات نظامية عاتية مهما كان عددها وقوتها ...
( تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ(4)) ومن أين جاؤوا بهذه الحجارة وكيف حملوها واستطاعوا الطير بها ، وما يعلم جنود ربك إلا هو ...
وفي النهاية كما جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرسالة وصبر وتحمل أعباءها حتى ظهرت وتمكنت بصفاء ونقاء نفعل ذلك ونصبر على ذلك ونحرض على ذلك ...
د/ أبو مسلم خالد مصطفى الوكيل.
تعليق