إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الكسل....

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [منقول] الكسل....

    بسم الله الرحمنالرحيم
    الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده،
    أما بعد...

    فإن الكسل جرثومة قاتلة، وداء مهلك، يعوق نهضة الأمم والشعوب، ويمنع الأفراد منالعمل الجاد والفكر المثمر والسعي النافع، والبذل الحميد.

    الكسل....

    ما أصاب أمة إلا أضعفها وأخَّرها ودمَّرها..

    وما أصاب شعباً إلا ضيَّعه وجهله، وأفشله ووهاه.

    وما أصاب فرداً إلا أسقمه وأخزاه وأذله وحقَّره.

    الكسل: هو التثاقل عما لا ينبغي، التثاقل عنه من أمور الدين والدنيا.

    أقسام الكسل:

    والكسل قسمان:

    الأول:كسل العقل بعدم إعماله في التفكر والتدبر والنظر في آلاء الله من ناحية، وفي تركهالنظر إلى ما يصلح شأن الإنسان ومن حوله في الدنيا التي فيها معاشه، وما تأخرتالأمم إلا نتيجة كسل أصحاب العقول فيها وقلة اكتراثهم بالقوة الإبداعية المفكرةالتي أودعها الله فيهم.

    الثاني:كسل البدن المؤدي إلى التثاقل عن الطاعات وأداء العبادات على الوجه المشروع، وكذلكيؤدي إلى تأخر الأفراد بَلْهَ الأمم والشعوب في مجالات النشاط المختلفة من زراعةوصناعة وغيرهما.. (نضرةالنعيم، 11/ 5439، بتصرف يسير).

    ذم الكسل في الكتابوالسنة:

    وقد ذكر لفظاً في كتاب الله في موضعين اثنين مقروناً بالذم جُعل صفة من صفاتالمنافقين وعلامة من علاماتهم..

    فالموضوع الأول: قوله تعالى:
    {إِنَّالْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَىالصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَإِلاَّ قَلِيلاً} [سورة النساء: 142].

    قالابن كثير: "هذه صفة المنافقين في أشرفالأعمال وأفضلها وخيرها، وهي الصلاة، إذا قاموا إليها قاموا وهم كسالى عنهم، لأنهملا نية لهم فيها، ولا إيمان لهم بها ولا خشية، ولا يعقلون معناها، كما روى ابن مردويهعن ابن عباس قال: "يكره أن يقوم الرجل إلى الصلاة وهو كسلان، ولكن يقوم إليهاطلق الوجه، عظيم الرغبة، شديد الفرح فإنه يناجي الله، وإن الله تجاهه يغفر لهويجيبه إذا دعاه، ثم يتلو هذه الآية: {وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْكُسَالَى} [النساء: 142]، هذه صفة ظواهرهم، ثمذكر تعالى صفة بواطنهم فقال: {يُرَآؤُونَالنَّاسَ} ، أي: لا إخلاص لهم، ولا معاملة معالله، بل إنما يشهدون الناس تقية لهم ومصانعة، ولهذا يتخلفون كثيراً عن الصلاةالتي لا يُرون فيها غالباً كصلاة العشاء في وقت العتمة، وصلاة الصبح في وقت النعاس،كما ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أثقل صلاة على المنافقينصلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً»[رواه مسلم]" (تفسيرابن كثير، 1/743) .

    أما الموضع الثاني: ففي قوله تعالى:
    {وَمَامَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْبِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَيُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ} [التوبة:54]

    وأما السنة النبوية: فقد استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من الكسل، مما يدل علىذمه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
    «اللهمإني أعوذ بك من العجز والكسل» [رواه البخاريومسلم]، وقرنه صلى الله عليه وسلم بالعجز، لأن كليهما يؤدي إلى التثاقل عن إنجازالمهمات.

    وقال صلى الله عليه وسلم فيمن نام ولم يصل بالليل حتى أصبح، وقيل نام عن صلاةالعشاء:
    «يعقدالشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على مكان كل عقدة: عليكليل طويل فارقد، فإن استقيذ فذكر الله انحلت عقدة، فإن توضأ انحلت عقدة، فإن صلىانحلت عقدة، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان»[رواه البخاري ومسلم].

    قالابن عبدالبر: "هذا الذم يختص بمن لم يقمالصلاة إلى صلاته وضيعها، أما من كانت عادته القيام إلى الصلاة المكتوبة أو إلىالنافلة بالليل، فغلبته عينه فنام، فقد ثبت أن الله يكتب له أجر صلاته، ونومه عليهصدقة" (فتحالباري، 3/33).

    ليس من الكسلالمذموم:

    والكسل المذموم هو الذي يمنع صاحبه من أداء ما عليه من واجبات، ويصده عن معاناةالمشاق إيثاراً للراحة، وقد يصيب الأخيار نوع من الفتور فيكسلون عن أداء ماتعاهدوا به أنفسهم من نوافل الطاعات على الوجه الأكمل، فلا يتركون هذه الطاعات،وإنما ينتقلون من حال الكمال في أدائها إلى حال أقل كمالاً، كي يعود إليها نشاطهاوقوتها، وهذا من حسن سياسة النفس وجودة قيادها، ومما يدل على ذلك أن عبدالله بنقيس روى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "لا تدع قيام الليل، فإن رسولالله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً".

    الكسل هو الموت:

    وهذا فصل نافع ذكره الراغب الأصفهاني في كتابه
    (الذريعة)فقال في مدح السعي وذم الكسل: "من تعطل وتبطل انسلخ من الإنسانية، بل منالحيوانية، وصار من جنس الموتى".

    وذلك أنه إنما خُصَّ الإنسان بالقوى الثلاث ليسعى في فضيلتها.

    فإن فضيلة القوة الشهوية تطالبه بالمكاسب التي تنميه.

    وفضيلة القوة الفكرية تطالبه بالعلوم التي تهديه، فحقه أن يتأمل ويسير قدر مايطيقه، فيسعى بحسبه لما يفيده السعادة.. فإن من تعود الكسل ومال إلى الراحة فقدالراحة، "فحبُّ الهوينا يكسب النصب".

    وقد قيل: "إن أردت ألا تتعب، فاتعب لئلا تتعب".

    وقيل: "إياك والكسل والضجر، فإنك إن كسلت لم تؤدّ حقاً، وإن ضجرت لم تصبر علىالحق".

    قال الشاعر:
    إن التوانيأنكح العجـز بنتـــه *** وســـاق إليها حيـن أنكحها مهراً
    فِراشاً وطيئاً ثم قال لها اتكي *** فقصراً كما لا شك أن يلدا الفقرا


    وقاليزيد بن المهلب: "ما يسرني أني كفيت أمرالدنيا لئلا أتعود العجز".

    ولأن الفراغ يبطل الهيئات الإنسانية، فكل هيئة، بل كل عضو تُرك استعماله يبطل،كالعين إن غمضت، واليد إذا عطلت، وضعت الرياضات في كل شيء.

    ولما جعل الله تعالى للحيوان قوة التحرك، لم يجعل له رزقاً إلا بسعي منه، لئلاتتعطل فائدة ما جعل له من قوة التحرك.

    وتأمل حال مريم عليها السلام، وقد جعل لها من الرطب الجني ما كفاها مؤنة الطلب،وفيه أعظم معجزة، فإنه لم يُخلها من أن يأمرها بهزها فقال تعالى:
    {وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِالنَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً}[مريم: 25].

    وكما أن البدن يتعود الرفاهية بالكسل، كذلك النفس بترك النظر والتفكير، تتبلدوتتبله، وترجع إلى رتبة البهائم.

    فحق على الإنسان ألا يذهب عامة أوقاته إلا في إصلاح أمر دينه ودنياه، متوصلاً بهإلى إصلاح أمر آخرته، ومراعياً لها.

    قالالحجاج: "إن امرأً أتت عليه ساعة من عمره،لم يذكر فيها ربه، أو يستغفر من ذنبه، أو يفكر في معاده، لجديرٌ أن تطول حسرته يومالقيامة" (الذريعة/382) .

    أسباب الكسل:

    للكسل أسباب كثيرةمنها:

    أولاً:النفاق

    وهو خاص بالتكاسل عن الواجبات الدينية، وذلك لأن المنافق ليس له نية صالحة في أداءالعبادات، فيؤديها -إن أدَّاها- رياء وطمعاً في رؤية الخلق وخوفاً من عقوبةالدنيا، ولذلك فإنه يتكاسل عن الواجبات الدينية إن أحس أنه في مأمن من نظر الناسومراقبتهم له.

    وقد تقدمت الأدلة على ذلك من القرآن والسنة.

    ثانياً:العجز وحب الراحة:

    قال بن الجوزي: "الموجب للكسل حب الراحة"، حديث أنس بن مالك: أن النبيصلى الله عليه وسلم كان يكثر أن يقول:
    «اللهمإني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل»

    وفي أفراد مسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    «المؤمن القوي خير وأحب إلىالله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز»(الطب الروحاني، ص69).

    ثالثاً:الفراغ

    والفراغ قد يكون نعمة إن استعان به الإنسان على النافع من أعمال الدنيا، وقد يكوننقمة إن جعله وسيلة للكسل والراحة، والقعود عن إنجاز المهمات وأداء الأعمالوالمصالح،
    وقدقال ابن مسعود رضي الله عنه: "إني لأبغضالرجل أراه فارغاً ليس في شيء من عمل الدنيا ولا عمل الآخرة". وقال:"يكون في آخر الزمان أقوامٌ أفضل أعمالهم التلاوم بينهم، يسمونالأنتان!".

    وقالابن عباس: "تزوج التواني بالكسل، فولدبينهما الفقر".

    رابعاً:الترف:

    إن الإنسان لابد أن يؤدي أعماله بنفسه حتى ولو كان غنياً يستطيع استخدام من يؤديعنه أعماله، لئلا يتعود الكسل والبطالة، ولقد رأينا كثيراً من الأغنياء كانوايستمتعون بالعمل، فينظفون بيوتهم بأنفسهم، ويقودون السيارة، ويزرعون حدائق بيوتهم.

    أما المترفون فإنهم يرون ذلك من العيب، فقد أدى لهم الترف إلى الكسل وترك العمل،فساءت أحوالهم، وحُرموا من متعة الحياة الطيبة التي يهيئها لهم العمل النافع،فأصبحوا لا قيمة لهم، وإن كانوا يملكون الأموال الكثيرة.

    خامساً:كثرة الطعام والشراب:

    إن الإسراف في تناول الطعام والشراب يؤدي إلى التناقل عن الطاعات ومزاولة ما ينفعمن الأعمال، فمن أكل كثيراً شرب كثيراً، فنام كثيراً، ففاته خير كثير، وقد قالالنبي صلى الله عليه وسلم
    «ماملأ آدمي وعاءً شراً من بطنه، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه، فإن كان لابدفاعلاً، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه»[صححه الألباني].

    سادساً:كثرة النوم:

    قالابن القيم: "فإنه يميت القلب، ويثل البدن،ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل" (مدارجالسالكين) .

    سابعاً:طول الأمل:

    وطول الأمل يدعو كذلك إلى التثاقل عن الطاعات واغتنام الأعمار في كسب الحسنات، ومنطال أمله فسد عمله.

    ثامناً:صحبة أهل الكسل:

    فإن صحبة هؤلاء تعوق عن التطلع إلى معالي الأمور، وتغري بالتشبت بسفافها، وتسقطالهمة، وتضعف العزائم، وقد قيل:

    فلا تجلس إلىأهل الدنايا *** فإن خلائق السفهاء تعادي

    تاسعاً:التعلق بالأوهام والأماني الكاذبة:

    وهذا حال الكسالى الضعفاء الذين لا يبذلون الأسباب التي تدفع عنهم الضعف والتخلفوالهزيمة، بل يكتفون بالحديث عن ماضي أسلافهم، وأمجاد أجدادهم، ويتوهمون أن ذلكالماضي يمكن أن يعود دون عمل وبذل وتضحيات.

    لا تحسبالمجد تمرأ أنت آكله *** لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

    عاشراً:فساد البيئة:

    إن البيئة التي يعيش الإنسان فيها لها تأثير عظيم على استعدداته الفكرية والنفسيةوالبدنية.

    فالإنسان إذا عاش في أسرة مفككة، ومجتمع ساقط، ليس فيه عدالة ولا اهتمام بالعلم،والإبداع تأثر بذلك وفترت همته فأخذ شيئاً فشيئاً ينتظم في سلك الكسالى والعاجزين.

    وإذا كان الإنسان يعيش في أسرة مترابطة ومجتمع سليم تحركه الأهداف العُليا، انطلقنحو العمل الجاد والفكر المثمر، وسمت همته إلى تحقيق الإبداعات التي ترقى بهوبأمته في سماء المجد.
    علاج الكسل

    ويعالج الكسل بضدما ذكرناه من أسباب ومن ذلك:

    1- الإيمان الحقيقي المؤدي إلى العمل النافع، وقد اقترن العمل بالإيمان في عشراتالآيات
    {الَّذِينآمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ}.

    2- علو الهمة والتشمير عن ساعد الجد، فاللبيب يعلم أنه لم يُخلق عبثاً، وإنما هوفي الدنيا كالأجير أو التاجر.

    3- النظر في حُسن عاقبة العاملين وسوء عاقبة الكسالى البطالين.

    4- ملء الفراغ بكل مفيد نافع.

    5- عدم الركون إلى الترف والانهماك في طلب اللذات.

    6- وضع أهداف عُليا يعمل على تحقيقها، ويمكن تقسيم هذه الأهداف قريبة وأهدافبعيدة:

    فمن الأهداف القريبة مثلاً: حفظ القرآن، أو حفظ بعض المتون.

    ومن الأهداف البعيدة، إخراج الأمة من حالة التخلف، ولا تنسى الهدف الأساسي وهوإقامة العبودية والوصول إلى رضاالله تعالى والفوز بجنته.

    7-الاعتدال في الطعام والشراب والنوم.

    8- الاعتدال في جانب المخالطة، ولا يصاحب إلا أهل العمل والاجتهاد.

    9- عدم الاسترسال مع الأوهام والأماني الكاذبة، فالنعيم لا يدرك بالنعيم، والراحةلا تنال بالراحة.

    قالأحد السلف: "لا ينال العلم براحة الجسد، فمنتلمح ثمرة الكسل اجتنبه، ومن مد فطنته إلى ثمرات الجد، نسي مشاق الطريق".

    10-
    قالابن الجوزي: "ومن أنفع العلاج: النظر فيسير المجتهدين، فالعجب من مؤثر البطالة في موسم الأرباح، وتارك الاستلاب وقتالنثار".

    قالفرقد: "إنكم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل،ألم تروا إلى العامل إذا عمل كيف يلبس أدنى ثيابه، فإذا فرغ اغتسل ولبس ثوبيننقيين، وأنتم لبستم ثياب الفراغ قبل العمل" (الطب الروحاني) .


    إعداد: خالد أبوصالح
    مدار الوطن
    أستغفر الله العظيم من كل ذنب أذنبته
    أستغفر الله العظيم من كل فرض تركته
    أستغفر الله العظيم من كل صالح جفوته
    أستغفر الله العظيم من كل برٍّ أجلته
    أستغفر الله العظيم من كل إنسان ظلمته
    أستغفر الله العظيم من كل ظالم صاحبته

  • #2
    رد: الكسل....


    اللهم بارك

    سبحان الله كنت أخطط لكتابة موضوع مشابه

    لكنك سبقتني وأبدعت

    جزاك الله خيراً



    أحبك في الله


    قال الحسن البصري - رحمه الله :
    استكثروا في الأصدقاء المؤمنين فإن لهم شفاعةً يوم القيامة".
    [حصري] زاد المربين فى تربية البنات والبنين


    تعليق


    • #3
      رد: الكسل....

      اللهم انا نعوذ بك من الكسل جزيت الجنة يا غالي
      اللهمّ صلّ على محمد
      عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون
      اللهم اغفر لي ولأبي ولأمي ولجميع المسلمين والمسلمات


      تعليق

      يعمل...
      X