السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
اشتهر عند السلف إرسال الصبيان عند بلوغهم سن التمييز إلى مؤدب يُحفظهم القرآن ويُعلمهم مبادئ القراءة والكتابة
ويشرف على تأديبهم وتربيتهم وتعليمهم السمت والهدي والخلق الحسن فإذا بلغوا سن التكليف أحضرهم مجالس العلماء
ليقتدوا بهم في السمت والهدي والعبادة والعمل ثم بعد ذلك يخرجهم إلى حلقات العلم
وقد أُطلق لقب مؤدب على جماعة ممن تفرغوا لتأديب الصبيان وعُرفوا بذلك .
قال أبوعبدالله سفيان بن سعيد الثوري (ت161هـ) ( كانوا لا يخرجون أبناءهم لطلب العلم حتى يتأدبوا ويتعبدوا عشرين سنة )
وقال عبدالله بن المبارك (ت181هـ) ( طلبت الأدب ثلاثين سنة وطلبت العلم عشرين سنة وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم )
وقال أيضاً ( كاد الأدب يكون ثلثي العلم )
وأخرج الخطيب في الجامع بسنده إلى مالك بن أنس قال : قال محـمد بن سيرين (ت110هـ) ( كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم )
وبسنده إلى إبراهيم بن حبيب الشهيد (ت203هـ) قال : قال لي أبي :
( يا بُني إيت الفقهاء والعلماء وتعلم منهم وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم فإن ذاك احب إلي لك من كثير من الحديث )
وبسنده أيضا إلى عبد الله بن المبارك قال : قال لي مخلد بن الحسين (ت 191هـ) ( نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث )
وعن أبي زكريا يحيى بن محمد العنبري ( ت 344 هـ) قال ( علم بلا أدب كنار بلا حطب، و أدب بلا علم كجسم بلا روح )
وعن عيسى بن حمادة زغبة ( ت 248هـ ) قال : سمعت الليث بن سعد ( ت175 هـ ) يقول
( وقد أشرف على أصحاب الحديث فرأى منهم شيئا فقال : ما هذا ؟ أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم )
وقال سفيان بن عيينة ( ت 198هـ) نظر عبيد الله بن عمر (ت 147هـ ) : إلى أصحاب الحديث و زحامهم فقال
( شنتم العلم وذهبتم بنوره لو أدركنا وإياكم عمر بن الخطاب لأوجعنا ضربا)
وعن محمد بن عيسى الزجاج قال ( سمعت أبا عاصم يقول: من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا فيجب أن يكون خير الناس )
قال الخطيب البغدادي ( وقد رأيت خلقا من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدون أنفسهم من أهله المختصين بسماعه ونقله
وهم أبعد الناس مما يدعون واقلهم معرفة بما إليه ينتسبون. يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء واشتغل بالسماع برهة يسيرة من
الدهرانه صاحب حديث على الإطلاق ولما يجهد نفسه ويتعبها في طلابه ولا لحقْتهُ مشقه الحفظ لصنوفه وأبوابه )
وقال ( وهم مع قلة كَتبِهم له وعدم معرفتهم به أعظم الناس كبراً وأشد الخلق تيها وعجبا لا يراعون لشيخ حرمة ولا يوجبون لطالب ذمة
خرقون – يجهلون – بالراوين ويعنفون على المتعلمين خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه .....)
هذا كلام الخطيب البغدادي الذي عاش ما بين عامي 392هـ و 463 هـ في بعض محدثي أهل زمانه فماذا سيقول لو أدرك زماننا اليوم
مطلع القرن الخامس عشر الهجري كم من منتسب للعلم اليوم وليس من أهله ومتصدر للتدريس والفتوى وهو ليس من أهل ذلك الشأن
وكم من سال لسانه وقلمه ولما يحط علمه ببعض مسائل العلم فضلا عن كثير منها فادعى علم ما لم يعلم و إحسان ما لم يحسن
ورمى غيره بما هو أولى به منه فإلى الله المشتكى وعند الله تجتمع الخصوم .
اشتهر عند السلف إرسال الصبيان عند بلوغهم سن التمييز إلى مؤدب يُحفظهم القرآن ويُعلمهم مبادئ القراءة والكتابة
ويشرف على تأديبهم وتربيتهم وتعليمهم السمت والهدي والخلق الحسن فإذا بلغوا سن التكليف أحضرهم مجالس العلماء
ليقتدوا بهم في السمت والهدي والعبادة والعمل ثم بعد ذلك يخرجهم إلى حلقات العلم
وقد أُطلق لقب مؤدب على جماعة ممن تفرغوا لتأديب الصبيان وعُرفوا بذلك .
قال أبوعبدالله سفيان بن سعيد الثوري (ت161هـ) ( كانوا لا يخرجون أبناءهم لطلب العلم حتى يتأدبوا ويتعبدوا عشرين سنة )
وقال عبدالله بن المبارك (ت181هـ) ( طلبت الأدب ثلاثين سنة وطلبت العلم عشرين سنة وكانوا يطلبون الأدب قبل العلم )
وقال أيضاً ( كاد الأدب يكون ثلثي العلم )
وأخرج الخطيب في الجامع بسنده إلى مالك بن أنس قال : قال محـمد بن سيرين (ت110هـ) ( كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم )
وبسنده إلى إبراهيم بن حبيب الشهيد (ت203هـ) قال : قال لي أبي :
( يا بُني إيت الفقهاء والعلماء وتعلم منهم وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم فإن ذاك احب إلي لك من كثير من الحديث )
وبسنده أيضا إلى عبد الله بن المبارك قال : قال لي مخلد بن الحسين (ت 191هـ) ( نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من الحديث )
وعن أبي زكريا يحيى بن محمد العنبري ( ت 344 هـ) قال ( علم بلا أدب كنار بلا حطب، و أدب بلا علم كجسم بلا روح )
وعن عيسى بن حمادة زغبة ( ت 248هـ ) قال : سمعت الليث بن سعد ( ت175 هـ ) يقول
( وقد أشرف على أصحاب الحديث فرأى منهم شيئا فقال : ما هذا ؟ أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم )
وقال سفيان بن عيينة ( ت 198هـ) نظر عبيد الله بن عمر (ت 147هـ ) : إلى أصحاب الحديث و زحامهم فقال
( شنتم العلم وذهبتم بنوره لو أدركنا وإياكم عمر بن الخطاب لأوجعنا ضربا)
وعن محمد بن عيسى الزجاج قال ( سمعت أبا عاصم يقول: من طلب هذا الحديث فقد طلب أعلى أمور الدنيا فيجب أن يكون خير الناس )
قال الخطيب البغدادي ( وقد رأيت خلقا من أهل هذا الزمان ينتسبون إلى الحديث، ويعدون أنفسهم من أهله المختصين بسماعه ونقله
وهم أبعد الناس مما يدعون واقلهم معرفة بما إليه ينتسبون. يرى الواحد منهم إذا كتب عددا قليلا من الأجزاء واشتغل بالسماع برهة يسيرة من
الدهرانه صاحب حديث على الإطلاق ولما يجهد نفسه ويتعبها في طلابه ولا لحقْتهُ مشقه الحفظ لصنوفه وأبوابه )
وقال ( وهم مع قلة كَتبِهم له وعدم معرفتهم به أعظم الناس كبراً وأشد الخلق تيها وعجبا لا يراعون لشيخ حرمة ولا يوجبون لطالب ذمة
خرقون – يجهلون – بالراوين ويعنفون على المتعلمين خلاف ما يقتضيه العلم الذي سمعوه وضد الواجب مما يلزمهم أن يفعلوه .....)
هذا كلام الخطيب البغدادي الذي عاش ما بين عامي 392هـ و 463 هـ في بعض محدثي أهل زمانه فماذا سيقول لو أدرك زماننا اليوم
مطلع القرن الخامس عشر الهجري كم من منتسب للعلم اليوم وليس من أهله ومتصدر للتدريس والفتوى وهو ليس من أهل ذلك الشأن
وكم من سال لسانه وقلمه ولما يحط علمه ببعض مسائل العلم فضلا عن كثير منها فادعى علم ما لم يعلم و إحسان ما لم يحسن
ورمى غيره بما هو أولى به منه فإلى الله المشتكى وعند الله تجتمع الخصوم .
تعليق