إخوان العلانية أعداء السريرة
نعم إخوة في العلانية يضحك بعضهم مع بعض ويتبادلون أطراف الحديث كما لو أنهم يعيشون حالة من الصفاء التي ليس لها نظير، وحينما يتوارى البعض عن الآخر تبدأ بعض الممارسات التي لا تليق بعامة الناس فضلاً عن أناس يحملون رسالة سامية، وسبب هذه العداوة أو هدفها تجيير الجهود أو طلب التفوق على الغير في ميدان الدعوة أو..؟!! الله تعالى عليم بذات الصدور.
لقد أصبح البعض للأسف يطبق قواعد ميكافيلية ذات أهداف ضبابية حتى وإن كان شعاره بالخط العريض نصرة الإسلام، ومن تلك القواعد:
- اضرب الراعي تتفرق الرعية.
- العب دور المغفل لتمسك بمغفل.
- اتخذ وضع الصديق واعمل كجاسوس.
- العب دور رجل الحاشية الأمثل.
- اخف أخطاءك واحتفظ بكبش فداء قريب ليتلقى اللوم.
يا سبحان الله! ماذا دهانا في هذا الزمان؟ وما هذه المناورات؟ لماذا هذه الأساليب؟ هل نحن أمام اليهود والنصارى؟ يا حملة المبادئ أفيقوا من غفلتكم قبل أن تدفعوا الجزية!!
(لقد نهانا الله سبحانه وتعالى عن التشبه باليهود والنصارى في أمور كثيرة، ومنها التشبه بهم في الخلاف، ولهذا قال الله سبحانه وتعالى ـ لما ذكر اليهود وما جرى لهم ـ {تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَّقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ}(2)، فأشار إلى أن الخلاف الذي يصل إلى هذا الحد لا يقع إلا من قوم ضعف عليهم الدين وضعف عليهم العقل أيضًا؛ لأن العقل يقتضي أن يكون بينهم نوع من التناصر والتلاحم والتقارب يستطيعون أن يتغلبوا به على مشكلاتهم وعلى ما يواجههم))(3).
وإني أقول أيها الإخوة إن أبسط مقومات التمكين في الأرض معدومة في واقعنا، فأين الذين يعقلون؟ أليس منا رجل رشيد؟!
لقد كانت بداية النبي ‘ في المدينة تهدف إلى إرساء مقومات المجتمع الإسلامي ويمثل ذلك:
(1) بناء المسجد:
وفيه إشارة إلى العبادة والمنهج النبوي الكريم؛ فهل طبقناه في واقعنا؟!
(2) المؤاخاة:
وفيه إشارة إلى صفاء القلوب والسرائر ((لتسوون بين صفوفكم أو ليباعدن الله بين وجوهكم))(4)، إن الإيثار الذي حصل بين المهاجرين والأنصار وما فيه من تضحيات سيبقى شامة في جبين التاريخ ومرجعًا نقيس به صدق إخوتنا ومعيارًا دقيقًا للدعوات الصادقة، إنهم جيل اختارهم الله لنصرة دينه، جيل الفتوحات وجيل قصم الله به ظهور القياصرة والأكاسرة والملوك.
فأين نحن من منهج الرسول ‘ في العبادة؟ ومنهج السلف الصالح، ثم أين نحن من أبجديات الأخوة؟ وهل وصلنا إلى درجة الإيثار والتضحية؟! أترك الإجابة لمن يعرفون الواقع ويملكون الأدلة والشواهد، اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام.. آمين.
------------------
([1]) الأنفال.
([2]) الأنفال.
([3]) الأمة الواحدة.
([4]) رواه مسلم.
خالد بن تامر السبيعي
تعليق