الدعوة إلى الله .. الهم المفقود.........1 (مفيش بديل )
الرسائل دعوة ... والأعجب الأعجب ... الشبكة العنكبوتية (( الإنترنت )) .. أرسل رسالة واحدة دعوية ليقرأها آلاف الأشخاص ومن جميع أنحاء العالم بضغطة زر واحدة !!! وقت قصير ... وفائدة بعيدة المدى ... فلو كانت الإنترنت عند السلف لكان الله وحده العالم بما سيحدث في هذه الكرة الأرضية ... من تغير مذهل...
ويفاجئك أخي الحبيب .. كثير من المسلمين حينما تطرح عليه هذه القضية أن يتساءل أنا ما دوري؟
فلستُ بالعالم فأفتي الناس.
ولا بالخطيب فأخطب بالناس.
ولا بالداعيةِ فأدعُو الناس. ما دوري ؟
والجواب أنه ينبغي أن نزيلَ من أذهانِنا وهماً كبيراً وهو أن العملَ للدين هو العملُ الجماهيري فقط، العمل للدين في الخطبِ والمحاضرات والندوات ومجالس الإفتاء وبرنامج نور على الدرب.
كلا... كلا .. كلا
العملُ للدين فيه أدوارٌ كثيرةُ، ومسارب الدعوة بعددِ أنفاسنا.
أيها الأخ الكريم ألا رأيت إلى ذلك الطائرُ الأعجم الهدهد.
الذي كان يعيشُ في كنفِ سليمانَ عليه السلام، ذلك الرسول وذلك الملك الذي سخر اللهُ له الريحَ، وسخر له الجن، وأتاه ملكاً لم يؤته أحداً من العلمين.
لم يقل الهدهد ما دوري أنا بجانبِ هذا الرسول ؟
ما دوري أنا بجانبِ هذه الإمكانيات ؟
ماذا أفعل يكفي أن أبقى طائراً في حاشيةِ الملك،..
كلا...
لقد جاء هذا الطائرُ إلى نبيِ اللهِ سليمانَ يخاطبه بكل ثقةٍ يقول:
( أحطتُ بما لم تحط به )، ثم يصف إنجازهـ فيقول:
( وجئتك من سبا بنباءٍ يقين، إني وجدتُ امرأةً تملِكُهم و أوتيت من كلِ شيء، ولها عرشُ عظيم )
ما هي المشكلة؟؟
( وجدتُها وقومَها يسجدون لشمسِ من دون الله، وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ).
ثم يلقي خطاباً استنكارياً قائلاً :
( ألاْ يسجدوا لله الذي يخرج الخبو في السماوات والأرض ).
فإذا كان هذا الهدهد قد وجد له دورا، افتعجَزُ أنت بما آتاك الله من ملكات وقدرات أن تجدَ لك دوراً في خدمة هذا الدين والعمل له؟
ولا تنسى أن الدعوة إلى الله سبب لرفعة الإنسان في هذه الحياة فهي مهمة الرسل .. وأمانة في عنق كل مسلم ..
ولك أخي الحبيب على عجالة بعض الأمور التي تعينك على أن تكون داعية مسدداً في حياتك ... طالباً الأجر من خالقك ومولاك ... مستمتعاً بحلاوة الأيمان والسعادة التي قال عنها أحد السلف : لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه بالسيوف )
وقال الآخر : ( إنه لتمر بالقلب الأوقات يرقص فيها طرباً ) ... هذا وهم عباد زهاد في الحياة ... لا يرجون شكوراً من الناس ... بل بعضهم قد يكون فقيراً معدم ... ولكنه أسعد من الغني المكرم ..
أولاً : أعلم أن التقوى إسمٌ ... ومعنى .. قول .. وفعل .. والتقوى هي أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية ... فاترك الذنوب ظاهرها وباطنها ... فهي سب الشقاء وشماتة الأعداء ... وسبب لقلة المال .. وانحراف العيال .. واقرأ تلك البشارات الحسان ... لمن ألبس قلبه حلة التقوى والإيمان ...
قال تعالى : (( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ، ويرزقه من حيث لا يحتسب ... ))
ثانياً : إن العلم سلاح عظيم ... ودرع واقي .. تقمع به أصحاب البدع الذين يحاولون أن يضلوك .. ويردوك ... ويحيدون بك عن الجادة ... فتكون ضحية المضلين ... اكسب من سبائك العلم الذهبية ما تستطيع ... عَلِّم ما تعلمت ... ولا تدخل في نقاش عقيم مع متعالم مضل ... وفر من المجذوم فرارك من الأسد ... إلا أن تكون طالب علم متمكن ... فاكف الناس شره .. وألقمه حجراً تدحر به ضلالته إن استطعت .
ثالثاً : إن العمل الفردي بدون شريك ولا معاون ممل قاتل ... فهو جهد مرهق ... ونتيجة ضعيفة .. والمقصود هو أن يكون معك نجوماً صالحة تقية ... تعلم صدق نواياها ... وتدرك شوقهم لهذا الطريق .. وأنهم شعلة متوقدة من النشاط والإبداع ... فإن استعنت بهم ولقيتهم فلا تتركهم وعض عليهم بالنواجذ ... وكونوا على الخير أعواناً ...
رابعاً : حسن الخلق .. رسالة ناجحة إلى القلب المريض ... متى اتخذتها في خطابك وسيلة وكانت قرينتك ... فستجد القلوب مفتوحاً لك ... مشتاقة إلى عباراتك ... مفتقدة إلى دفئ نصيحتك الثمينة ... فاجعل حسن الخلق عبادة تمتثلها ... تكسب أجر إتباعها ... وتيقن بعين اليقين نفعها ... واكتسب ما تفتقد منها ... فهي خطوة ناجحة ... منك ... كي تسير على درب النجاح ... وتنطلق في عالم الدعوة الممتع ..
خامساً : إن تفقد النية بعد حين وآخر ... أمر مهم .. ونقطة تفتيش لا بد أن تراجع فيها نفسك ... وتفقد فيها نيتك .. هل هي لله أم هل هي للشهرة أم هل هي للمدح لكي يقولوا فلان رجل خير وداعية ما يرى المنكر إلا وينكره ... صاحب كلمة بليغة .. ولسان فصيح ..فانظر وتفقد وأخلص نيتك وأدرك من تدعو إليه كي تنال الأجر والمثوبة وتثـــبت وتُثَبت ...
سادساً : إن من المهلكات التي دمرت بعض الدعاة ... فحادوا عن الطريق وبعضهم انتكس عن الحق والعياذ بالله ... ألا وهو إدخال حظوظ النفس في أعمال الآخرة التي تحتاج إلى إخلاص نية ...وهو تابع لما قبله غير أني أردت أن أخصه لشدة خطورته وعظم تدميره والله المستعان ... إن العمل الصالح من طلب للعلم ودعوة إلى دين الحق ... تحتاج إلى إخلاص حقيقي أنه لله وحدة لا شريك له ... فمتى دخل حظ النفس هلك وأهلك ... ودمر ما بنى ... وضاعت جهوده ومحقت بركة عمله ... فليراجع العبد نيته ... وليدرك مقصده ..
سابعاً : عزز جهودك ... واجعلها أكثر تفوقاً وإبداعاً بالتجائك إلى الله عز وجل فهو يعلم سرك ونجواك ... فأنت تعمل لأجله ... وتنشر الحق لوجهه سبحانه ... فهذا أمر عظيم ... فماذا لو دعوته أن ييسر لك دعوة فلان ،أو أن يثبت فلان الذي دعوته إلى الحق فاهتدى أو أن يحسن بيانك فينطلق لسانك أو دعوته أن يجعل مقصدك له لا للدنيا فهل سيخيبك ؟؟؟
هذه الأمور والنصائح بعض من كل ... فالنقاش السليم المهذب له تأثيره والكلمات الوعظية لها بركاتها المتعدية ... ولا تحدثني عن البسمة الصادقة والسلام الدائم ... الخ .
أخي الحبيب ...
خاطب عقلك الباطن دوماً وحدث نفسك بالدعوة ... تجدها واقعا في حياتك ... ونصيباً وجزءاً لا يتجزأ من وقتك ... واهنأ بالسعادة حينها والرفعة والأجر الوافي ... والحياة العزيزة ... وفي النهاية الجنة الخالدة ..
وجزى الله ذلك الشاعر خيراً حين قال :
كن مؤمنا بالله داعية له .... واترك هوى الدنيا تعش عالي القدر
أدع إلى الله ...
كن مسلماً ... قولاً وفعلاً ... اسما ومعنى ... منهجاً ومبدأً ...
وهاأنذا أبلغتك الأمانة ... فاجعلها نصب عينيك ... وأغلق عليها في سويداء قلبك ... قم اتصل بالدعاة ... وقل لهم كيف أخدم الإسلام وكيف أنشر الدعوة ؟؟؟ إذهب إلى المؤسسات الخيرية ... لا تكبل نفسك وأنت حر .. ولا تقتل الإبداع في تفكيرك ... ودع روتينك القاتل والذي زادك بعداً عن خالقك ومولاك ... واعلم أن بدايتك هذه هي انطلاقتك القوية وبخطوات ثابتة نحو السعادة الأبدية وطريقك الصحيح إلى جنان الخلود ومتعة الحياة السرمدية ... في الجنة ..
شاكراً لك أخي القارئ .. تحمل هذه المشقة في قراءة كلماتي التي أسأل الله أن ينفعني وإياك بها ....
ووفقك الله للعمل الصالح .وهيأ لك سبل الدعوة . وجعلك من حملتها .. وجزاك الله كل خير
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ....
كتبه الفقير إلى الله
المؤمن كالغيث
المؤمن كالغيث