اللقيمة المسمومة!!
الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وحين يوفق الله عبداً لطاعته، يستشعر من نفسه علو الهمة، وزيادةالإيمان؛ فينظر بعين الندم الممزوج بالاستنكار والحسرة على ما استدرجه الشيطان للوقوع فيه من مستنقع المعاصي؛ حال ضعف إيمانه!!
فيتأمل بعين الاعتبار؛ محاولاً معرفة أسباب ذلك السقوط، ومشاعر الخداع والوهم التي استولت على عقله، لتسهم إسهاماً مباشراً في إتمام ذلك السقوط في مستنقع تلك المعصية، وماهية العواقب الأليمة التي تترتب تلقائياً على ذاك السقوط!!
فيخرج من كل ذلك بثوابت منطقية، تمثل في مجملها حصانة مستقبلية لكل تائب، توج توبته بوهج الندم وصدق التوبة والعزم الأكيد علىى عدم تكرار تلك المأساة في المستقبل!!
إننا لو استطعنا تأصيل تلك الثوابت في نفوسنا، ووضعنا جميع السبل والوسائل المؤدية لمخالفتها في سلة مهملات واحدة، لغرسنا في ضمائرنا جهاز إنذار مبكر؛ يعيننا تلقائياً على الابتعاد عن سبل المعاصي؛ مهما تنوعت وتلونت!!
فمعصية النظر تورث ظلمة القلب، أما الزنى فهو إيذان بهتك ستر الله عليك، ومعصية اللسان تورث قسوة القلب، وبذاءته تجلب سخط الله عليك، وبغض الخلق لك، ومعصية الغضب تذهب شفافية الروح، والإفراط فيه هلاك للنفس، أما التقصير في صلاة الجماعة، استسلام لاستفراد الشيطان بك، وعاقبتها الحرمان من قيام الليل الذي يذهب بنور الوجه، والأمثلة غير ذلك كثير!!
فانظر في عاقبة المعصية قبلما تقدم عليها؛ فإن ذلك أعون لك على تركها، واجعلها في قرارة نفسك بمثابة اللقيمة المسمومة التي لو ابتعلتها، لقتلت في قلبك حياته، ولأطفأت من وجهك نوره، واستلبت من نفسك طمأنينتها، ولاستوحشت ببعدك عن الله، وتربص الخلق بك؛ لإيذائك؛ جزاء وفاقاً لارتكاب معصيتك!!
فهلا رحمنا أنفسنا من عواقب تلك اللقيمة المسمومة؟!
تعليق