الداعية ما بين تثبيط الناس له وكفاية الله له .
ـ عندها أصابته الحسرة والحزن والأسى العميق أنّ جلّهم يخوفوه ، ولا أحد يشدّ من أزره ، والذي يؤيده يؤيده على استحياء ...
ـ لكنه تأمل قول الله عز وجل : (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36)).
فاطمأنّ قلبه وسكن فؤاده وهدأت جوارحه وزاده عزيمة وإصرارا على المضي قدما فيما هو قائم عليه من الدعوة والأمر والنهي بحكمة وموعظة حسنة ...
قال النسفي في تفسيره : { أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عَبْدَهُ } أي محمداً صلى الله عليه وسلم . وفي قراءة { عباده } أي الأنبياء والمؤمنين{ وَيُخَوِّفُونَكَ بالذين مِن دُونِهِ } أي بالأوثان التي اتخذوها آلهة من دونه ، وذلك أن قريشاً قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم : إنا نخاف أن تخبلك آلهتنا وإنا نخشى عليك مضرتها لعيبك إياها { وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } .
أليس الله يكفي عباده المؤمنين الدعاة إليه ، والأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، والمصلحين لمجتمعاتهم ، وطلب هدايتها ونقائها ..!!
لكن البعض يخوف هؤلاء الدعاة إلى الخير بأن أفعالهم هذه لا تناسب الواقع اليوم وسيؤخذون ويعتقلون ... لكن الله كافيهم وحاميهم وحافظهم وناصرهم ومؤيدهم ... ولم لا ؟ وهو معهم بمعيته التي يجعلها مع هؤلاء القوم الذين غرسهم بغراسه ، وأحبهم لأنهم يحبونه ، واشترى منهم بضاعتهم وقبلها منهم لأنهم باعوها له سبحنه وتعالى ...
هل يخاف على هؤلاء القوم من الأذى ؟! كلا ({ أَلَيْسَ الله بِكَافٍ عباده }). نعم صدق الله هو كافيهم وحافظهم ومعينهم ومؤيدهم وناصرهم .
تعليق