تعرفت على رجل مكسيكي من أصل إسباني، هاجر إلى المكسيك منذ عشر سنوات، وأسلم منذ خمس وعشرين سنة، فسألته عن قصة إسلامه فذكرها لي، وكنت مدهوشا وهو يروي لي تفاصيل قصته الغريبة والعجيبة. بدأ يتحدث عن شبابه وأنه كان مسيحياً ولكنه غير مقتنع بالمسيحية، ولديه أسئلة كثيرة تجول في خاطره لم يجد لها جواباً، أبرزها:
(وماذا بعد الموت؟)، واستمر به الحال إلى أن دخل الجامعة، ومازالت الأسئلة تراوده، ولم يقتنع بجواب، فتخلى عن المسيحية، وأحب أن يعيش بلا دين، وتمر به الأيام ويسمع من بعض أصدقائه عن الإسلام فيرفضه رفضاً قاطعاً، ثم يقرر أن يعتزل الناس على رأس جبل في إسبانيا، ويعيش حياة الأقدمين، استمر هكذا فترة من الزمن إلى أن رأى رؤية بأنه مع مجموعة من الأشخاص يقفون بشكل دائري، ويلبسون ملابس بيضاء، وتتوسطهم شجرة خضراء صغيرة، ثم استيقظ من نومه ولا يعرف تعبير رؤياه.. وتتاح له فرصة أخرى ليكلمه أحد أصدقائه عن الإسلام، ويرفضه كذلك رفضاً قاطعا، وبدأ يختلي بنفسه أكثر، ويفكر في الكون أكثر، فشعر أن لهذا الكون إلهًا، ولكنه لا يعرف كيف يصل إليه. وتمر الأيام، ثم ينشرح صدره للإسلام، فيدخل فيه، وهو في الداخل رافض لهذا الدين، ولكن الذي ثبته وأقنعه أكثر في الإسلام كما يقول: رحلته إلى الحج، فقد أَثْرَتْ فيه الكثير، وغيرت مجرى حياته. ثم بدأ يحدثني عن طموحه وأهدافه بعد ذلك، فكان أول هدف يسعى إليه أن يجعل ابنه حافظا للقرآن، فأرسله إلى المغرب فحفظ القرآن كاملا، ثم أسس مدرسة للقرآن في المكسيك، وجعل ابنه مديراً عليها، وانتسب إليها مجموعة من الحفاظ، والآن عنده مجموعة من الطلبة يدرسهم ابنه القرآن الكريم. وقد وضع لنفسه والدارسين معه هدفا جديداً هو: أن يتعلموا اللغة العربية، وفعلاً هو يخطط لذلك. عشت لحظات جميلة جداً وأنا أستمع إلى قصة التحول من مذهب إلى مذهب، ومن دين إلى دين، وقصة التحدي لتحقيق الطموح والأهداف، وقصة من يخطط لنفسه وأسرته وأبنائه ليكونوا دعاة خير وسلام، وينشروا العدل والرحمة في بلد فيه ثلاثون مليون شخص، وعدد المسلمين فيه لا يتجاوز الألف.
وهكذا يبارك الله في الإنسان وأهله وأبنائه إذا توفر الصدق والعزيمة والإخلاص والطموح والتخطيط، فكان ابنه أول حافظ للقرآن في المكسيك وكل مشاريعه الآن تنطلق من التخطيط العائلي
(وماذا بعد الموت؟)، واستمر به الحال إلى أن دخل الجامعة، ومازالت الأسئلة تراوده، ولم يقتنع بجواب، فتخلى عن المسيحية، وأحب أن يعيش بلا دين، وتمر به الأيام ويسمع من بعض أصدقائه عن الإسلام فيرفضه رفضاً قاطعاً، ثم يقرر أن يعتزل الناس على رأس جبل في إسبانيا، ويعيش حياة الأقدمين، استمر هكذا فترة من الزمن إلى أن رأى رؤية بأنه مع مجموعة من الأشخاص يقفون بشكل دائري، ويلبسون ملابس بيضاء، وتتوسطهم شجرة خضراء صغيرة، ثم استيقظ من نومه ولا يعرف تعبير رؤياه.. وتتاح له فرصة أخرى ليكلمه أحد أصدقائه عن الإسلام، ويرفضه كذلك رفضاً قاطعا، وبدأ يختلي بنفسه أكثر، ويفكر في الكون أكثر، فشعر أن لهذا الكون إلهًا، ولكنه لا يعرف كيف يصل إليه. وتمر الأيام، ثم ينشرح صدره للإسلام، فيدخل فيه، وهو في الداخل رافض لهذا الدين، ولكن الذي ثبته وأقنعه أكثر في الإسلام كما يقول: رحلته إلى الحج، فقد أَثْرَتْ فيه الكثير، وغيرت مجرى حياته. ثم بدأ يحدثني عن طموحه وأهدافه بعد ذلك، فكان أول هدف يسعى إليه أن يجعل ابنه حافظا للقرآن، فأرسله إلى المغرب فحفظ القرآن كاملا، ثم أسس مدرسة للقرآن في المكسيك، وجعل ابنه مديراً عليها، وانتسب إليها مجموعة من الحفاظ، والآن عنده مجموعة من الطلبة يدرسهم ابنه القرآن الكريم. وقد وضع لنفسه والدارسين معه هدفا جديداً هو: أن يتعلموا اللغة العربية، وفعلاً هو يخطط لذلك. عشت لحظات جميلة جداً وأنا أستمع إلى قصة التحول من مذهب إلى مذهب، ومن دين إلى دين، وقصة التحدي لتحقيق الطموح والأهداف، وقصة من يخطط لنفسه وأسرته وأبنائه ليكونوا دعاة خير وسلام، وينشروا العدل والرحمة في بلد فيه ثلاثون مليون شخص، وعدد المسلمين فيه لا يتجاوز الألف.
وهكذا يبارك الله في الإنسان وأهله وأبنائه إذا توفر الصدق والعزيمة والإخلاص والطموح والتخطيط، فكان ابنه أول حافظ للقرآن في المكسيك وكل مشاريعه الآن تنطلق من التخطيط العائلي
تعليق