هل تعلم؟!
· هل تعلم . . أن الترهيب بألوان العذاب الناتجة عن ارتكاب المحرمات لمن ظاهره الانغماس في المعاصي؛ يعني الإعدام المعنوي له؛ لأنه يسهم في قنوطه واستسلامه لما هو عليه من الضياع؛ بسبب ما يستشعره في قرارة نفسه من الضعف والعجز، فإذا بخطاب الترهيب يزيد عليه الطينة بلة، بزيادة مشاعر هذا القنوط من رحمة الله، والصواب هو تذكيره برحمة الله تعالى، والحث على التوبة، والتأكيد على أن الله يغفر الذنوب جميعاً لمن تاب وأناب؛ مهما بلغت ذنوبه؛ وذلك حتى نأخذ بيد العباد إلى الله تعالى، ونبلغ بهم ساحة عفوه ومغفرته!!
· هل تعلم . . أنه بمجرد التزامك بالهدي الظاهري لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فقد جعلت الأضواء كلها مسلطة عليك، والعيون كلها ناظرة إليك؛ مابين راغبٌ في الاقتداء بك حباً وفرحاً، أو كائد يرقب جميع تحركاتك وسكناتك تربصاً وحقداً، فإن أحسنت فقد أثبت صدق باطنك، وموافقته لما يدعيه ظاهرك، وأحسنت لآخرتك بنصرتك لمبادئ دينك، أما إن أسأت؛ فقد أسقطت بيدك نموذج الخير من عيون المحبين، وقدمت دليلاً دامغاً على هزلية المتدينيين، سيزيد شعلة الشر والصد عن سبيل الله في يد الشامتين!!
· هل تعلم . . أن تورعك عن الفتوى بغير علم، أمام من يظنوك شيخ كبير من عوام الناس بسبب مظهرك المتدين، ادعى لاحترامهم لك في قرارة أنفسهم؛ بسبب تعظيمك لأمر دينك، بدلاً من تجرئك على الله، والتسرع لإفتائهم بجهل، فتكون سبباً في إضلالهم، ووضيعاً في نفوسهم؛ بعدما يكتشفون يوماً لا محالة أنك اشتريت مدحهم، باسترخاصك لأمر دينك، وعدم مبالاتك بسخط الله عليك!!
· هل تعلم . . إن معيار صدقك مع الله تعالى، يتمثل في عدم اكتراثك بمذمة الناس أو مدحهم؛ طالما أنك على يقين أن ما تقوم به من أعمالٍ؛ إنما المقصود بها وجه الله تعالى، وبلوغ مرضاته!!
· هل تعلم . . أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، وأنه لا عماد لدين العبد دون التوحيد الخالص لله، ولا روح له بعيداً عن ذكر الله، ولا حياة لقلبه دون تلاوة كتاب الله، ولا خير فيه لو لم يعظم أوامر الله، ولا ثمرة لعمله لو لم يقترن بالإخلاص والموافقة لشرع الله، ولا حلاوة لإيمانه دون نكران ذاته لوجه الله؟!
· هل تعلم . . أن نجاتك من الفقر تتمثل في كثرة استغفارك، وقلة نومك، واستثمارك لوقت البكور، وابتعادك عن المال الحرام، والخوف من الله لا سواه، وكظم الغيظ والابتعاد عن الغضب، وعدم الاتكال على الآخرين، وعدم المماطلة والتسويف في تأدية حقوق الآخرين!!
· هل تعلم . . أن الله قسم الأرزاق كما قسم الابتلاءات، فإن لم تكن من أصحاب الأرزاق الواسعة فلا تبتأس، واحمد الله أنك لم تكن من أصحاب الابتلاءات المعضلة، فالعافية نعمة لا يعرف قدرها إلا من حُرمها!!
تعليق