إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

عفواً د. برهامي . . نحن السلفية . . ولكن ليس في إسلامنا كهنوتية!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عفواً د. برهامي . . نحن السلفية . . ولكن ليس في إسلامنا كهنوتية!!




    عفواً د.برهامي . . نحن السلفية . . ولكن ليس في إسلامنا كهنوتية!!

    كنت أظن . . أن الشيوخ والدعاة الذين كنت أستمع إلى خطبهم، وأتابع دروسهم متأثراً بمواعظهم الروحانية التي كانت تخترق بروعتها مسامع القلوب، وتلامس أعماق النفوس؛ لما فيها من معاني الصدق والإخلاص، حيث لا يواجه أحدنا كثير عناء؛ كي يستشعر بالفعل أنها قد خرجت من القلب إلى القلب . .


    هم فوق مستوى الزلل أو الوقوع في أي مخالفة شرعية!!


    وأن رأيهم دائماً هو الصواب الذي لا يحتمل
    بإذن الله الخطأ!! إذ كيف يمكن لأمثالهم ممن يُلقون تلك المواعظ المؤثرة، والخطب المجلجلة، أن يزل أو يخطئ، وهو الذي يعظ الناس ويرشدهم؟!
    وبالتالي كنت من أشد الناس حماساً في الدفاع عن آراء مشايخي الفقهية، ووجهة نظرهم الفكرية، وهكذا كان الحال مع أقراني!! حيث كان كل منهم يتعصب لشيخه، ولا يقبل عليه نقضاً؛ حتى كاد بعضهم أن يقول (ما صحَّ عن شيخي فهو مذهبي!!) وهكذا كان النقاش يشتد ويحتدم بيننا؛ بسبب انتصار كلٍ منَّا لرأي شيخه، حتى وقع في مسجدنا النزاع، وتفرقت القلوب، وعمَّ الفشل ساحتنا الدعوية!!


    ولكني اكتشفت . . أن المنطق يقتضي بأن جميع الدعاة على اختلاف مدارسهم ومناهجهم، وتفاوت علمهم وفضلهم لا يعدون كونهم بشراً غير معصومين، بل إنهم يصيبون ويخطئون، شأنهم في ذلك شأن كافة البشر، وأن الجميع بمن فيهم صفوة السلف الصالح رضوان الله عليهم، والأئمة الأعلام (يؤخذ منهم ويرد) ولا معصوم إلا قول النبي صلى الله عليه وسلم.

    وهذا لا يتنافى أبداً مع فضل العلماء ومنزلتهم، أو يقلل من شأنهم، حيث أنه من البديهي توقير أهل العلم الصحيح عامة، ورفعهم المكانة اللائقة بشرف ما يحملونه من العلم؛ وهذا أيضاً لا يتنافى مع كونهم متفاوتون في الفهم فضلاً عن سبقهم في ا لعلم والفضل، كلٌ بحسب ما رزقه الله، وفتح عليه من فيض علمه وحكمته، وما آتاه من الفقه والبصيرة.


    إ
    لا أن حماسة حديثي العهدٍ بالالتزام، تفقدهم كثيراً من الحكمة والروية في تقييمهم للأمور!! حيث سرعان ما تنزلق بهم الأقدام بسبب العاطفة الزائدة في منزلق (الحب للشيء يعمي ويصم!!) فيطلقون سيل اتهاماتهم على مخالفيهم، تارة بالجهل وأخرى بالتبديع وثالثة بالتفسيق ظناً منهم أنهم بذلك ينتصرون للحق!!

    لذا تجد كل من
    خالف المنهج الذي ربى عليه النبي صلى الله عليه وسلم صحابته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وجعل من نفسه حكماً على بواطن غيره من الدعاة، وقدح في عقيدتهم دون دليل أو برهان، وأوغر صدور المسلمين بعضهم على بعض، وأشاع في الساحة مناهج التفريق والتشرذم؛ تحت مطية نبذ البدعة، ومخالفة أهل الزيغ والضلال، وكل هذه العبارات التي يستخدمونها كمفرقعات في وجه كل من خالفهم، أو لم يوافقهم على هذه المهزلة التي ذاع صيتها في الساحة وللأسف الشديد، حتى جعلت المسيرة السلفية موضع شماتة حتى من حسالة العلمانيين والليبراليين!! . . لذا ققد حاد عن الجادة!!



    والمصيبة أن
    سياط ألسنتهم لم تكتف بأقرانهم من المعاصرين فحسب؛ بل تعدتها بالقدح في عدد كبير من علماء أهل السنة والجماعة السابقين، ممن هم مشهودٌ لهم بالعلم والفضل، حتى وصل الحال بسلاطة ألسنتهم إلى القدح في بعض أهل العلم من السلف الصالح، والتشكيك في نسبة مؤلفاتهم من أمهات الكتب إليهم، واتهامهم بالتدليس والكذب!!



    لذا فقد قررت. . أن أعرف الرجال بالحق، وليس الحق بالرجال، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، وذلك لأن التجارب التي مرت عليَّ طوال أكثر من ثلاثين عاماً من العمل الدعوي، كانت كفيلة بأن تظهر لي نماذج غريبة، ما كنت لأتصور وجودها على أرض الواقع، لولا أني عاينتها بنفسي، وللأسف ألقت بتبعاتها (سلباً) على الدعاة والدعوة، وأذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
    1 - رأيت من الدعاة من يبدأ مسيرته باعتدال ووسطية، فإذا ما رأى من كثرة الاتباع والأشياع، تسرب إلى (نفسه البشرية) في لحظة ضعف أو تدني إيماني أو غفلة شعوراً لا إرادياً بالتميز والسبق، فينعكس ذلك على منهجه الفكري، فيطرحه في الساحة بأسلوب يضمن له عدم انصراف الاتباع لغيره، حيث يجعل فيه من الحواجز النفسية ما يمثل (حقن تطعيم) لأتباعه، حتى لا يسهل عليهم الانفلات منها، وقبول غيرها من المناهج!!

    ولا يفوته أن يحيط ذلك المنهج بهالة من الترهيب النفسي الغير مباشر
    !! كأن يختم تعليقه على تقييم منهجه ببعض العبارات الرنانة، مثل : (وهذا ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وأصحابه، فمن خالف ذلك المنهج فهو إلى البدعة أقرب!!) ثم تفاجأ مع مرور الأيام، وتغير موازين الأحداث في الساحة، أنه كان أول المخالفين لمنهجه، حيث هبت رياح لا يستطيع مجارتها بفكره المتحجر؛ نظراً لاصطدامه الرهيب بالواقع، فيلين مع الموجة ولسان حاله يقول : (يارب سترك بألا يتذكروا ما كان من سابق قولي!!)


    2 - ورأيت دعاة قامت لهم الدنيا ولم تقعد، والتفت حولهم جموع غفيرة من الناس، ليس من المتدينين فحسب، بل حتى من عوام الناس!! فإذا بهم ينقلبون ما بين عشية وضحاها رأساً على عقب!! وبزاوية (180 درجة) فإذا بالأمر يتضح أن أمن الدولة هو من كان يقف وراء هذا اللعبة القذرة، حيث كان يرمي من خلالها لربط فكرة أو ظاهرة (الالتزام) بأشخاص بعينهم، ثم يقوم بإسقاطهم على حين غرة، لتسقط معهم تلقائياً الفكرة أو الظاهرة!! وبالفعل فقد فتن بهذا الدمية خلق كثير، وقطاع عريض، وبالأخص من عوام الناس!!


    3 - ورأيت أيضاً من الدعاة شيخاً كبيراً كان يتهم كل معارضيه بأن لديهم ميولاً تكفيرية!! حتى اجتمع عليه جمع كبير من الشباب، وصار موضع إشارات البنان!! فلمَّا ظهر شيوخ السلفية بتأصيلهم الرائع، وعلمهم المرجعي، وشعر بكساد تجارته، حيث لم يكن لديه من العلم الشرعي ما يجاريهم به؛ انقلب على رأسه كذلك بزاوية (80 درجة) وصار صاحب أكبر مدرسة تدعو للفكر التكفيري جهاراً نهاراً، فقط لكي يشبع لدى نفسه الشعور بأنه شيخ كبير، وأن له جمعاً من الاتباع الخاص به دون غيره، ممن استهوتهم ميوله التكفيرية!! والحمد لله، فلم يلبث الأمر يسيراً حتى اندثر فلم يعد له ذكراً؛ حيث أنه ما كان لله دام واتصل، وما كان لغيره انقطع وانفصل!!


    4- وأخيراً رأيت أول حزب سلفي يمثل طموحات قطاع عريض ممن علقوا عليه بعد الله آمالاً كبيرة في إعطاء النموذج الإسلامي الصحيح، الصافي من تجاوزات الإخوان، ألا وهو حزب النور، إلا أن أداءه كان مخزياً بكل المقاييس على الساحة السياسية، فحاول الكثير تفهم موقفه والتماس العذر له ذات اليمين وذات الشمال، حتى جاءت قاسمة الظهر بتأييده للانقلاب الإجرامي، فلم يعد هناك مجال لالتماس الأعذار، بعدما سالت بسبب مؤازرته دماء الأطهار، وأضحت القضية أكبر بكثير من كونها مجرد تمسح في اسم السلفية، أو تغني بأطلال شيخه البرهامي وما كان من سابق أمجاده!!


    فلقد سقطت بهذه السقطة دعاوى تبرؤهم من مخالفات الإخوان، حيث كان البديل لديهم للأسف الشديد هو موالاة المجرمين والتآزر مع العلمانيين والليبراليين!! بل وتأييد قائد الانقلاب الإجرامي في التضحية بدماء إخوانهم الأبرار في سبيل دعاوى زائفة بالاستقرار!!


    فدفعهم بغضهم المتأصل للإخوان ليكونوا عوناً للشيطان وفي حزب أهل الصليب والكفران!! وعليه فقد أضحى واجباً على كل مسلم صادق التبرأ التام إلى الله تعالى دون بذاءة ألفاظ أو إظهار الشماتة؛ مما سقطوا فيه من الفتنة؛ لأن القضية أضحت متعلقة بالولاء والبراء وما نتج عنها من دماء مسلمةٍ، هي أعظم عند الله من حرمة بيته الحرام!!


    ولا ينبغي المزايدة بالألقاب ولا التعصب للأشخاص، حيث لا كهنوتية في دين الله عز وجل، ولا شيء أعظم علينا من هذا الدين. ولا يمكن قبول العبث بثوابت العقيدة أو الولاء والبراء من أي من هؤلاء المشايخ مهما علا شأنهم؛ بزعم قصور فهم الأتباع أو الاطلاع على ما لا يعلمونه
    !! فزمن الحجر على العقول قد مضى وولى منذ العصور الوسطى!! فمن أعمته عصبيته وتمادى في غلوه في تعظيم الأشخاص، ولم يرتدع بمثل هذه التذكرة، فقد زاغ عن الطريق، وباعد الله بينه وبين الحق بسبب ما خالط قلبه من الهوى
    !!
    هذه التجارب وغيرها الكثير، تجعلني أهدي نصيحتي لإخواني وأبنائي، بقلب ملؤه اليقين والسكينة والطمأنينة، أن تعلقوا بمنهج الله الحق وحده، فالحي لا تؤمن عليه الفتنة، وليكن تعظيمنا لعلمائنا ودعاتنا بقدر تمسكهم بهذا الحق، فها هو صديق الأمة رضي الله عنه، يؤصل لها قاعدة ذهبية عبر التاريخ قائلاً :

    (أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم!!)
    ولم يشترط عليهم أن يكونوا طلبة علم أو مقلدين أو عوام، إذ أن الحق يخاطب الفطر السليمة، دونما أي موانع أو حواجز، ولطالما بذل أهل الباطل من محاولات لطمسه، فهل أفلحوا؟! وذلك لأن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون!!

    وتذكروا دائماً أننا نتقرب إلى الله بحب الحق وأهله، وفي مقدمتهم علمائنا ومشايخنا الأفاضل (
    حفظهم الله تعالى) لأنهم من علمونا قواعد اتباع هذا الحق، وهم جميعاً إخوة متحابين في الله - ولله الحمد والمنة - ولكن نظراً لأن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، كان لابد من هذا التذكير الذي يجلي عن النفوس تعصباتها العاطفية، ويجردها للحق والحق وحده . .

    حيث أن الحي لا تؤمن عليه الفتنة
    ****************


    ملحوظة :
    استعنت بتلك الحلقة التي كنت قد حررتها منذ زمن طويل، إلا أنني وجدت فيها مواكبة للواقع المرير الذي تمر به الساحة الآن، لذا فقد أعدت نشرها، بعد إجراء بعض التعديلات عليها؛ بما يتناسب مع الحدث.
    [CENTER][FONT=traditional arabic][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE][/COLOR][COLOR=green][SIZE=7] على الله توكلنا [/SIZE][/COLOR][COLOR=#daa520][SIZE=7]. .[/SIZE] [/COLOR][/FONT][/CENTER]
    [CENTER][IMG]http://graphics.way2allah.com/awards/dr1.gif[/IMG][/CENTER]



    [CENTER] [/CENTER]
يعمل...
X