إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حماس ... وما أدراك ما حماس !!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حماس ... وما أدراك ما حماس !!

    يتحير كثير من المؤرخين في تسمية الفترات التاريخية التي تشهد تفرقًا في الأمة الإسلامية، ولذا فهم يلجئون عادة إلى تسمية الفترة بأبرز ما فيها من علماء حماس حركة المقاومة الإسلامية ومجاهدين ومخلصين.. فعهد السلاجقة مثلاً معروف في التاريخ الإسلامي، وإن لم يكونوا يحكمون العالم الإسلامي كله، ولكنهم كانوا أفضل ما فيه، كذلك عهد الزنكيين والأيوبيين والمماليك، فهذه كلها فترات لم تشهد إلا وَحْدة محدودة بين بعض الأقطار، فلم يجد المؤرخون أفضل من تسميتها بأفضل ما فيها حتى وإن لم تكن التسمية شاملة لكل الدول المعاصرة آنذاك.

    ولست أستبعد أبدًا أن تُعرف الفترة التي نعيش فيها الآن بفترة "حماس"، ويصبح المؤرخون لفترتنا يتجاهلون الكثير والكثير من الحكومات والأنظمة، ويعرِّفون فترتنا بأنها هي الفترة التي ظهرت فيها جماعة حماس، وحملت على عاتقها مهمَّة تحرير فلسطين من اليهود، بل لا أستبعد - إن استمرت الجماعة على نهجها وإخلاصها وعطائها وفكرها - أن تكون سببًا في توحيد المسلمين تحت راية واحدة بعد طول فُرقة وشتات.. وليس ذلك على الله بعزيز.

    حماس.. وما أدراك ما حماس!!، حماس، وما أدراك ما حماس!!

    قوم حملوا أرواحهم على أكفهم، وقاموا يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم..

    قوم جعلوا مهمتهم الأولى أن يحرروا الأرض التي بارك الله فيها للعالمين.. قوم ألقوا الدنيا خلف ظهورهم، وعاشوا تحت قصف النيران، وحصار الأعداء والأصدقاء، ولو أرادوا لتركوا البلاد والعباد، ولعاشوا لأنفسهم، ولكثرت في أيديهم الأموال، ولكنها الجنة تملأ عليهم فكرهم وحياتهم.

    قوم دفعوا من أرواح قادتهم وزعمائهم الذين لم يقبلوا أن يعيشوا في قصور وقلاع - كعامَّة الحكام العرب - بينما الشعب يعاني الألم والحصار..

    قوم يحملون القرآن والسنة، ويقرءون التاريخ والواقع، ويفهمون معاني الجهاد والهدنة، وقوانين الحرب والسلام، وآليات القتال والتفاوض، ويعرفون كيف يأخذون بالأسباب مع كامل التوكل على الله.

    هم بالجملة قوم يحملون بأمانة مهمة رفع رأس الأمة الإسلامية، وإعادة الكرامة المسلوبة، والشرف المفقود..

    فجزاهم الله خيرًا كثيرًا!!

    إنني والله أسعد بأني عشت في زمانهم، وكلما داخلني حزن أو ألم لما يحدث في بلاد العالم الإسلامي من جراح وأزمات، وخشيت على نفسي من إحباط مذموم، أو يأس مرفوض، أذهبُ إلى تاريخ حماس وواقعها، فأراجع بعض الصفحات، فأعود نشيطًا كما كنت، وسعيدًا من جديد، فأندفعُ إلى العمل والإنتاج بقوة أكبر، وحمية أعظم.

    إن هذا يحدث دومًا عند قراءة قصص المجاهدين، والمصلحين، والعلماء..

    إننا نأخذ دفعات كبرى جدًّا عند قراءه تاريخ الصحابة والتابعين، وعند تصفح حياة ألب أرسلان ونور الدين محمود وصلاح الدين وقطز، وعند مراجعة سيرة البخاري ومسلم والشافعي وابن حنبل والعز بن عبد السلام وابن تيمية.

    قادة حماس شهداء المقاومة، وهذا يحدث أيضًا عند دراسة حياة أحمد ياسين، والرنتيسي، وأبو شنب، وعقل، ويحيى عياش، وكذلك هنية ومشعل والزهار وغيرهم وغيرهم من أبطال الأمة.

    وليس معنى هذا الكلام أنهم قوم بلا أخطاء، أو أنهم معصومون كالأنبياء، فأنا أعلم أنهم يصيبون ويخطئون، ويختارون الأولى وخلاف الأولى، وينجحون ويفشلون، لكنهم في النهاية دُرَّة غالية في جبين الأمة الإسلامية.

    ولكل ما سبق فإنني أحزن كثيرًا عندما أفتح كثيرًا صفحات الجرائد العربية، وعند مشاهدة الكثير من البرامج التلفزيونية الحكومية، فأجد حربًا ضروسًا على هذه الجماعة المباركة، وأرى هجومًا ضاريًا قد لا نجده في صحف اليهود ذاتها! ونرى كذلك شبهات وتشكيكات وادعاءات وافتراءات؛ فهذا يتهمهم بالولاء لإيران، وذاك ينعتهم بمحبي السلطة، وثالث يدَّعِي أنهم لا يقرءون الأحداث بعمق، وكأن الحكيم في هذا الزمن هو من رفع الراية البيضاء، وأعلن الاستسلام دون شروط!!

    إن هذا يحزنني ولكن لا يدهشني!!

    إن كل زمان ومكان لن يخلو أبدًا من المنافقين...

    والمنافقون هم قوم يحملون أسماءً إسلامية، ويعيشون في بلاد المسلمين، وقد يؤدون بعض الشعائر كالصلاة والصيام، ولكنهم يحملون في قلوبهم غلاًّ وضغينة على المسلمين أشد مما يحمله اليهود والنصارى والملحدون..

    فالكفار قد أعلنوها صريحة أنهم يحاربون الإيمان والمؤمنين، أما هؤلاء المنافقون فأجبن من أن يعلنوا ذلك؛ لذا فهم يعيشون حياة التذبذب والحيرة والاضطراب، فيصلون وهم يكرهون المصلين، ويشهدون أنه لا إله إلا الله وهم يمقتون الموحِّدين، ويعيشون في بلاد المسلمين وهم يريدون لها السقوط في يد أعداء الدين.

    ولذلك فإن هذه النفسيات المعقَّدة، والعقليات المنحرفة تكره أشد ما تكره صور المجاهدين والمخلصين، فتنطلق تنهش في أجسادهم دون رحمة ولا شفقة، وتتحيّن الفرص للكيد لهم والبطش بهم.

    لقد كان هؤلاء المنافقون يعاصرون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما أقنعتهم الآيات المحكمة، ولا الأدلة الباهرة، ورأوا كرام الصحابة y أجمعين يتنافسون في فعل الخيرات فأكل الحقد قلوبهم، وانطلقوا يسخرون منهم ويلزمونهم، فإذا رأوا غنيًّا يجاهد بماله قالوا: هذا يرائي الناس، وإذا رأوا فقيرًا يأتي بالقليل الذي يملكه قالوا: وماذا يفعل هذا الشيء الحقير في دولة كبيرة، وجيش عظيم؟!، فهم قد قرروا أن ينتقدوا كل أفعال المؤمنين مهما كانت جليلة، وسيبحثون عن كل مبرر منطقي يؤكد فِرْيتهم، ويثبت باطلهم.

    ولقد ذكر الله U أمرهم هذا في كتابه الكريم عندما قال: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة التوبة: 79].

    إنهم يسخرون الآن من الذين يجاهدون مع أن المجاهدين يمارسون شعيرة هي ذروة سنام الإسلام، ويسخرون من صواريخهم البدائية، مع أنهم بذلوا في صناعتها أقصى ما يستطيعون، وما دفعهم إلى استعمالها إلا أن العرب المحيطين يمنعون عنهم الصواريخ الحديثة والأسلحة المتطورة، بل وأحيانًا يمنعون الطعام والشراب!!

    إنني لا أخشى هؤلاء المنافقين لا من قريب ولا من بعيد، فإن الله قد وعد بذلهم وإهانتهم {سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ} [سورة التوبة: 79]، وقال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [سورة النساء: 142].

    إن المنافقين لا يرهبونني أبدًا، ولكن الذي أخشى منه فعلاً أن تستمع طائفة من المؤمنين إلى شبهاتهم ومنكراتهم، فيتأثروا بباطلهم، ومن ثَمَّ يتخاذلون عن نصرة المجاهدين، ويتقاعسون عن نجدتهم.. لقد قال الله U مخاطبًا المؤمنين ومحذِّرًا لهم: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [سورة التوبة: 47].

    أي أن فيكم أيها المؤمنون من يستمع إلى المنافقين، بل ويُكثِر السماع، فنجد بعض المخلصين من أبناء الأمة يردِّدون هذه الشائعات المغرضة، ويتناقلونها فيما بينهم، وهذا فيه من الخطورة ما فيه، فالحذرَ الحذرَ أيها المسلمون، فإن وَحْدة صفِّنا من أهم عوامل نصرنا.

    إننا قبل أن نشكِّك في جماعة كريمة كحماس، وفي أبطال مجاهدين كقادتهم وجنودهم، علينا أن ننظر إلى من يطعن فيهم من زعماء وإعلاميين، فنسألهم: وماذا فعلتم أنتم يا من تملكون الشعوب والطاقات، ويا من تسيطرون على مخازن السلاح والذخيرة، ويا من تهيمنون على وسائل الإعلام والسياسة؟! اذكرا لنا ماذا قدمتم للمسلمين قبل أن تسخروا من الذين يبذلون جهدهم ولو كان في أعينكم قليلاً؟!

    أما أنتم يا حماس.. فهنيئًا لكم جهادكم وبذلكم وعطاءكم، وهنيئًا لكم فَهْمكم وعلمكم وعملكم، وأسأل الله لكم الإخلاص والثبات.

    اللهم إني لا أملك أن أجازيهم، فجازهم أنت خير الجزاء...

    اللهم ثبِّت أقدامهم، وسدِّد رميهم، وانصرهم على عدوِّهم.

    اللهم آمين..

    ونسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين.

    د/ راغب السرجاني

    { مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ }

    أخــي ستنـيـر الـدمـاء الـظــلام ... وتـزرعــه رحــمــة وســــلام
    فيا سحب غطّـي شعـاع الهـلال ... سيـشـرق بـعـدك بـــدر الـتـمـام

  • #2
    رد: حماس ... وما أدراك ما حماس !!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    ما شاء الله أخي فارس الاسلام و الله اثلجت صدري و أسئل الله العظيم رب العرش الكريم ان يلهمك الاخلاص و يستخدمك في دينه و ينور قلبك و ييسر أمرك اللهم أمين.
    بارك الله فيك.

    تعليق


    • #3
      رد: حماس ... وما أدراك ما حماس !!

      بسم الله الرحمان الرحيم.
      مداخلتي أخي الحبيب أريد أن أصبها في جانب يعيشه الشاب العربي المسلم و لقد دكرت بعضها وما أود التحدث عنه ليس فقط الإنصات بل الإحباط غرق فيه شبابنا منذ طفولته لقد أبانت المقاومة على العزيمة و الشجاعة وأظهرت للعالم من هو الشاب المسلم وقوة صموده و على الشباب المسلمين أن يستنبطوا من شباب المقاومه دروس في الرجولة والصبر .

      تعليق


      • #4
        رد: حماس ... وما أدراك ما حماس !!

        بارك الله فيك أخي على هذا النقل الطيب

        التاريخ لا يذكر إلا العظماء أما الباقين فهم في مزبلة التاريخ
        الذين أرادوا الخنوع حتى لا تذهب كراسيهم من تحتهم فيسقطوا سقوطا مدويا

        الذين خافوا على ضيعاتهم وقصورهم وتحججوا بأنهم لا يريدوا للبلاد أن تنزلق في حرب تأتي على الأخضر واليابس كما يقولون

        وهم من أكلوا من خيرات بلادهم وسرقوا ونهبوا أموال شعوبهم مما أدى لهذا الفقر والدمار الإقتصادي بسبب فسادهم
        ركنوا للدنيا وزينتها
        وتخلوا عن نصرة الإسلام لإغراقهم في حب الدنيا وللتمتع بملذاتها

        فإنا لله وإنا إليه راجعون

        وأعجبني في خطاب رئيس الوزراء إسماعيل هنية إستدلاله بالآيات القرآنية وتوعده لليهود بالمسير قدما في سبيل تحرير الأراضي الإسلامية وذكره لهم بأنهم أعداء
        وليس كالمداهنين من قادة العرب الذين لا يحبوا أن يتكلموا بآيات قرآنية خشية أن يوصموا بالإرهاب وأن يغضبوا أسيادهم من الغربيين
        ويقولون أن إسرائيل دولة صديقة
        أعداء الله وقتلة الأنبياء وسفاكي الدماء أصدقاء
        فلا حول ولا قوة إلا بالله

        وهؤلاء المنافقين الذين أرادوا أن يوهنوا عزم المجاهدين وأرادوا أن تنهزم حماس حتى ينهار النموذج الإسلامي الناشيء
        وكما قلتم فهم يصيبوا ويخطئوا
        ونسأل الله أن يصلحهم وأن يوفقهم لما فيه مصلحة العباد

        وجزاكم الله خيرا أخي الحبيب
        إن كـان تـابـع أحمـدٍ متـوهِّباً * * * فـأنـا المقـرُّ بـأننـي وهَّـابـي
        أنفي الشـريك عـن الإله فليس لي * * * ربٌّ سـوى المتفـرِّد الـوهَّـابِ
        لا قبـةٌ تُــرجـى ولا وثنٌ ولا * * * قبـرٌ لـه سبـب مـن الأسبـابِ
        كـلا ولا شجـرٌ ولا حجـرٌ ولا * * * عيـنٌ ولا نصـبٌ من الأنصابِ

        تعليق


        • #5
          رد: حماس ... وما أدراك ما حماس !!

          جزاكم الله تعالى خيرا اخى الحبيب فارس الاسلام على هذا الموضوع الطيب الذى زادنا حبا الى حبنا لهذه الفئه المباركه التى والله نكن لها كل الحب والتقدير لما يقدموه منتضحيات بارواحهم قبل كل شىء فى سبيل الله
          وانى اعلم انهم لا يطمعون بالسلطه فانهم ان كانوا كذلك لخافوا على ارواحهم من ان يقتلوا قبل ان ينالوا امانيهم
          ولكنهم عملوا للاخرة فجاهدوا وصبروا فلهم الله هو نعم المولى ونعم النصير

          اللهم اقر اعيننا واعينهم بنصر الاسلام وعز الموحدين

          اللهم امين


          لحظه من فضلك
          اضغط هنا
          اللهم صلِّ على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً

          تعليق


          • #6
            رد: حماس ... وما أدراك ما حماس !!

            بارك الله فيكم
            ارجو ان تسمعوا الى هذه المحاضرة
            ماذا ينقمون منكـ ِ يا حماس ؟!؟ من أفضل ما قيل في الدفاع عن ?حمـــاس ?
            رابط مباشر

            http://www.azhar2day.com/vb/hamass.mp3

            تعليق


            • #7
              رد: حماس ... وما أدراك ما حماس !!

              الدكتور راغب السرجاني أولا
              هو من الإخوان المسلمين هذا أولا
              ثانيا ربما كتبها قبل ما أن تبين حقيقة هذا الحركة
              أسأل الله أن يردها للصواب
              بخصوص حركة حماس فهي ليست وحيدة في الصف الفلسطيني وهناك الكثير من خيرة الأمة يقاتلون إسرائيل
              وليست حماس فقد حاملة لواء الذب عن حياض المسلمين
              بخصوص ماذا ينقمون منك يا حماس في قديمة نوعا ما
              وهي لسامح دلول أسأل الله أن يفقهه في الدين
              وبها مغالطات
              أسال الله العافية والسلامة
              د.ناصر العمر |
              إذا اقشعرَّ جلدك ولان قلبك وأنت تسمع آيات الوعد والوعيد؟! عندئذٍ تكون متدبّراً للقرآن ومنتفعاً به، ويكون حجةً لك لا حجةً عليك !. ولكي تلمس أثر القرآن في نفسك، انظر: هل ارتفع إيمانك؟.. هل بكيت؟.. هل خشعت؟.. هل تصدقتَ؟..فكل آية لها دلالاتها وآثارها .

              تعليق


              • #8
                رد: حماس ... وما أدراك ما حماس !!

                يا أخوة ..................

                لي سؤال لو سمحتم :

                هل حماس تحكم بما أنزل الله أم لا؟

                تعليق

                يعمل...
                X