من محمد صالح المنجد إلى إخوانه وأخواته في الدين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله (رواه مسلم).
وروى مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عاشوراء يوم من أيام الله. قال ابن القيم رحمه الله: "وأيام الله وقائعه التي أوقعها بأعدائه ونعمه التي ساقها إلى أوليائه".
وفي هذه السنة -كما تعلمون- كان شهر ذو الحجة 29 يوما بحسب تقويم أم القرى، وقد تم تحري رؤية هلال محرم عند غروب شمس ذلك اليوم في كل من سدير وشقراء والغاط ولم تتم رؤيته كما أخبرني من أثق به وكانت السماء غائمة، وكنت قد كتبت تلك الليلة في صفحتي بموقع تويتر ما يلي:
"لم يُر هلال محرم في عدد من المناطق التي تم التحري فيها، مع وجود غيوم، فإن بقي الأمر على ما هو عليه فسيوافق تاسوعاء الاثنين وعاشوراء الثلاثاء". انتهى.
فإن لم يأت إعلان رسمي يبين شهادة مغايرة فإن القاعدة هي إكمال ذي الحجة 30 يوما وبناء عليه يكون عاشوراء الثلاثاء ومن أراد الاحتياط لعاشوراء صام الاثنين والثلاثاء خصوصا وأن عددا كبيرا من الناس قد رآه في الليلة التالية واضحا في السماء كأنه ابن ليلتين، ومسألة الاحتياط لعاشوراء في مثل هذه الحالة معروفة عند العلماء كما في كتبهم، ومن الاتفاقات التي حصلت في أواخر حياة شيخنا عبد العزيز بن باز ما يلي: في عام 1417 حصل اشتباه في دخول شهر المحرم فقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "الأفضل للمؤمن في هذا العام أن يصوم الاثنين والثلاثاء احتياطا؛ لأن يوم الأحد يحتمل أن يكون التاسع إن كان شهر ذي الحجة ناقصا، ويحتمل أن يكون هو الثامن إن كان شهر ذي الحجة كاملا، ومن صام يوم الأحد والاثنين والثلاثاء فحسن؛ لما في ذلك من تمام الاحتياط،ولأن صوم ثلاثة أيام من كل شهر سنة" [مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز]، (وقد نشرنا ذلك برسالة في جوال نور) ونحن نقول في هذا العام 1433 كما قال شيخنا تماما في تلك السنة (وقد اتفقت الأيام).
ويثير كثير من الإخوة والأخوات في كل سنة الكلام نفسه: لماذا الاضطراب ولماذا لا يتم حسم الأمر ببيان رسمي من القضاء الشرعي في أول الشهر؟ فالجواب: أن قضية الترائي من صميم ديننا وشرعنا {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} [البقرة:189] والذي ورد في السنة الترائي بالعين، والشارع هو الذي وضع لنا قاعدة إتمام الشهر إذا غمي علينا فنحن نسير عليها، ولا يقع عند أهل العلم لغط واضطراب بحمد الله والمسألة لديهم واضحة، وإنما يقع الاضطراب عند بعض العامة إذا لم تتفق نتيجة التحري مع تقويم أم القرى المطبوع.
وأما بالنسبة لتأخر الإعلان أحيانا عن أول الشهر فقد قال علماؤنا إن هلال محرم لا تتعلق به عبادة عامة واجبة كالصيام والحج ولذلك لا يجب الإعلان في أوله ويكفي حرص الناس على السؤال فيما بينهم وإخبار بعضهم لبعض وسؤال القضاة وكبار العلماء والمحتسبين في ترائي الأهلة وأهل الخبرة في هذا الشأن، وغالبا ما يوجد الجواب والحمد لله، أسأل الله لي ولإخواني جميعاً الإخلاص والقبول، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، والله الهادي إلى سواء السبيل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله (رواه مسلم).
وروى مسلم أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن عاشوراء يوم من أيام الله. قال ابن القيم رحمه الله: "وأيام الله وقائعه التي أوقعها بأعدائه ونعمه التي ساقها إلى أوليائه".
وفي هذه السنة -كما تعلمون- كان شهر ذو الحجة 29 يوما بحسب تقويم أم القرى، وقد تم تحري رؤية هلال محرم عند غروب شمس ذلك اليوم في كل من سدير وشقراء والغاط ولم تتم رؤيته كما أخبرني من أثق به وكانت السماء غائمة، وكنت قد كتبت تلك الليلة في صفحتي بموقع تويتر ما يلي:
"لم يُر هلال محرم في عدد من المناطق التي تم التحري فيها، مع وجود غيوم، فإن بقي الأمر على ما هو عليه فسيوافق تاسوعاء الاثنين وعاشوراء الثلاثاء". انتهى.
فإن لم يأت إعلان رسمي يبين شهادة مغايرة فإن القاعدة هي إكمال ذي الحجة 30 يوما وبناء عليه يكون عاشوراء الثلاثاء ومن أراد الاحتياط لعاشوراء صام الاثنين والثلاثاء خصوصا وأن عددا كبيرا من الناس قد رآه في الليلة التالية واضحا في السماء كأنه ابن ليلتين، ومسألة الاحتياط لعاشوراء في مثل هذه الحالة معروفة عند العلماء كما في كتبهم، ومن الاتفاقات التي حصلت في أواخر حياة شيخنا عبد العزيز بن باز ما يلي: في عام 1417 حصل اشتباه في دخول شهر المحرم فقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله: "الأفضل للمؤمن في هذا العام أن يصوم الاثنين والثلاثاء احتياطا؛ لأن يوم الأحد يحتمل أن يكون التاسع إن كان شهر ذي الحجة ناقصا، ويحتمل أن يكون هو الثامن إن كان شهر ذي الحجة كاملا، ومن صام يوم الأحد والاثنين والثلاثاء فحسن؛ لما في ذلك من تمام الاحتياط،ولأن صوم ثلاثة أيام من كل شهر سنة" [مجموع فتاوى الشيخ عبد العزيز بن باز]، (وقد نشرنا ذلك برسالة في جوال نور) ونحن نقول في هذا العام 1433 كما قال شيخنا تماما في تلك السنة (وقد اتفقت الأيام).
ويثير كثير من الإخوة والأخوات في كل سنة الكلام نفسه: لماذا الاضطراب ولماذا لا يتم حسم الأمر ببيان رسمي من القضاء الشرعي في أول الشهر؟ فالجواب: أن قضية الترائي من صميم ديننا وشرعنا {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ} [البقرة:189] والذي ورد في السنة الترائي بالعين، والشارع هو الذي وضع لنا قاعدة إتمام الشهر إذا غمي علينا فنحن نسير عليها، ولا يقع عند أهل العلم لغط واضطراب بحمد الله والمسألة لديهم واضحة، وإنما يقع الاضطراب عند بعض العامة إذا لم تتفق نتيجة التحري مع تقويم أم القرى المطبوع.
وأما بالنسبة لتأخر الإعلان أحيانا عن أول الشهر فقد قال علماؤنا إن هلال محرم لا تتعلق به عبادة عامة واجبة كالصيام والحج ولذلك لا يجب الإعلان في أوله ويكفي حرص الناس على السؤال فيما بينهم وإخبار بعضهم لبعض وسؤال القضاة وكبار العلماء والمحتسبين في ترائي الأهلة وأهل الخبرة في هذا الشأن، وغالبا ما يوجد الجواب والحمد لله، أسأل الله لي ولإخواني جميعاً الإخلاص والقبول، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، والله الهادي إلى سواء السبيل.
تعليق