نوّهت الأحاديث النبوية إلى أكثر من سبعين فائدة للسواك أهمها أنه يطهر الفم ويرضى الرب ويبيض الأسنان ويطيب النكهة ويشدّ اللثة ويصفى اللون ويجرى اللسان ويذكّى الفطنة ويقطع الرطوبة ويحد البصر ويبطئ الشيب ويسوّى الظهر ويضاعف الأجر ويسهل النزع ويذكر الشهادة عند الم
أما عن العلة الطبية الداعية إلى استخدام السواك فيذكرها الدكتور/ محمد ناظم النسيمى في كتابه (الطب النبوي والعلم الحديث) فيقول صـ 284 من الجزء الأول [ بسبب اتصال الفم بالمحيط الخارجي يكون مضافا لكثيراً من الجراثيم التي نسمّيها الزّمرة الجرثومية للفم وأكثر هذه الجراثيم تكون عاطلة عند الشخص السليم وتنقلب مؤذية إذا أهمل الإنسان صحة فمه أو إذا طرأ عليه ما يضعف مقاومة بدنه وإن تكاثر تلك الجراثيم في الفم وما تؤدى إليه من تخمر وتفسّخ في الفضلات الباقية فيه يسيء إلى رائحته ثم يضيف قائلا والسواك كما أنه واسطة لتنظيف الأسنان فهو واسطة لتدليك اللثة وتدليكها ولو بالأصبع ضروري للحفاظ على صحتها ونموها وإبقاء سترها لعنيقات الأسنان]
وقد أثبت الطب الحديث علاج السواك لكثير من أمراض الفم والأسنان نستطيع أن نلخصها ونجملها من رسالة ( السواك ) للصيدلي الكيماوي السيد صلاح الدين الحنفي فيما يلي :
أولهما : بعض الخمائر التي تفرزها بعض الجراثيم وهى تؤثر في الهيكل العضوي للمينا
وثانيهما : المواد الحمضية الناشئة عن تخمر السكاكر والتي تحل الأملاح الكلسية في المينا فينشأ عن كلا السببين تصدّع في المينا وبالتالي تنخر في السن
2- التيح السنخى: وهو داء يصيب الحافة السّنخية للسن
3 - القلح : وهو رسوب بعض الأملاح الكلسية على سطوح الأسنان وبازدياد تراكمه يصبح قاسيا ويشكل طبقة كثيفة مصفرة ولا شك أن السواك يمنع تراكم هذه الأملاح
4 - التهاب الفم واللثة
5 - التهاب الفم القرحى
6 - التهاب الفم القلاعي
7 - التهاب اللوزات والتهاب البلوغ
ومن الاختلاطات الجسمية الناشئة عن أمراض الأسنان :
التهاب المعدة وتقيحها . الالتهابات الرئوية . الآلام العصبية والوجهية بسبب وجود تقيح في الأسناخ السنيّة. التهاب الشبكية العينية بسبب النخر في الأسنان . إنتانات عامة كانت جراثيمها أو حماتها الراشحة في الفم
ومن هنا يتبين لنا حكمة سنية السواك في هدى الرسول صلى الله عليه وسلم وخاصة في ابتداء كل وضوء وعقب الطعام وعند تغير رائحة الفم وقبل النوم وعقب الاستيقاظ
هذه الفوائد العجيبة والغريبة للسواك دعت كثيرا من الباحثين لدراسة الأراك الذي يتخذ منه السواك دراسة علمية نلخص نتائجها فيما يلي عن (رسالة السواك)
1- أنه فرشاة بأليافه الدقيقة للتنظيف وإزالة الفضلات من بين الأسنان . وهو ألطف من السواك المتخذة من أعواد الأشجار الأخرى
2- وهو كمعجون صحي للأسنان بما يحويه من مواد مطهرة وبلورات السيسليس وحماضات ومواد عطرية وأملاح معدنية ومواد صمغية ونشاء
والبلورات المذكورة تفيد كمادة منظفة وزالقة للأوساخ وهى بسبب صلابتها تحك القلح من الأسنان وباستعمال الماء مع السواك وبالمضمضة تنطرح تلك الأوساخ
3- في الأراك مواد مضادة للعفونة وقاتلة للجراثيم ولقد بيّن العالم رودات مدير معهد علم الجراثيم والأوبئة في جامعة روستوك في ألمانيا أنه وضع مسحوق عود الأوراك المبلل على مزارع الجراثيم فظهرت على المزارع آثار كتلك التي يقوم بها البنسلين ولقد استعمل هذا العالم مزارع المكوّرات العنقودية وهى أهم الجراثيم الموجودة في الفم ومن أسباب أمراضه كالتقيح السنخى
4- في الأراك مادة عطرية زيتية منحلة في الأثير تعطى الفم رائحة زكية وطعما مستحسنا ومن أجل تلك الفوائد يحسن إدخاله في المستحضرات السّنية بأن يدق وتؤخذ خلاصته المعروفة باسم Poudre de Sauak
ومما سبق تتبين لنا الحكم الصحية الكثيرة في استعمال الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمين للسواك المتخذ من عود الأراك وصدق صلى الله عليه وسلم إذ يقول {عَلَيْكُمْ بِالسوَاكِ فَنِعْمَ الشَّيْءُ السوَاكُ يَذْهَبُ بِالْحَفْرِ وَيَنْزِعُ الْبَلْغَمَ وَيَجْلُو الْبَصَرَ وَيَشُدُّ اللَّثَةَ وَيَذْهَبُ بِالْبَخَرِ وَيُصْلِحُ الْمَعِدَةَ وَيَزِيدُ فِي دَرَجَاتِ الْجَنَّةِ وَيُحَمدُ الْمَلاَئِكَةَ وَيُرْضِي الرَّبَّ وَيُسْخِطُ الشَّيْطَانَ}[1]
وإن كان هذا لا يمنع من استخدام معجون الأسنان والفرشاة بل إننا نحبّذ الجمع بينهما
طريقة استخدام السواك
1- ينقع عود الأراك في الماء ثم يدق ذلك الطرف حتى تتفرق ألياف العود وتصبح بشكل الفرشاة مع نزع القشرة الخارجية
2- تمرر على الأسنان من أعلى لأسفل على أن تبدأ من الناحية اليمنى
3- تغسله بالماء وتنشفه جيدا عقب كل استعمال
4- كلمـا تـآكل الجـزء الداخلي يقطـع هذا القــسـم الأخير ويصنع من جديد من نهاية العود فرشاة جديدة
[1] رواه السيوطي في الجامع الصغير عن أنس رضي الله عنه
http://www.youtube.com/watch?v=1CGiDE1DE20
تعليق