بسم الله الرحمن الرحيم
بعد ثورة 25 يناير 2011 كثرت الثقافة السياسية عند الشعب المصرى بمختلف طوائفه فبعدما كان يرجع المواطن من عمله ويذهب الى النوم ثم يقوم ليسمع الافلام او يتحدث مع اولاده اصبح الشاغل للناس فى الوقت الحالى منذ هذه الثورة هو الاهتمام بالاحداث الجارية وما يحدث لهذه البلد وما يطرأ عليها كل يوم وهذا من اهم مكتسبات الثورة
واتمنى الا يكون المكتسب الوحيد
فاصبح الان الاهتمام بالساحة السياسية اهتمام كبير ولكن الجمهور الوافد الى السيس للاسف ليس على خلفيه ثقافية ونما على جهل تام بالقواعد السياسية فهو يحكم بما يرى سواء فى الاعلام او يسمع ممن يجالسهم سواء فى عمله او على المقهى ..الخ
فهذا ولد فكرة وهى تحويل الميزة الى عيب فاصبح الان الكل يتكلم ولكن لا احد يجتهد ليبحث عن الحقيقة او يجتهد ليعطى رأى عن طريق القراءة او الاستماع لكافة الاطراف وانما المواطن بات يسمع واصبح يردد فهذا كل ما يفعله فلا يحاول حتى ان يفكر فى الكلام الذى يردده وهكذا كانت الساحة السياسة منذ ثورة يناير والوضع مستمر حتى الان
لذلك فلا تتعجب يا صديقى عندما ترى من الاغلبية عدم الاقتناع برأى مركب ابدا فثقافة الرأى المركب او الاجابة المركبة لم تتولد عند الجمهور فالكل يبحث عن اجابة مطلقة نعم ام لا ؟؟
ولكن هناك اجابات تكون بنعم ولا فى نفس الوقت ولكن لكل منهما تفسير ولكن من يدرك هذه الامور؟؟ ،وحتى عند تمجيد موقف لشخص او الاعتزاز به فى موقف او رأى محدد بالرغم من خلافك معه فى موقف اخر فان الحكم عليك يكون مطلقا بانك اعترفت به ومجتدته فانت اذا معه فى كل ما يقوله بالرغم من خلافك معه فى فكرة كذا وكذا
فهذا الاسلوب للاسف موجود فى الجمهور الحالى سواء فى الساحة السياسية او الساحة الثقافية فتجد مثلا عند السؤال عن معلومة الكل ينتظر قول ثابت وبسيط لا يتغير فمثل هؤلاء كالذى يريد ان يعرف هل القتل حلال ام حرام ؟ فهذا سؤال مطلق غير محدد معالمه فالاجابة تكون حلال عند الحروب او من يهجم عليك وحرام عند قتل نفس بريئة ليس لها اى ذنب فهذه الاجابة الصحيحة عند العامة لا تقبل ولا تُطاق فهم لا يطيقون الاستماع لكل هذا التفسير فهم لا يريدون الا كلمة واحده هى حرام او حلال
ولا ادرى هل هذا عن عمد منهم ام انهم يملون من سماع التفسيرات والاجابات الكاملة الصحيحة
لذلك اذا اردت ان تفهم فعليك بالصبر وبالعقل فلا يجب الاندفاع وراء كلمة فى اجابة وانما الانتظار حتى تنكشف الحقيقة
فالجمهور عند الجلوس فى المسرح ينتظر حتى تنكشف الستائر كاملة ليرى المسرحية وما يقوم به الممثلون
وهذه الظاهرة اعتقد ان سببها هو الجهل وسوء التعليم فنحن لم نتربى كيف نصنع رأيا وكيف نستمع للرأى وانما تربينا على من يقول لنا نحن نفكر لك فاجعل عقلك مسترخيا ونحن نقدم لك الذى ستفكر فيه لذلك فهذا من اسباب تخلف هذه البلاد وجعلها دولا ناميه حتى اننا لم نبدأ مرحلة النمو لان العقل لا يفكر وانما يسيطر عليه افواه وكلمات الاخرين سواء من الاعلام او من المحيط
فاحذروا من التفكير لكم
واحرصوا على الاجتهاد لتكوين الرأى الصائب واحترام الرأى الاخر
تعليق