منذ صغري و اسم محمد غنيم له صدى خاص في أذني و كلما تقدم العمر زاد احترامي لهذا الرجل و تعمق شعور خاص له في قلبي و ربما لأننا تعودنا دفن الأبطال و محو أسمائهم من تاريخنا و اتجهنا لصنع نماذج وهمية فقد ضاع اسم هذا الرجل فقليل جدا من شباب مصر يعرفه بينما السير الذاتية للاعبي الكرة و الفنانين تجد لها رواج بين الشباب ، و لهذا صارت أمتنا إلى ما صارت إليه فبناء الأمم المتحضرة نابع من احترامها لرموزها التاريخية و علمائها و قادتها الذين بذلوا من دمائهم و أوقاتهم الكثير في سبيل رفعة هذه الأمة .
أعود لأروي لكم بطولات حقيقية و ليست وهمية كتلك التي يرويها الأعلام عن الخونة و العملاء في محاولة لتجميل تلك الوجوه القبيحة و تزين كلماتهم الهزيلة أعود فأروي لكم قصة رجل من مدينة المنصورة اسمه محمد غنيم طبيب مصري فذ نجح بمساعدة فريق طبي بسيط في نقلى كلى في عام 1976 في ظل إمكانيات بسيطة ، محمد غنيم عالم من الطراز الأول وهب حياته لخدمة المرضى الفقراء و كل أبناء المنصورة يعرفون ما قدمه هذا العملاق لخدمة المرضى فرفض أن تكون له عيادة خاصة رغم أن هذا حلم عشرات الأطباء لكن محمد غنيم طموحاته أكبر من هذا و لم ترتبط يوما بشخصه إنما ارتبطت بواقع المجتمع الذي يعيش فيه فكرس كل وقته و مجهوده لإنشاء واحد من أكبر مراكز الكلى في العالم العربي هذا المركز الذي رفضت دول محور الشر أمريكا و اوربا دعمه رغم أنها تنفق عشرات الملايين لدعم ديموقراطيتها الكاذبة الواهية في العالم و رغم كل هذه الصعوبات تحقق حلم دكتور غنيم على أرض الواقع و كل من يعرف محمد غنيم يعلم جيدا ما بذله هذا الرجل من عمره و طاقته في خدمة مرضى مصر لقد حول دكتور غنيم مركز الكلى لمنارة علمية لدعم مرضى الكلى و القصص التي تُروى حوله أشبه بأساطير من الزمن الجميل فقد رفض عشرات العروض من دول مختلفة لترك موقعه و السفر إليها فضل أن يكون موظف في الدولة رغم ضعف المرتبات و نكران الجميل فضل أن يكون في صف الفقراء و المحتاجين فضل أن يبذل حياته لقضية نبيلة و رأى أن المال لا قيمة له إذا ما قورن بتحقيق هدف سامي على أرض واقعنا المتردي.
محمد غنيم له قصة ليست أول قصصه و لن تكون أخره فهو بالفعل أسطورة تمشي على الأرض و قصته النبيلة تتلخص في أنه كانت له مربية تراعيه منذ صغره فلما تقدم بها العمر أراد أن يضعها في مكان لائق لتلقى عناية متميزة و هذا لأمر القليل جدا يعرفه و كان والدي يعمل في هذا الوقت في الاتحاد الأقليمي للجمعيات و هي جهة تشرف على الجمعيات الخيرية فوجىء أبي باتصال هاتفي في أحد الأيام يخبره أن دكتور محمد غنيم سوف يقابله و شعر أبي بفرحة عارمة و عندما قابل دكتر محمد عنيم أبي شرح له الأمر و قال له أن هذه المرأة مثل أمه لكن مشاغله تجعله يعجز عن متابعتها فقاموا بنقلها بأحد دور رعاية المسنين و قام دكتور محمد غنيم بنقل هذه المرأة الكريمة إلى الدار بعد تجهيز غرفتها تجهيز خاص تكفل به العالم البار و كان والدي يروي لي عن عجائب كيف أن هذا العالم الفذ المهيب الجانب كان يعامل هذه المرأة البسيطة و كأنها أمه و كان يزورها أسبوعيا بانتظام حتى أخر رمق في حياتها.
و لأن البطولات لا تتجزأ و لأن النفوس العظيمة تأبى الركون إلى الأرض فقد شعر دكتور غنيم صاحب النفس النبيلة الأبية بغضب عارم تجاه ما يحدث في غزة من عدوان وحشي دامي في ظل صمت مخزي أو صرخات مبتورة لا قيمة لها على شفاه أبطال من ورق لذا أراد هذا الطبيب الإنسان أن يرسم لنا دون أي كلمات رنانة صورة واقعية لبطولة حقيقية فذهب إلى غزة على رأس وفد طبي ليباشر عمله الإنساني الذي وهب عمره من أجله و عندما سألته احد المذيعات (( أنت ثروة قومية ألا تخشى الموت )) فقال في كلمات راقية (( و هل نفسي أغلى من أهل غزة ))
العجيب في الأمر أن هذا الرجل ذهب دون أدنى ضجيج أعلامي و الله سبحانه و تعالى ساق إليه أحد القنوات التليفزيونية لتقابله عند معبر رفح و لو هذا ما علمنا أبدا أنه هناك أعتقد الآن أننا فهمنا بالفعل معنى كلمة بطولات.
مواقف :
ألقيت الأسبوع الماضي خطبة جمعة و بعدها توجه لي طفل صغير و أعطاني جنيه و قال لي هذا من مصروفي الخاص لصالح غزة .
كنت في زيارة طبيب و كنت أتحدث عبر المحمول عن الأوضاع في غزة و فوجئت بالممرضة تطلب مني مساعدتها للذاهب لغزة لرعاية المرضى فأسقط في يدي و شعرت بالخجل من فتاة بسيطة تريد الذهاب لقلب الموت و نحن نقبع هنا في فرشنا الدافئة .
و فعل رجل في ألف رجل .......... خير من قول ألف رجل في رجل
تذكرت هذا البيت و أن أشاهد للآسف التلفاز لقد كشفت هذه المحنة بالفعل أننا نجيد الكلام ولكننا نعجز تماما عن الأفعال .
أعود لأروي لكم بطولات حقيقية و ليست وهمية كتلك التي يرويها الأعلام عن الخونة و العملاء في محاولة لتجميل تلك الوجوه القبيحة و تزين كلماتهم الهزيلة أعود فأروي لكم قصة رجل من مدينة المنصورة اسمه محمد غنيم طبيب مصري فذ نجح بمساعدة فريق طبي بسيط في نقلى كلى في عام 1976 في ظل إمكانيات بسيطة ، محمد غنيم عالم من الطراز الأول وهب حياته لخدمة المرضى الفقراء و كل أبناء المنصورة يعرفون ما قدمه هذا العملاق لخدمة المرضى فرفض أن تكون له عيادة خاصة رغم أن هذا حلم عشرات الأطباء لكن محمد غنيم طموحاته أكبر من هذا و لم ترتبط يوما بشخصه إنما ارتبطت بواقع المجتمع الذي يعيش فيه فكرس كل وقته و مجهوده لإنشاء واحد من أكبر مراكز الكلى في العالم العربي هذا المركز الذي رفضت دول محور الشر أمريكا و اوربا دعمه رغم أنها تنفق عشرات الملايين لدعم ديموقراطيتها الكاذبة الواهية في العالم و رغم كل هذه الصعوبات تحقق حلم دكتور غنيم على أرض الواقع و كل من يعرف محمد غنيم يعلم جيدا ما بذله هذا الرجل من عمره و طاقته في خدمة مرضى مصر لقد حول دكتور غنيم مركز الكلى لمنارة علمية لدعم مرضى الكلى و القصص التي تُروى حوله أشبه بأساطير من الزمن الجميل فقد رفض عشرات العروض من دول مختلفة لترك موقعه و السفر إليها فضل أن يكون موظف في الدولة رغم ضعف المرتبات و نكران الجميل فضل أن يكون في صف الفقراء و المحتاجين فضل أن يبذل حياته لقضية نبيلة و رأى أن المال لا قيمة له إذا ما قورن بتحقيق هدف سامي على أرض واقعنا المتردي.
محمد غنيم له قصة ليست أول قصصه و لن تكون أخره فهو بالفعل أسطورة تمشي على الأرض و قصته النبيلة تتلخص في أنه كانت له مربية تراعيه منذ صغره فلما تقدم بها العمر أراد أن يضعها في مكان لائق لتلقى عناية متميزة و هذا لأمر القليل جدا يعرفه و كان والدي يعمل في هذا الوقت في الاتحاد الأقليمي للجمعيات و هي جهة تشرف على الجمعيات الخيرية فوجىء أبي باتصال هاتفي في أحد الأيام يخبره أن دكتور محمد غنيم سوف يقابله و شعر أبي بفرحة عارمة و عندما قابل دكتر محمد عنيم أبي شرح له الأمر و قال له أن هذه المرأة مثل أمه لكن مشاغله تجعله يعجز عن متابعتها فقاموا بنقلها بأحد دور رعاية المسنين و قام دكتور محمد غنيم بنقل هذه المرأة الكريمة إلى الدار بعد تجهيز غرفتها تجهيز خاص تكفل به العالم البار و كان والدي يروي لي عن عجائب كيف أن هذا العالم الفذ المهيب الجانب كان يعامل هذه المرأة البسيطة و كأنها أمه و كان يزورها أسبوعيا بانتظام حتى أخر رمق في حياتها.
و لأن البطولات لا تتجزأ و لأن النفوس العظيمة تأبى الركون إلى الأرض فقد شعر دكتور غنيم صاحب النفس النبيلة الأبية بغضب عارم تجاه ما يحدث في غزة من عدوان وحشي دامي في ظل صمت مخزي أو صرخات مبتورة لا قيمة لها على شفاه أبطال من ورق لذا أراد هذا الطبيب الإنسان أن يرسم لنا دون أي كلمات رنانة صورة واقعية لبطولة حقيقية فذهب إلى غزة على رأس وفد طبي ليباشر عمله الإنساني الذي وهب عمره من أجله و عندما سألته احد المذيعات (( أنت ثروة قومية ألا تخشى الموت )) فقال في كلمات راقية (( و هل نفسي أغلى من أهل غزة ))
العجيب في الأمر أن هذا الرجل ذهب دون أدنى ضجيج أعلامي و الله سبحانه و تعالى ساق إليه أحد القنوات التليفزيونية لتقابله عند معبر رفح و لو هذا ما علمنا أبدا أنه هناك أعتقد الآن أننا فهمنا بالفعل معنى كلمة بطولات.
مواقف :
ألقيت الأسبوع الماضي خطبة جمعة و بعدها توجه لي طفل صغير و أعطاني جنيه و قال لي هذا من مصروفي الخاص لصالح غزة .
كنت في زيارة طبيب و كنت أتحدث عبر المحمول عن الأوضاع في غزة و فوجئت بالممرضة تطلب مني مساعدتها للذاهب لغزة لرعاية المرضى فأسقط في يدي و شعرت بالخجل من فتاة بسيطة تريد الذهاب لقلب الموت و نحن نقبع هنا في فرشنا الدافئة .
و فعل رجل في ألف رجل .......... خير من قول ألف رجل في رجل
تذكرت هذا البيت و أن أشاهد للآسف التلفاز لقد كشفت هذه المحنة بالفعل أننا نجيد الكلام ولكننا نعجز تماما عن الأفعال .
تعليق