عندما تتمشى فى شوارع هذه البلد تجد الكثير من البشر حولك فتجد الابيض والاسود والنحيف والمسين والطويل والقصير
تجد من له لحيه عظيمه ومن له شارب كبير ومن له شعر كثيف ومن له شعر قصير
كل هؤلاء حولك تراهم يوميا بكل اشكالهم والوانهم واجناسهم ولكن الغريب هو النفور من كل شكل تراه مختلفا
فعندما تنظر للشاب صاحب الشعر الطويل فتنفر منه وتغالى فى ذمه اذا كنت مع صديق وحتى اذا كنت مع نفسك فتاخذ النفس فى النفور وعدم التقبل والاقتناع بانه غريب على غير العادة ولكن ما هذا الذى يفعله ايوجد من رجل يطيل شعره لهذه الدرجه
هذه التساؤلات كلها تأتى الى الذهن عند النظر لاحد من يطيلون شعرهم
وهذه المشكلة ايضا عند بعض الناس المضادون لفكره الحجاب وبالاشمل النقاب ترى الكثير عندما يرى المحجبه او المنتقبه فيبدأ بالنفور منها ويذمها ويبدأ العقل بالتفكير فى وصف لها لما تراه النفس
فلم تتعود النفس على هذا الشكل وبطبيعه النفس الغيوره تبدأ فى رفض كل جديد وتبدأ فى ابتكار النقد والهجوم دون اى سبب
هذا ما يعيش عليه مجتمعنا فلا يعرف ما معنى تقبل الاخر باى صورة واى مظهر
فالمنتقبة تحترمها لاتلزامها بدينها والراهبة تحترمها لالتزامها بدينها والشيخ والقس يجب عليك ان تحترم الاخر مهما كان شكله
فمثلا عندما تجد هذا الرجل المصرى الفلاح الاصيل الذى يحتفظ حتى الان بلبسه التقليدى العظيم عندما تجده فى سوق فتستنكر هذا الشكل غير المألوف بالنسبة لك وكثير من الناس من يبتعد عنهم وعن المعاملة معهم
وللاسف الكثير من الناس يحكم بالمظهر
ولكن الحقيقة منافيه تماما للشكل فكثير من الرجال يتخفون وراء البدلة الانجليزية وتجد لسانهم نجس لا يخرج منه الا البذاءات وعلى الجانب الاخر تجد هذا الرجل الفلاح البسيط ذو اخلاق عالية جدا كيب اللسان
وايضا اذا اخذنا بالمقياس على المحجبات او المنتقبات فمنا قسمين فى الحكم عليهم
القسم الاول وهو الذى يحكم عليهم بالاخلاق المطلقة والفضيلة الكاملة وهذا يكون رفضه لهم اكثر عند حدوث موقف يتنافى مع الصورة المثالية الفاضلة الذى وضعها لهم فمثلا عندما يجد منقبة تسب او تسئ الى احد يبدأ تحول فكره عن المنتقبات وتطبيق تلك الحالة السيئة على الباقى
اما القسم الثانى فهو المعتقد بان المنتقبات هن النساء المتشددات فى دينهن اللاتى لا يقبلن بالتطور المجتمعى ......الخ من الشعارات التى نسمعها
وبالمثل من تجدها غير محجبه ويمكن ان يكون لبسها ضيق فاذا رأيتها تحكم على الفور بكونها غير محترمه او لا تحترم القيم والمبادئ المجتمعية ففى ذهنك ايضا تضع صورة الرزيلة تجاه تلك الحالة من النساء وعندما تجد احداهن يقومون بعمل صالح فتزداد ظننا سيئا بهم ويأتى الى نفسك انها تفعل يمكن ان يكون لها نصيب فى الجنة
فهذا تفكير البشر
فالحكم اليوم اصبح على المظهر وكل من له شكل مختلف عن شكلى او الشكل الذى تربيت وانا اشاهده فهو منبوذ ولا انظر له فى اى حال من الاحوال وانما يبدأ العقل بالهجوم عليه مباشرة والتفكير فى الانتقادات الفورية
لذلك فيجب على كل فرد ان يدرب نفسه على تقبل الاخر وهذا الامر لن يأتى بسرعة وانما يأخذ وقتا على التعود ويزيد هذا عند الاستماع الى شخص مخالف لك فى المظهر او اللون فهذا يحدث فا قا كبيرا فى النفس وجعلها تتأقلم على تقبل الاخر ولا يتم الحكم عليه بحسب المظهر وهذا ينعكس ايضا على الرأى وتقبل الرأى
تعليق