إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

زفرات مهموم في زمن الانكسارات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زفرات مهموم في زمن الانكسارات

    الحمد لله على نعمة النِّعَم، ومنَّة المِنَن، الحمد لله على النعمة العظمى، والمنَّة الكبرى، الحمد لله على أعظم نعمةٍ أنعم بها علينا، الحمد لله على أجلِّ منَّةٍ امتنَّ بها علينا، الحمد لله على لا إله إلا الله، محمد رسول الله.

    {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ} [الأعراف: 43]، الحمد لله الذي أرسل إلينا رسولًا منَّا، يتلو علينا آياته، ويزكِّينا، ويعلِّمنا الكتابَ والحكمة، وإن كنَّا من قبل لفي ضلالٍ مبين، الحمد لله علي كلِّ رسولٍ أرسله، الحمد لله علي كلِّ حقٍّ أحقَّه، الحمد لله علي كلِّ باطلٍ أزهقه، الحمد لله على كلِّ مظلومٍ نصره، الحمد لله على كلِّ ظالمٍ قهره، الحمد لله على كلِّ جبارٍ قَصَمَه، والله أكبر كبيرًا.

    أخواني - أخواتي في الله:
    ما نعيشه اليوم، ما هو إلاَّ زفراتُ مهمومٍ، وأنَّات مكروبٍ في ظلِّ هذه الأحداث الرَّاهنة .

    أمةُ الإسلام خيرُ أمةٍ أُخرجت للناس، كانت في ليلها عابدةً، راكعةً ساجدة، وفي نهارها داعيةً مجاهدة، وانقلب الحالْ، فلا تزال هجمة أعداءِ الله شرسة على دين الله وأوليائه، حتى بلغ اعتداؤهم إلى ديار المسلمين وعقولهم، ومناهج تعليمهم، وإعلامهم؛ بل واحتلُّوا أعزَّ بلدانهم، وروَّعوا أهلها، ويتَّموا أطفالها، ورمَّلوا نساءها، وخرَّبوا بيوتها، ولا تزال الدائرة مستمرة.

    وهنا ظننا أن اعتداءَ هؤلاء المجرمين يأتي من محض حقدهم وشرورهم وظلمهم، وهذا أمرٌ لا ينكره ذو لُبٍّ، ولكننا نسينا أنَّ العيبَ فينا، وأنَّنا نحن الذين َ فرَّطنا في دين الله، وفي سنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

    فلو سألتَ الشبابَ والصغارَ والكبارَ عمَّا يعرفونه عن نبِّيهم - صلى الله عليه وسلم - لوْ دخلت بيوتهم، لوْ تفقَّدت هيئاتهم، لوْ استخرجت ما في عقولهم - لأدركت أنَّ ما يحدث لنا إنَّما هو من محض ظلمنا وتقصيرنا، ويعفو ربُّنا عن كثير.. إننا لا بدَّ أن نعترف أننا نعيش أزمةَ أُمَّة، تلك الأمَّة فقدت مَنْ ينهض بها، غلى الرغم من أنها لمْ تفقد مَا تنهض به.

    إنها أُمة هي الأعظم والأشرف؛ لكونها تملك المنهج الذي ارتضاه الله تعالى، وأُسْوَتها فيه سيِّدُ الخَلْق؛ محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - كما قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: 21].

    فعجبًا لتلك الأمَّة التي بحثت لدى أعدائها حلولاً لمشكلاتها، وهي تملك ذلك لنفسها؛ بل ولأعدائها!! إن المجرمين الحاقدين لمَّا نالوا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لَمْ يكن ذلك الخطأ من محض صنيعهم، ولكن هذا الفعل إنَّما هو من فعلنا، حينما فرَّطنا في كتاب ربِّنا وسنَّة نبيِّنا - صلى الله عليه وسلم.

    ولم يكن أصل العلاج فقط ما اجتهد الناس فيه من مقاطعة الأعداء، وشتمهم، والتَّظاهر بالاعتراض على قبيح فعالهم، وإن كان ذلك لا محالة له شأنٌ في ردِّهم، ولكنه لا يكفي، وإلا فماذا سنفعل إذا تكرَّر الاعتداء؟ ولقد تكرَّر!.

    ولعلَّ ما مضى من دروسٍ يحيي فينا عزيمةَ أن نقاطع كلَّ مَنْ عادى الله ورسوله، وأن نعمل على أن يكون لنا كِيانٌ قويٌّ، يكفينا ويكفي غيرنا.

    نعم؛ إن العلاج إن لم يبدأ من ذواتنا وبيوتنا، ومساجدنا وصلواتنا، ومعاملاتنا وسائر أحوالنا - فبئس الحلُّ الذي نرجوه؛ {إن َّ الله َ لا َ يُغَيِرُ مَا بِقَومٍ حَتَّى يُغَيرُوا مَا بأنفسهم}.

    فالعلاج هُوَ رجوعٌ كاملٌ، وتوبةٌ نَصوحٌ، واستسلامٌ كاملٌ لشرع الله - عزَّ وجلَّ - وتمسُّكٌ كلِّيٌّ لا يتجزَّأ بسنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

    إن الكافرين لم يضيِّعوا لنا السنَّة، نحن الذين ضيعناها! لَمْ يقفوا حائلاً على أبواب المساجد يمنعونا من الصلاة فيها، ولكن نحن الذين امتنعنا عنها! لم يكن الكفار هم الذين شغلوا الشباب بالغناء عن القرآن، واللعب عن الصلاة وبالمرح واللهو عن طلب العلم الشرعي!!

    وليس الكفار هم الذين نزعوا عن المرأة حجابها، وأبدلوها لباس التبرُّج والسُّفور، ولم توصنا بغلق الكتاتيب، ودور العلم النافع، وإبدالها بصالات (البلياردو) والأندية! ليس هم الذين أشربوا المسلمينَ كراهيةَ الموت وحبَّ الدُّنيا بهذا السَّفه، إلى حدِّ عبوديَّة المال والمتاع، سواء حلالٌ أو حرامٌ.

    إنني أطلبُ منكَ أن تسأل ألفَ شابٍّ تختارهم في أيْ مكان، اسألهم عمَّا يعرفونه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمَّا يعرفونه عن أيِّ مطربٍ أو ممثِّلٍ أو لاعب كرةٍ!!

    إنني أودُّ - مع حيائي من ذلك - أن أقول لكَ: ليت الشباب يعرفون عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يعرفونه عن هؤلاء الساقطين.

    ليتهم يعيشون ويفرحون ويهتمون لدينهم، كما يهتمُّون بمتابعة أنديتهم المفضَّلة!!

    قد صار عارًا في أُمَّة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم - أن شوارع بلادها تخلو وقت المباريات أكثر ممَّا تخلو وقت الصلوات المكتوبات أو الجُمُعَات المباركات، أو حيث تنزل الرَّحمات بالذِّكْر وتلاوة الآيات!!

    ولكن أخي - أختي في الله؛ دعونا من التحسُّر على حالنا، وهيا؛ فلنبدأ بنصر دين ربِّ العالمين، وهذه بعض أسبابٍ لنصر دين الله - عزَّ وجلَّ - منها:
    أولاً: العلم
    وقد خَصَّ الله العلماء بالخشية؛ لأنهم أَعْرَف الناس بالله، وكلما كان العبد بربِّه أَعْرَفَ؛ كان له ومنه أَخْوَف! فالعلم سببٌ لمرضاة الله تعالى، وسببٌ للحياة الطيبة في الدنيا، والحياة البرزخية، وفي الحياة الآخِرة.

    والعلم سببٌ لتقويم السلوك وتهذيب النفوس، وهو سببٌ لمَنْ أخلَص النيَّة في طلبه وتطبيقه للنجاة من الشرور، على اختلاف أنواعها وأجناسها.

    وعندما يجتمع الأحبَّة لينهلوا من بعض أحبَّتهم، يَتَعلِّمون ويُعلِّمون - فإنَّ هذا يُعَدُّ قربةً من أعظم القُرُبات، وكان سَلَفُنا يشدُّون الرِّحال طلبًا للعلم، وكثيرٌ منَّا قد قرأ أو سمع ما قام به المحدِّثون من رحلاتهم الطويلة، التي كانت لتقصي الإسناد، ولولا الإسناد لقال مَنْ شاء ما شاء.

    فهذا شعبةُ - رحمه الله - يرحل شهرًا كاملاً في طلب حديثٍ واحدٍ سمعه من طريقٍ لم يمرَّ عليه!

    بالله عليك أخي - أختي في الله تعلَّم؛ فإن الأيام القادمة والحالية أيامٌ حالكةٌ بالظلام! ينكرون الأُصول لا الفروع، ينكرون القرآن والسنَّة؛ فتعلَّم أخي لتواجه هؤلاء المغول الجُدُد، فُأمَّتك مقهورةٌ، والأيدي مقطوعةٌ، والآمال عليك معقودةٌ.

    ثانيًا: وقفاتٌ مع الصحابة
    أحبائي ،إن الصحابة لم يأتوا في وقت تيسَّر لهم كلُّ سُبُل الحياة والمعيشة المترَفة، ولم يكونوا في بلدٍ تزعم أنَّ دينها الرَّسمي الإسلام، لا؛ لم يكونوا كذلك، ولكن كانوا في بلدٍ كافرةٍ بالله - عزَّ وجلَّ - وليس من حولهم مسلمون مقصِّرون كعصرنا نحن؛ بل كان من حولهم كفارٌ.

    وكانوا يُبتَلون في الله، ويصبرون على الأذى فيه، ومع كل الظروف التي أحاطت بهم من كل جانب؛ صنعوا أنفسهم، وربَّوا أنفسهم، كما علمهم نبيُّنا - صلى الله عليه وسلم.

    فما الفرق بيننا وبينهم إذًا؟ فما الفرق؟

    الفرقُ: أنهم رجالٌ، ونحن لا أقول: أشباهُ رجال، ولكن أقول لكَ: نحن أشباهُ أقزام!!

    كان الواحد منهم ينفعل لقول الله - عزَّ وجلَّ - ولقول رسوله - عليه الصلاة والسلام - ويعملون بإخلاصٍ لله - عزَّ وجلَّ – ولِدِينه العظيم، غير هذا الزمان الذي شحَّ فيه الإخلاص والصِّدق لله - عزَّ وجلَّ.

    هذا هو الفارق بيننا وبينهم!!

    وأقول لكم إخواني واخواتي: لا تحسبوه شرًّا لكم؛ بل هو خيرٌ لكم؛ فإن الإسلام الذي صنع أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والصحابة أجمعين، رضي الله عنهم - قادرٌ على أن يصنع مثلهم؛ لأنَّ الدِّين الذي صنعهم هو الدِّين نفسه الذي بين أيدينا، ولكننا نحن فرَّطنا فيه.

    أقولُ لكم ثانيةً: الإسلام الذي صنع هؤلاء الأبطال، هؤلاء الرجال - قادرٌ على أن يصنع مثلهم، ولكن إذا عرفنا كيف تربَّى هؤلاء؛ فنتأسَّى بهم في كلِّ ما دَقَّ وجَلَّ، فبذلك يأتي النصر والتمكين، وبغير ذلك يأتي السَّخط والعذاب من الله - عزَّ وجلَّ - نعوذ بالله من الخزي والخذلان، والحرمان من نور الإيمان، ونسأله دائمًا العافية والسلامة.

    انظروا إلى هؤلاء الأبطال: كيف كانوا يسارعون في امتثال أمر الله - عزَّ وجلَّ - وأمر رسوله - صلى الله عليه وسلم - كانوا يعظِّمون ويسارعون إلى تنفيذ أوامر الله – عزَّ وجل - وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم - عملاً بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} [النساء: 59].

    فهذه زينب بنت جحش - رضي الله عنها - يخطبها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لفتاه زيد بن حارثة، وحين يفاتحها في ذلك تأبى وتقول: لست بِنَاكِحَتِهِ؛ فيقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((بل فانْكِحِيهِ))، قالت: يا رسول الله، أؤمر نفسي. فبينما هما يتحدثان، إذا بالمولى سبحانه وتعالى ينزل هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} [الأحزاب: 36]، فتقول: قد رَضيتهُ لي يا رسول الله مُنكِحًا؟ فيقول: ((نعم))، فتقول: إذن لا أعصي رسول الله، قد أَنْكَحْتُهُ نفسي.

    انظري أختي إلى حال نسائهم وحال نسائنا، وانظري: إلي أين وصل بنا الحال من الذلِّ والهوان، بسبب تفريطنا في أوامر الله - عزَّ وجلَّ - وأوامر رسوله - صلى الله عليه وسلم - وأحوال رجالهم وأحوال رجالنا، وأحوال أطفالنا وأحوال أطفالهم.

    أُمتنا تعيش حالة احتضار..أخواننا في غزة..من حصار الى دمار.. أُمتنا عددها مليار.. يا له من عار!! والمسلمون يشرَّدون في كل بلاد المسلمين التي تقع تحت أيدي اليهود أو النصارى، فإن الله - عزَّ وجلَّ - كتب علينا بذنوبنا وتفريطنا في دين ربِّنا الذي كتبه على بني إسرائيل من قبلنا.

    إذًا؛ علينا أن نرجع إلى ربنا الجبار،وأن نكون رجالاً مع الأخياركما كان أجدادنا رجالاً، أما نحن الآن فأشباه أقزام، وما هي إلا أرحامٌ تَدْفَع وأرضٌ تَبْلَع.

    انظر أحبائي إلى حال النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول لربِّ العالمين يوم القيامة: ((أُمتي أُمتي... ))، أيُّ آُمَّةٍ يا رسول الله تدعوها؟ أيُّ أُمَّةٍ تدعوها وتريد لها الخير؟ هل هذه الأُمَّة التي فرَّطت في دين الله - عزَّ وجلَّ - وفي سنَّتِكَ يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟
    أهلنا في غزة يصطصرخون...النساء والثكالى يتألمون بل يحلمون؟!! أين العرب؟؟؟...أين المسلمون؟؟؟!!!!

    هل هذه الأُمة التي تحلَّلت من دينها؟ يا له من عار!!

    يا حكامنا النائمون:
    يا له من عار! بعد أن كنَّا نسود العالم في كلِّ شيءٍ، انظروا كيف انقلبت الأحوال وانقلبت المعايير، فصرنا أَذَلَّ أُمَّةٍ على وجه الأرض! أَذَلَّ أُمَّةٍ يراها التاريخ الآن هي الأُمَّة العربية!!

    انقسام..تشرذم...تواطؤ...فتنة..لا للوحدة وعقد قمة!!!!
    لا نريد قمة اسلامية ..ولا قمة عربية..نريد قمة استشارية اقتصادية!!! لندعم البضائع الأمريكية والصهيونية حتى لا تنافسها بضائع اسلامية كالتركية!!
    إلى أين تذهبين يا أمتنا العربية والإسلامية.. إلى أين تذهبين يا أُمَّة محمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -؟ ارجعي أيتها الأُمَّة التي كتب الله لها الرِّفعة، ارجعي قبل فوات الأوان.

    ثالثًا: التربية الإيمانية
    اخواني - اخواتي:
    ما هو الطريق؟
    ما السبيل؟
    قولوا لي: كيف؟
    قيل لأحد الزهَّاد: كيف السبيل ليكون المرء من صفوة الله؟ فقال: "إذا خَلَعَ الرَّاحة، وأَعْطى المجهودَ في الطَّاعة".

    وقيل لإمام أهل السنَّة والجماعة أحمد بن حنبل: متى يجد العبد طعمَ الرَّاحة؟ فقال: "عند أوَّل قدمٍ يضعها في الجنة".

    أحبائي:
    نحن اتَّفقنا أن نتأسَّى بسَلَفِنا الصَّالح في كلِّ ما دَقَّ وجَلَّ، وعلى ذلك استشعروا حالكم بحالهم:
    انظروا إلى حالهم؟ كانت أوقاتهم بالذِّكْر وتلاوة القرآن معمورةً، ومساجدهم تهتزُّ بضجيج البكاء من خشية الله! تراهم ذابلين من خوف الآخِرة، وعند العبادة تراهم رواسيَ شامخاتٍ، كأنَّهم ما خُلِقوا إلاَّ للطَّاعة!

    وتأملوا احبائي إلى ليلهم، وما أدراكَ ما ليلهم:
    كأنهم يُساقون إلى الموت وهم ينظرون.. صلاتهم في ظلامٍ تَجَلَّلَ بأنوار الكرامة، فهم في نعيم الأنس يتقلَّبون، وبلذيذ الخطاب يستمعون.

    ولقد تدبَّروا حقيقة الدنيا ومصيرها إلى الآخِرة؛ فاستوحشوا من فِتنتها، وتجافت جنوبهم عن المضاجع، وتناءت قلوبهم عن مطامعها، وارتفعت همَّتهم أعالي الجبال؛ فلا تراهم إلا صوَّامين قوَّامين باكين، ولقد حفلت تراجمهم بأخبارٍ زاخرةٍ، تُنبئ بعلوِّ همَّتهم في التوبة والاستغفار والاستقامة، وقوَّة عزيمتهم في العبادة والإخبات.

    أحبائي:
    أقول لكم هذا الكلام، لا ليطير قلبي وقلبكم مع هؤلاء الأفاضل فقط؛ بل لنعمل كما عملوا، فهل يا تُرى سنعمل كما عملوا؟
    الإجابة عندكم أيها الأحبة...
    أحبائي:
    إن الإسلام الذي صنع هؤلاء الأفاضل، هو هو الإسلام الذي بين أيدينا.

    أحبائي:
    إني أراكم متشوقًا لطاعة الله - عزَّ وجلَّ - هل هذا الإحساس صحيحٌ؟
    هل من استجابةٍ لهذا الكلام؟
    مع امنياتي لكم
    أحبائي أنا وأنتَ وأنتِ ...نسأل أنفسنا
    ماذا عملنا؟ ومتى نغير واقعنا ؟ وهل نصرنا ربنا لينصرنا؟

    " وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا" النساء(104)


    [IMG]http://**********/i/801/f644bc5.2.jpg[/IMG]
    http://www.way2allah.com/forums/showthread.php?t=13551
يعمل...
X