هل لنا كإسلاميين أن نكون واقعيين في طرحنا للعامة؟!
تضج الساحة الإسلامية على اختلاف توجهاتها، بمساحات واسعة من النقاش والجدل الدائر عن مدى شرعية المشاركة في التظاهرات والاحتجاجات المواجهة للانقلاب العسكري الغاشم، في وقتٍ تراجعت فيه قدرة المشايخ والدعاة عن السيطرة على أتباعهم، فضلاً عن عموم شباب الصحوة؛ بسبب ما لحق بهم أيضاً من افتراق وتباينٍ في المواقف، وإصدارهم للعديد من الفتاوى المتضاربة!!
في حين لم يواجه عوام الناس أي نوع من اللبس أو التعقيدات في حتمية مواجهة الظلم والطغيان، وقرروا ببديهيات فطرتهم التي فطرهم الله عليها، وبدون أي (فلسفات أو مزايدات) التصدي لإجرام تلك العصبة الانقلابية الغاشمة، سعياً منهم للحيلولة دون عودة النظام الإجرامي السابق من جهة، وحرصاً على مستقبل أبنائهم من جهة أخرى!!
فكانت حساباتهم البسيطة والمجردة من كل تعقيدات أقرب بكثير لمرادنا نحن الإسلاميين الحالمين بإزالة الظلم وإقامة العدل متمثلاً في تحكيم شرع الله تعالى، ورفع راية التوحيد، وعليه فقد كان من المستغرب جداً (لدى العامة) ترددنا في قيادة تحركاتهم، وبذل أقصى الجهد لإضفاء الصبغة الإسلامية عليها كما نشاء، لاسيما وأن جُل المشاركين فيها هم من عموم المسلمين الذين يتفاخرون بعاطفتهم الجياشة لدينهم، وحماسهم لشريعة ربهم، وسنة نبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم!!
فهل لنا والواقع يشهد بتلك الحقائق، ويتيح أمامنا تلك الفرصة الدعوية النادرة أن نتمادى في خلافاتنا، وندخل أنفسنا في دهاليز فلسفات عقيمة، تتخلف بنا عن قيادة المسيرة، وتجعلنا في مؤخرة الركب، بما يخدم مصلحة هؤلاء الإنقلابيين في نهاية المطاف؟!
وهل يتوهم بعض المساكين منا أنه لا يجوز مشاركتنا في تلك المواجهات ضد الظلم والطغيان، إلا بعدما يصطف عوام الناس على أبوابنا، وكل منهم يحمل بين يديه صحيحي البخاري ومسلم، ليقوم بتسميعهما، ثم يتجاوز اختبارنا له في المسائل العقائدية والفقهية وأصول الدين؛ وذلك حتى نقترب خطوة من القناعة بالتحرك معهم في مواجهة الظالمين؟!
إن الدعوة أيها الفضلاء الأكارم، تعني النزول الفعلي إلى الساحة، والقيام بالتوجيه الشرعي الصحيح في أوساط الناس، وبذل أقصى الجهد في التحرك العملي بتطبيق تعاليم هذا الدين (قولاً وفعلاً) سعياً إلى الإصلاح والتغيير، لا أن نتوارى في بيوتنا كالعذارى، ونقتل أعمارنا في مجادلات فلسفية عقيمة؛ تفوت علينا الفرصة في إحقاق الحق ونصرة هذا الدين، وتمكن أعداءنا من رقابنا واستعباد الناس من جديد!!
فمن كان لديه تحفظات على ما في منهج الإخوان أو التبليغ أو غيرهم من تجاوزات في الدعوة، فها هي الساحة بين يديه، فليطرح ما يعتقده من نهج صحيح، ويدعو الناس عملياً لاتباعه، المهم ألا نلحق وصمة السلبية بإسلامنا زوراً في أذهان الناس؛ بسبب تقاعسنا وقعودنا عن نصرة الحق في مواجهة الباطل!!
ويكفي ما ألحقه المنتسبون إلى المنهج السلفي (زوراً وبهتاناً) من خزي وعار بالدعوة السلفية!! سواء كانوا من (شيوخ المداخلة والجامية العملاء من كهنة الطواغيت) الذين سوغوا الظلم للطغاة، وأضفوا لهم من الأدلة الشرعية ما زعموا أنها تبيح لهم قتل المتظاهرين باعتبارهم خوارج على ولي الأمر الذي مكنه الله!! أو من دراويش (حزب النور) الذين جعلونا مضحكة أمام الناس، وقضوا على كل ما علقه عليهم طلبة العلم من آمال!!
ويكفي ما ألحقه المنتسبون إلى المنهج السلفي (زوراً وبهتاناً) من خزي وعار بالدعوة السلفية!! سواء كانوا من (شيوخ المداخلة والجامية العملاء من كهنة الطواغيت) الذين سوغوا الظلم للطغاة، وأضفوا لهم من الأدلة الشرعية ما زعموا أنها تبيح لهم قتل المتظاهرين باعتبارهم خوارج على ولي الأمر الذي مكنه الله!! أو من دراويش (حزب النور) الذين جعلونا مضحكة أمام الناس، وقضوا على كل ما علقه عليهم طلبة العلم من آمال!!
إن واقعية طرحنا للعامة كإسلاميين مع الالتزام الكامل بالضوابط الشرعية في كل مسألة؛ ليؤكد على صلاحية حكم هذا الدين لكل عصر ومصر، أما الوقوع في دهاليز الجدل والفلسفات العقيمة البعيدة عن أصول الدين، والتي يتوهم البعض منا أنها لب الدين وسبيل نصره المبين، فإنها والله لا تزيدنا عن الناس إلا بعداً، كما أنها تبني بيننا وبينهم المزيد من العوائق!!
فهل آن لنا الأوان أن نكون واقعيين في طرحنا للعامة؟!
تعليق