كتبه/ عبد المنعم الشحات
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
نصر الله يا حبيب اضرب دمر تل أبيب
نداء ردده كثير من الإسلاميين بألسنتهم، وردده خلفهم جموع عريضة من المسلمين البسطاء بقلوبهم، ولكم حاولنا أن نضبط عواطف هؤلاء القوم بوضع الأمور في نصابها، فليكن ترحيبنا بصمود نصرالله أمام اليهود من باب أهون الشرور وأخف الأضرار، لا من باب الفرح بـ "الحبيب"، وكيف يكون حبيباً لنا، وهو عدو لأعز أحبابنا؟ إن أعظم الخلق حقاً علينا وأولاهم بحبنا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (الأحزاب:6)، فهل يمكننا أن نعتبر نصرالله حبيباً مع أنه يؤذي الحبيب -صلى الله عليه وسلم-؟ فإن قال قائل: ونصرالله يعتبر النبي أولى به من نفسه كما نعتبر نحن النبي -صلى الله عليه وسلم- أولى بنا من أنفسنا، قلنا: قد ضم الله لها (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) (الأحزاب: من الآية6)، فهل يعتبر نصرالله عائشة -رضي الله عنها- أحب نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه أماًََ له؟ لاشك أنه لا يعتبرها أماً، أو يعتبرها -أماً قد أكلت أولادها-، وهو عنوان كتاب شيعي فيه من السب والطعن في عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين ما فيه، وفجأة وبدون مقدمات اكتشفت ثلاث صحف مغمورة هذا الكتاب فراحت تنفل منه سمومه دون ذكر المصدر، وتطبع ذلك في ملاحق مجانية توزع على المسلمين في شهر رمضان.
ترى من يدفع ثمن هذه الملاحق؟ أليس هو حبيبهم نصرالله أو أحد رؤوس مذهبه، إننا لا يمكن أن نتصور أن الإمام الغائب المزعوم قد خرج من سردابه مثلاً لكي يعطي هذه الصحف ثمن هذه الملاحق المجانية لتوزيعها على المسلمين في شهر رمضان المبارك.
هب أن نصرالله قد دمر تل أبيب وفتح القدس، هل يمكن أن نتنازل مقابل هذا عن أعراض بناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا؟ إن الإجابة بالقطع لا، لأن العرض أغلى عند المسلم من الأرض، فما بال أقوام يطالبوننا بأن نسكت عن عرض نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وأن نهلل لأقوام عرف القاصي والداني عنهم أنهم يكرهون عائشة، فمنهم من يصدق الإفك، وأحسنهم طريقة -وليس فيهم حسن- من يرى أنها أم أكلت أولادها، ووالله ما خرجت عائشة -رضي الله عنها- يوم الجمل إلا وهي ترجو أن تكون الأم التي تسكن ثائرة أبنائها وتردهم إلى صوابهم، ولكن قدر الله هذه الفتنة؛ لتكون تمحيصاً عبر التاريخ لقلوب المنافقين حتى توقعهم في لحن القول فنحذرهم على ديننا وعلى أمتنا.
نقول لو أن نصرالله قد حرر لنا الأرض لقلنا له: إن العرض أهم عندنا من الأرض، ولو دمر تل أبيب لقلنا له: إن الانتصار لعرض الحبيب أهم عندنا ألف مرة من تدمير تل أبيب، ولكن ويا أسفاه "جمعنا خشناً وسوء كيلة" كما يقولون، فلم يحرر نصرالله أرضنا، وإنما طعن في عرض أمنا، ولم يدمر تل أبيب، وإنما طعن في زوجات الحبيب -صلى الله عليه وسلم-.
والقضية ليست في أن يلدغ الإنسان من الثعبان مرة، ولكن الآفة أن يلدغ ومن نفس الجحر مرتين "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين"، فكيف بمن يلدغ من جحر الشيعة عشرات المرات عبر التاريخ وهو لا يتعظ. نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وألا يجعله ملبساً فينا فنضل.
www.salafvoice. com
موقع صوت السلف
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد،
نصر الله يا حبيب اضرب دمر تل أبيب
نداء ردده كثير من الإسلاميين بألسنتهم، وردده خلفهم جموع عريضة من المسلمين البسطاء بقلوبهم، ولكم حاولنا أن نضبط عواطف هؤلاء القوم بوضع الأمور في نصابها، فليكن ترحيبنا بصمود نصرالله أمام اليهود من باب أهون الشرور وأخف الأضرار، لا من باب الفرح بـ "الحبيب"، وكيف يكون حبيباً لنا، وهو عدو لأعز أحبابنا؟ إن أعظم الخلق حقاً علينا وأولاهم بحبنا هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) (الأحزاب:6)، فهل يمكننا أن نعتبر نصرالله حبيباً مع أنه يؤذي الحبيب -صلى الله عليه وسلم-؟ فإن قال قائل: ونصرالله يعتبر النبي أولى به من نفسه كما نعتبر نحن النبي -صلى الله عليه وسلم- أولى بنا من أنفسنا، قلنا: قد ضم الله لها (وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ) (الأحزاب: من الآية6)، فهل يعتبر نصرالله عائشة -رضي الله عنها- أحب نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- إليه أماًََ له؟ لاشك أنه لا يعتبرها أماً، أو يعتبرها -أماً قد أكلت أولادها-، وهو عنوان كتاب شيعي فيه من السب والطعن في عائشة -رضي الله عنها- أم المؤمنين ما فيه، وفجأة وبدون مقدمات اكتشفت ثلاث صحف مغمورة هذا الكتاب فراحت تنفل منه سمومه دون ذكر المصدر، وتطبع ذلك في ملاحق مجانية توزع على المسلمين في شهر رمضان.
ترى من يدفع ثمن هذه الملاحق؟ أليس هو حبيبهم نصرالله أو أحد رؤوس مذهبه، إننا لا يمكن أن نتصور أن الإمام الغائب المزعوم قد خرج من سردابه مثلاً لكي يعطي هذه الصحف ثمن هذه الملاحق المجانية لتوزيعها على المسلمين في شهر رمضان المبارك.
هب أن نصرالله قد دمر تل أبيب وفتح القدس، هل يمكن أن نتنازل مقابل هذا عن أعراض بناتنا وزوجاتنا وأمهاتنا؟ إن الإجابة بالقطع لا، لأن العرض أغلى عند المسلم من الأرض، فما بال أقوام يطالبوننا بأن نسكت عن عرض نبينا -صلى الله عليه وسلم-، وأن نهلل لأقوام عرف القاصي والداني عنهم أنهم يكرهون عائشة، فمنهم من يصدق الإفك، وأحسنهم طريقة -وليس فيهم حسن- من يرى أنها أم أكلت أولادها، ووالله ما خرجت عائشة -رضي الله عنها- يوم الجمل إلا وهي ترجو أن تكون الأم التي تسكن ثائرة أبنائها وتردهم إلى صوابهم، ولكن قدر الله هذه الفتنة؛ لتكون تمحيصاً عبر التاريخ لقلوب المنافقين حتى توقعهم في لحن القول فنحذرهم على ديننا وعلى أمتنا.
نقول لو أن نصرالله قد حرر لنا الأرض لقلنا له: إن العرض أهم عندنا من الأرض، ولو دمر تل أبيب لقلنا له: إن الانتصار لعرض الحبيب أهم عندنا ألف مرة من تدمير تل أبيب، ولكن ويا أسفاه "جمعنا خشناً وسوء كيلة" كما يقولون، فلم يحرر نصرالله أرضنا، وإنما طعن في عرض أمنا، ولم يدمر تل أبيب، وإنما طعن في زوجات الحبيب -صلى الله عليه وسلم-.
والقضية ليست في أن يلدغ الإنسان من الثعبان مرة، ولكن الآفة أن يلدغ ومن نفس الجحر مرتين "لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين"، فكيف بمن يلدغ من جحر الشيعة عشرات المرات عبر التاريخ وهو لا يتعظ. نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، وأن يرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وألا يجعله ملبساً فينا فنضل.
www.salafvoice. com
موقع صوت السلف
تعليق